غزة – إذاعة صوت الوطن
اتهم نشطاء ومراقبون محليون عددًا من المؤسسات العاملة في قطاع غزة بالفساد وسرقة المساعدات الإنسانية التي دخلت خلال الأسابيع الماضية، في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية حادة بسبب الحرب والحصار.
وقال الكاتب السياسي الفلسطيني مهند نصار في مقال رأي، في زمن المجاعة والحصار والدمار، يصبح كشف الفساد ضرورة وطنية وأخلاقية، لا ترفًا إعلاميًا ولا تصفية حسابات. فحين تُنهب المساعدات باسم “الوطنية” و”العمل الإغاثي”، تتحول بعض المؤسسات –التي يفترض أن تكون درعًا للفقراء– إلى أدوات لسرقة لقمة العيش من أفواه الجوعى.
خلال الأسابيع الماضية، دخلت إلى قطاع غزة كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية من جهات مختلفة، وُعد بها المنكوبون والمشردون وعائلات الشهداء. ولكن الواقع كشف عن صورة فاقعة للفئوية والمحسوبية؛ إذ تحوّلت الطرود الغذائية إلى غنائم توزع على أساس الانتماء السياسي أو القرابة التنظيمية. في بعض البيوت استلم جميع الأفراد مساعدات متعددة، في حين بقيت بيوت أخرى بلا رغيف خبز.
والأدهى أن بعض المؤسسات لم تكتفِ بالمحاباة، بل مارست النهب العلني؛ فقد جرى تسجيل أسماء وهمية، وأخرى لأشخاص محتاجين فعلًا، دون أن تصلهم أي معونة. هذا ليس مجرد خلل إداري، بل جريمة أخلاقية وإنسانية تشارك في تعميق الجوع وتكريس الفقر، وتُرتكب بدم بارد وتحت لافتة “العمل الوطني”.
السكوت عن هذا الواقع خيانة، لا حياد فيه. لا يجوز أن يُستخدم الانتماء العائلي أو العشائري أو التنظيمي كغطاء يحصّن اللصوص وسماسرة المساعدات. لا قداسة لأي مؤسسة تسرق باسم الوطن، ولا حصانة لمن يتاجر بمعاناة الناس، سواء كان تاجرًا متوحشًا، أو مسؤولًا متسلقًا، أو مؤسسة تدّعي الوطنية.
شعبنا اليوم لا يحتاج فقط إلى الحماية من طائرات الاحتلال، بل إلى حماية من الفساد الداخلي الذي ينخر الجسد الوطني من الداخل. فضح المتورطين في سرقة المساعدات ومحاسبتهم علنًا هو بداية طريق طويل نحو العدالة الاجتماعية واستعادة ثقة الناس بما تبقى من مؤسسات.
فمن يسرق الجائع لا يقل إجرامًا عمّن يقصفه.
أبرزت الصحف المحلية الثلاث (الحياة الجديدة، والأيام، والقدس) الصادرة اليوم الجمعة، في عناوينها، تحذير مجلس الوزراء من مرحلة قد تعجز فيها المؤسسات الوطنية عن الاستمرار بتقديم خدماتها بسبب استمرار احتجاز […]
تحذير عاجل من الاحتلال لسكان بيت لاهيا: أخلوا فورًا باتجاه المواصي
دائرة المقاطعة في «الديمقراطية» تحيي سلوفينيا وبلجيكا: لا مكان لقتلة الأطفال ومجرمي الحرب على أراضيكم 
غزة: آلاف حالات الإعياء بسبب الجوع وسوء التغذية وتحذيرات من انهيار وشيك للقطاع الصحي
سمير غطاس: «الصفقة الكبرى»… ما فوق غزة وما بعدها
ارفعوا الغطاء عن لصوص المساعدات!
