
في دير البلح: إسرائيل تُعيد رسم غرنيكا بدماء الأطفال الفلسطينيين
غزة- إذاعة صوت الوطن كتب جدعون ليفي مقالاً في صحيفة هآرتس العبرية مقالاً ترجمته وصاغته إذاعة صوت الوطن، وهذا نصه: في مشهد دموي يختزل حجم الفاجعة التي يعيشها قطاع غزة، […]
غزة– إذاعة صوت الوطن|
بينما تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في حصد أرواح المدنيين وتدمير البنية التحتية، تتفاقم أزمة إنسانية صامتة تتمثل في تفشي الجوع وارتفاع أسعار المواد الأساسية، وعلى رأسها الطحين، الذي تحوّل إلى سلعة نادرة تُباع في الأسواق بأسعار خيالية، ما يضاعف معاناة السكان المحاصرين.
وبحسب متابعين للشأن الإنساني في القطاع، فإن كيس الدقيق يُباع اليوم بأسعار تقترب من ثمن الذهب، في وقت يعجز فيه آلاف الأسر عن توفير الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية اليومية. ورغم الإعلان عن وصول مساعدات إنسانية عبر المعابر، إلا أن الفقراء لا يلمسون أثراً فعلياً لها، وسط اتهامات بوجود احتكار وجشع لدى بعض التجار وغياب العدالة في التوزيع.
وهذا نص المقال كاملاً:
في غزة.. الطحين يُباع بدم الفقراء!
✍️ مهند نصار
كاتب سياسي فلسطيني
بينما تغرق غزة في بحر الدم والدمار، وتكاد الحياة تُنتزع من أفواه أطفالها، تتفاقم كارثة أخرى لا تقل فتكًا عن القصف والرصاص: الجوع. نعم، الجوع بات الوجه الآخر للحرب، وجريمة صامتة ترتكب كل يوم في الأسواق، وعلى أبواب الأفران، وفي عيون الأمهات العاجزات عن تأمين كيلو طحين يُطعم أولادهن خبزًا يابسًا.
الطحين، هذا الرمز البسيط للكرامة الإنسانية، تحوّل في غزة إلى سلعة نادرة، يُباع ويُشترى بدم الفقراء، وبأثمان لا يقدر عليها سوى من يقتات على وجع الناس لا من يتألم معهم.
في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون السلع الأساسية – وفي مقدمتها الطحين – مدعومة ومؤمّنة خلال الحروب والحصار، ترتفع أسعارها في غزة بشكل جنوني، حتى بات سعر كيس الدقيق يُقارن بسعر الذهب. فمن المسؤول عن هذه الكارثة المركبة؟ وأين ذهبت قوافل المساعدات المعلنة من الدول والهيئات الدولية؟ ولماذا تُترك الأسواق فريسة لجشع تجار الأزمات؟
لا تبرير مقبولًا في ظل واقع يشهد انهيارًا اقتصاديًا شاملًا، وغيابًا تامًا لأي رقابة فعلية على حركة السوق والأسعار. فالتبرير بانقطاع المعابر أو شُح الموارد لا يصمد أمام سؤال بسيط:
لماذا يجد التاجر مخزونًا من الطحين ليبيعه بأسعار فاحشة، بينما يعجز الفقير عن شرائه؟
ولماذا لم تعلن الجهات الرسمية في غزة حالة طوارئ غذائية حقيقية تُجبر من يحتكر الطحين على الإفراج عنه فورًا، أو يُحاسب من يتاجر بقوت المحاصرين؟
إن أزمة الطحين في غزة ليست نتيجة الحرب وحدها، بل نتيجة غياب العدالة في التوزيع، وتقصير فادح في إدارة الملف الغذائي، وفساد مستتر لا يريد أحد فتح ملفاته علنًا. فالمساعدات الغذائية التي تصل إلى غزة – عبر ما تبقى من معابر وممرات إنسانية – لا تصل إلى مستحقيها، بل تمر عبر قنوات مليئة بالثقوب والصفقات والمحاباة.
المؤسسات الدولية، وعلى رأسها برنامج الغذاء العالمي، مطالبة بإجابات واضحة:
أين تُوزَّع المساعدات؟
من يشرف على تسليمها؟
ولماذا لا تصل إلى العائلات التي تُطحن بين فكي الجوع والحصار؟
لقد تحوّل الطحين في غزة إلى سلاح يُشهر في وجه الجوعى، بدلًا من أن يكون ملاذًا لهم.
وفي ظل هذا الواقع الكارثي، يغدو الصمت الرسمي والمحلي والدولي تواطؤًا لا مبرر له.
ما المطلوب؟
ليس صدقة عابرة ولا كيس دقيق في صورة إعلامية. بل خطة إغاثة عاجلة شاملة وشفافة، تضمن توزيع الطحين على كل بيت بلا وسطاء ولا تجار ولا فصائل ولا سمسرة.
مطلوب إعادة تعريف “الأمن الغذائي” في غزة بوصفه حقًا لا منّة، ومحاسبة كل من حوّل الرغيف إلى رفاهية، والجوع إلى وسيلة للتركيع.
إن الحرب التي قتلت آلاف الأطفال، لا تزال تقتل من تبقى منهم جوعًا.
فمن يُنقذ الطحين من بين أيدي التجار؟
ومن يُنقذ الناس من السقوط في هوة الجوع بعد أن سقط السقف فوق رؤوسهم؟
العار ليس فقط في من يقصف، بل أيضًا في من يبيع الخبز بسعر الدم، ويترك الجياع على قارعة الطريق… في وطن يحترق.
الكلمات المفتاحية: غزة, الطحين, المنظمات الدولية, الغذاء العالمي, الفقراء, الدم.
غزة- إذاعة صوت الوطن كتب جدعون ليفي مقالاً في صحيفة هآرتس العبرية مقالاً ترجمته وصاغته إذاعة صوت الوطن، وهذا نصه: في مشهد دموي يختزل حجم الفاجعة التي يعيشها قطاع غزة، […]
الأربعاء | +30° | +25° | |
الخميس | +31° | +25° | |
الجمعة | +30° | +25° | |
السبت | +29° | +24° | |
الأحد | +29° | +24° | |
الاثنين | +29° | +24° |