غزة- إذاعة صوت الوطن/ تقرير شيماء ناصر الدرة|
في قطاع غزة، لم يعد الجوع خصمًا بيولوجيًا فحسب، بل أصبح معادلاً ثقافيًا قاتلًا. في مشهد يُختزل فيه الألم الإنساني والدمار الحضاري، يُضطر الغزيون إلى إحراق الكتب لاستخدامها وقودًا للخبز والطهي، بعدما صار الخشب نادرًا والغاز مستحيلًا.
بين دفتي الكتاب المحترق، لا تسقط كلمات فقط، بل تتطاير بقايا تاريخ ومعرفة وهوية، دفعت الحاجة أم صالح إلى القول بمرارة: “قلبي هو الذي يحترق، لا الورق. كنت أعتبر الكتاب صديقي، لكنّ الجوع أقسى من كل المواعظ”. وتضيف بأسى: “أصبحت الثقافة ترفًا، لا نملكه في معركة البقاء”.
المفارقة المؤلمة روتها سعاد الحطاب، النازحة التي صُدمت حين رأت رسائل ماجستير ودكتوراه تباع في الأسواق كوقود للحرق: “لم أتحمل الفكرة… اشتريتها جميعًا ورافقتها في رحلة النزوح، وكأنني أنقذ روحًا من الاندثار”.
ولم يختلف المشهد عند محمد أبو ستة، الذي عمل مرشدًا في مكتبة الجامعة الإسلامية لأكثر من عقدين، حيث قال: “لقد خسرنا مكتبة، بل خسرنا ذاكرة. كنت أشتري الكتب من النازحين فقط لأمنع وصولها إلى الفرن، لكني اليوم مجبر على حرق بعضها لإعداد طعام أطفالي”.
الكاتب الفلسطيني يسري الغول علّق قائلاً: “لا تلوموا من يحرق الكتب. حين يُغلق أمامك كل باب، وتُجبر على المفاضلة بين شعلة ثقافة وشعلة نار تطهو لأبنائك، تختار الحياة. لكنها جريمة أخرى تُسجَّل في دفتر الاحتلال”.
بهذا المشهد، تُستكمل فصول الجريمة ضد المعرفة في غزة، حيث تتقاطع سياسة الحصار مع دمار المكتبات والجامعات والمدارس، لتنتج مشهدًا فريدًا في فظاعته: كتبٌ تُلتهم لا على موائد العقل، بل في أفران الطين.
وما زالت معابر القطاع مغلقة منذ الثاني من مارس الماضي، في وجه المساعدات ومشتقات الوقود، ما يجعل نار الحرف هي آخر ما تبقّى للغزيين كي يبقوا على قيد الحياة.
واشنطن – إذاعة صوت الوطن أثار النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، راندي فاين، موجة غضب عارمة عقب دعوته الصريحة إلى استخدام قنبلة نووية ضد قطاع غزة، في تصريحات وُصفت بالصادمة […]
باراك: إسرائيل أمام خيار مصيري سيتحدد خلال أيام
منسق صفقة شاليط: نتنياهو يعرقل إنهاء الحرب في غزة
غوتيريش: غزة تواجه المجاعة و”إسرائيل” تعرقل الإغاثة.. وخطة أممية من 5 مراحل لتوصيل المساعدات
خاص: «رماد الكتب».. الغزيون يطهون الجوع على نار الثقافة المحترقة
دعوة نائب أميركي لضرب غزة بالنووي تثير الغضب
