• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right فورين بوليسي: دعم ترامب لنتنياهو يرسّخ سياسة العقاب الجماعي ضد غزة

أخبار

فورين بوليسي: دعم ترامب لنتنياهو يرسّخ سياسة العقاب الجماعي ضد غزة

Loay 1 مايو، 2025


Background
share close

نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالا مشتركا للباحث فيليب غوردون من معهد بروكينغز، وأندرو ميلر من مركز التقدم الأمريكي، أكدا فيه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يجب أن يمنح إسرائيل “علامة نجاح” على حصارها لغزة، لأن ذلك سيجعل الفلسطينيين يعانون نتيجة تبني الولايات المتحدة لسياسة عقاب جماعي.

أشار الكاتبان في مستهل مقالهما إلى بيان مصوَّر للسفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل، مايك هاكابي، حول السياسة الأمريكية تجاه غزة. وقد تحدث هاكابي بنبرة معتادة ومهذبة مع غير المجربين، وذكر كيف رفض طلبا من الدكتورة حنان بلخي، المسؤولة الكبيرة في منظمة الصحة العالمية، بالضغط على إسرائيل لتقديم مساعدات إنسانية لسكان غزة. بدلًا من ذلك، قال لها إنه يجب “الضغط في المكان المناسب”، أي على حركة حماس، لتمنح الفرصة لفتح قنوات المساعدات الإنسانية.

ويعلق الكاتبان على هذا التصريح بالقول إن أحدا لا ينكر الحاجة للضغط على حماس المسؤولة عن الهجمات والمعاناة، لكن ربط الدعم الإنساني في غزة بضرورة استسلام الحركة يُعد تأييدًا رسميًا لسياسة العقاب الجماعي، وهو ما يتعارض مع القانونين الأمريكي والدولي، ويتناقض مع القيم الأمريكية وأهداف السياسة الخارجية لواشنطن.

ربط الدعم الإنساني في غزة بضرورة استسلام حماس يُعد تأييدا رسميا لسياسة العقاب الجماعي، وهو ما يتعارض مع القانونين الأمريكي والدولي

وبصفتهما مسؤولين سابقين في إدارة الرئيس جو بايدن، يعترف الكاتبان بأن تلك الإدارة فشلت أيضا في توفير الحماية والدعم الإنساني الكافي لأهالي غزة، مشيرين إلى أن موازنة الدعم لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، مقابل مواجهة عدو لا يستسلم ويقاتل من تحت الأرض ويحتفظ بأسرى، أمر شبه مستحيل – “على الأقل بالنسبة لنا”، كما يقولان.

ورغم ذلك، فإنهما يوضحان أن إدارة بايدن، على عكس إدارة ترامب، عملت دون كلل لتحسين الظروف الإنسانية في غزة، وإن لم يكن ذلك كافيا. ففي بداية الحرب عام 2023، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي حينها يوآف غالانت عن “حصار كامل” للقطاع، شمل منع الغذاء والماء والكهرباء. غير أن الرئيس بايدن رفض هذه الخطوة فورا، ما دفع إسرائيل إلى التراجع، بحسب الكاتبين.

عينت إدارة بايدن مبعوثا خاصا للعمل مع إسرائيل والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، لتوسيع نطاق إيصال المساعدات للمدنيين الفلسطينيين. ومن خلال مئات المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، مارست الولايات المتحدة ضغوطا على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات، وقد استجابت الأخيرة – وإن على مضض وبصورة غير كاملة.

ويستعرض الكاتبان الأرقام التي تدعم موقفهما، مشيرين إلى أن إدارة بايدن قدمت مليار دولار كمساعدات لغزة، وسهلت إيصال مليارات أخرى، مما مكّن من دخول أكثر من مليون طن من المساعدات الإنسانية. لكنهم يعترفون بأن هذه الجهود لم تكن كافية لمنع كارثة إنسانية.

عمل فريق بايدن بلا كلل لتحسين الظروف الإنسانية في غزة، حتى لو لم يكن ذلك كافيا أبدا

في المقابل، يرون أن ترامب بدعمه لاستراتيجية بنيامين نتنياهو في استخدام المساعدات كسلاح ضغط، يجعل من الكارثة في غزة هدفا سياسيا رسميا. ومع غياب الضغوط الأمريكية، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في 2 آذار/مارس عن خطة “حصار كامل” تتضمن إغلاق جميع المعابر – وهي نفس السياسة التي ساعدت إدارة بايدن على منعها في بداية الحرب.

