غزة- إذاعة صوت الوطن
كشفت القناة 13 العبرية، مساء الأحد، عن تطورات لافتة في مسار المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل، مشيرة إلى إحراز تقدم وصفته بـ”المشجع” على صعيد ملف المعتقلين الفلسطينيين الذين قد يُفرج عنهم مقابل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة في قطاع غزة.
ونقلت القناة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن أي اختراق حقيقي في هذا الملف قد يدفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إرسال وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، إلى العاصمة القطرية الدوحة، لمتابعة مستجدات الوساطة القطرية وبحث الخطوات القادمة، في حال اقترب التوصل إلى اتفاق شامل.
خريطة انسحاب تدريجية مقابل اتفاق شامل
وفي موازاة المفاوضات، أفادت القناة العبرية أن هناك تقديرات إسرائيلية تشير إلى إمكانية تجاوب حركة “حماس” مع مقترح جديد يتضمن انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وفق خريطة تأخذ في الاعتبار الهواجس الأمنية الإسرائيلية. وقد يشكّل هذا المقترح بندًا محوريًا ضمن اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، بالإضافة إلى تبادل الأسرى.
تأخر الرد من حماس يعرقل التقدم
من جانبه، نقل مراسل موقع “أكسيوس” الأميركي، باراك رافيد، أن الوسطاء ما زالوا ينتظرون رد حركة “حماس” على المقترح الجديد الذي تم تسليمه مؤخراً عبر قنوات الوساطة التي تضم الولايات المتحدة وقطر ومصر.
وأشار رافيد إلى حالة من الاستياء لدى المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين إزاء “مماطلة” الحركة، موضحاً أن بعض قيادات حماس في الدوحة أبدوا مرونة مبدئية، بينما لم يصدر أي موقف واضح عن الجناح العسكري داخل غزة، ما يعيق إحراز تقدم فعلي.
ونقل رافيد عن مسؤول أميركي رفيع أن “المشكلة هذه المرة ليست في إسرائيل”، معتبراً أن تل أبيب تُظهر مرونة استثنائية، بينما “تعنت حماس” هو العائق الأساسي. وقال: “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الآن، فإن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الحركة”.
ضغوط على حماس وتباين في المواقف
في السياق ذاته، أكد مصدر مطلع على سير المفاوضات أن تأخر الرد من حماس يكبد القطاع مزيدًا من الأرواح، قائلاً: “منذ استلامهم للمقترح الجديد، قتل مئات الفلسطينيين. لا يمكننا أن نبقى رهائن لردود بعض القادة العسكريين في غزة”.
وتعكس هذه المعطيات حجم الضغوط الدولية المتزايدة على حركة حماس، في ظل اعتبار الوسطاء أن المقترح الأخير متوازن، ويشكل أرضية واقعية لإنهاء الحرب والتوصل إلى تهدئة شاملة.
وتدور أغلب التحليلات حول وجود تباين داخل صفوف قيادة الحركة، بين جناحها في الخارج الذي يُظهر مرونة نسبية، وقيادة الداخل التي تتعامل مباشرة مع الوضع الميداني وتتحمل أعباء القرار، ما يُعقّد من اتخاذ موقف رسمي موحّد حتى اللحظة.
الكلمات المفتاحية: الأسرى, الولايات المتحدة, حماس, اسرائيل, الصفقة, مفاوضات وقف إطلاق النار, غزة.