• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right تقرير خاص| رُضّع غزة يموتون بصمت وسط انقطاع الحليب والحصار

أخبار

تقرير خاص| رُضّع غزة يموتون بصمت وسط انقطاع الحليب والحصار

wesam 15 يوليو، 2025


Background
share close

غزة – أنسام القطاع | خاص إذاعة صوت الوطن

في حضانة الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، وقفت إيمان العايدي تنظر بصمت إلى رضيعها الذي يبكي بصوت خافت، بينما تتأرجح أنفاسه بين الجوع والضعف.

قالت إيمان في مقابلة مع إذاعة صوت الوطن، بنبرة يملؤها القلق: “انقطع الحليب، ومخاوفي بتكبر. ابني ما بيقدر يعيش بدون حليب، والأسعار في السوق غالية جدًا، وأنا ما بقدر أوفره”.

إيمان ليست وحدها. عشرات الأمهات يواجهن المشهد ذاته يوميًا، بين حضانات المستشفيات أو أركان الخيام، يحملن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم الأشهر الأولى، في ظل نقص شبه تام لحليب الأطفال في الأسواق والمراكز الصحية.

الحرب لم تسرق فقط الأمان، بل جففت أيضًا ما تبقى من مقومات الحياة الأساسية، ودَفَعت بالأمهات إلى حافة العجز، حيث لا قدرة لغالبيتهن على الإرضاع الطبيعي بسبب سوء التغذية الذي ينهك أجسادهن.

في حضانة المستشفى، يبقى بكاء الرضع شاهدًا على أزمة أكبر من مجرد نقص حليب، إنها أزمة حياة تهدد جيلاً كاملاً بالنمو تحت ظلال الجوع والحرمان. وبينما تواصل إيمان نظراتها القلقة، لا تسأل سوى عن علبة حليب… أو عن معجزة تنقذ صغيرها.

في ركن مظلم بأحد المستشفيات، جلست أم حسام تحتضن صغيرها الملفوف بقطعة قماش خفيفة. كانت تحاول تهدئته، لكنه لم يتوقف عن البكاء، بينما كانت هي تغالب دموعها.

وفي حديثها لـإذاعة صوت الوطن، قالت: “منذ ساعات الفجر، وأنا أحاول أن أُرضعه، لكنه لا يشبع، يبكي لساعات طويلة، وأنا أبكي بصمت”.

طفلها الخامس وُلد خديجًا بوزن لا يتجاوز 2.3 كغم، وسط حرب حرمت الرضع من حقهم الأساسي في الغذاء.

قبل الحرب، كانت أم حسام تلجأ إلى الحليب الصناعي عندما يجف حليبها، أما اليوم، فلا حليب ولا مال ولا غذاء. تحاول جاهدة تحفيز جسدها على إنتاج الحليب، لكنها لا تجد حتى الأطعمة التي كانت زهيدة الثمن، والتي أصبحت اليوم من الكماليات.

الدكتورة ميادة جندية، رئيسة قسم الحضانة في مستشفى الرنتيسي للأطفال، أوضحت في مقابلة مع إذاعتنا أن القطاع يعاني من أزمة حادة في تغذية الأطفال الرضع، مشيرة إلى أن سوء تغذية الأمهات الناتج عن نقص الغذاء أدى إلى تراجع كبير في قدرة الأمهات على الإرضاع الطبيعي.

وقالت: “كثير من الأمهات يعانين من الهزال وفقر الدم والدوخة، ونقص الفيتامينات والمعادن الأساسية، ما يجعل أطفالهن عرضة لمضاعفات صحية خطيرة مثل ضعف المناعة وتأخر النمو العقلي والبدني.”

وأضافت أن منظمة الصحة العالمية توصي بالرضاعة الطبيعية حتى عمر 6 أشهر، لكن في غزة اليوم، هذا الأمر بات تحديًا شبه مستحيل في ظل ندرة الحليب الصناعي وارتفاع أسعاره الجنوني.

من جانبه، قال المحامي علاء السكافي، في تصريح لـإذاعة صوت الوطن، إن “سياسة التجويع الإسرائيلية باتت تعصف بالأطفال والنساء بشكل مباشر، وهم من أكثر الفئات تضررًا من هذه السياسات”.

وأضاف: “أكثر من 70 ألف طفل في غزة مهددون بالموت نتيجة سوء التغذية الحاد وانعدام المواد الغذائية، خاصة حليب الأطفال، وبعض أنواعه العلاجيّة ضرورية لإنقاذ حياة الأطفال المصابين بأمراض مزمنة أو حالات خديجية.”

وشدد على أن استمرار الحصار ومنع دخول الحليب العلاجي يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويشكل جريمة حرب بموجب المادة الثامنة من ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، التي تحظر استخدام التجويع كسلاح حرب.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

توقيت الصفقة: استراتيجية سياسية أو فرصة لإطلاق سراح الأسرى؟

wesam 15 يوليو، 2025

غزة- إذاعة صوت الوطن  في توقيت سياسي محسوب، نجح نتنياهو في إقناع ترامب بتمديد مهلة التفاوض حول صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حتى نهاية يوليو، تزامنًا مع عطلة الكنيست […]

تفاصيل أكثر trending_flat