منذ استئناف الحرب بعد انهيار وقف إطلاق النار الشهر الماضي، لم يدخل القطاع لا طعام ولا ماء ولا كهرباء، وسط تحذيرات منظمات إنسانية من خطر المجاعة وانتشار الأمراض بين 2.1 مليون فلسطيني، منهم مليون طفل.

في 25 نيسان/أبريل، أعلن برنامج الغذاء العالمي عن نفاد مخزونه من الأغذية في غزة، ما أدى إلى توقف الإمدادات الغذائية لمئات الآلاف. كما اضطرت الأمم المتحدة إلى تعليق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال لنحو 600 ألف طفل، كانت الولايات المتحدة قد دعمتها، مما زاد من خطر تفشي المرض.

ويلفت الكاتبان إلى أن ترامب بقي صامتا عند خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار، ويُقال إنه منح نتنياهو “الضوء الأخضر” للمضي قدما. وبعد أيام، أعلن ترامب إعفاء نفسه من المسؤولية قائلًا: “ليست حربنا، بل هي حربهم”.

ويوضح المقال أن إسرائيل الآن بصدد خرق كل المبادئ التي وضعتها إدارة بايدن لغزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، مثل عدم فرض حصار، أو تقليص الأراضي، أو التهجير القسري، أو إعادة الاحتلال – دون أي اعتراض من ترامب. وفي مكالمة هاتفية أجراها مع نتنياهو في 22 نيسان/أبريل، كتب ترامب أنهما “متفقان على كل شيء”، ولاحقا قال إنه أخبر نتنياهو بأن “علينا أن نكون جيدين مع غزة، الناس يعانون”، لكنه لم يقدم أي مطالب واضحة للمساعدة، وأضاف أن نتنياهو “كان مرتاحا لذلك”.

ويؤكد الكاتبان أن دعم ترامب لحصار غزة لا يمثل فقط فشلا أخلاقيا ومأساة إنسانية، بل أيضا خطأً استراتيجيا لا يخدم حتى أهداف إسرائيل. فالسعي إلى “نصر كامل” يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، والذين يرجح أن يتم الإفراج عنهم من خلال تفاوض، لا عبر استمرار الحرب.

دعم ترامب لحصار غزة لا يمثل فقط فشلا أخلاقيا ومأساة إنسانية، بل أيضا خطأً استراتيجيا لا يخدم حتى أهداف إسرائيل

ويضيفان أن الحصار العسكري دون خطة واضحة لما بعد الصراع، سيحوّل غزة إلى أرض محطمة تشبه الصومال، ويقوض جهود تطبيع العلاقات مع السعودية، ويزيد من مخاطر محاكمة إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.

يشير المقال إلى أن الرأي العام الإسرائيلي قد بدأ يستوعب هذا الواقع. فقد وقع آلاف من جنود الاحتياط والمتقاعدين على رسائل تطالب بصفقة لإطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب، حتى لو تطلب ذلك إنهاء القتال. ووفقا لاستطلاع أجرته قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية، فإن نحو 70% من الإسرائيليين يؤيدون اتفاقا من هذا النوع، بينما يعارضه فقط 21%.

كما يلفت الكاتبان إلى أن خضوع ترامب الكامل لنتنياهو يضر بالمصالح الأمريكية نفسها، ويشوّه سمعة الولايات المتحدة عالميًا، خاصة إذا استمرت واشنطن في دعم سياسة تنتهك القانون الدولي وحتى قوانينها الخاصة. ويرون أن ازدواجية المعايير – مثل إدانة حصار روسيا لأوكرانيا، ودعم حصار إسرائيل لغزة – أضعفت مصداقية واشنطن في الدفاع عن مبادئها.

خضوع ترامب الكامل لنتنياهو يضر بالمصالح الأمريكية نفسها، ويشوّه سمعة الولايات المتحدة عالميا، خاصة إذا استمرت واشنطن في دعم سياسة تنتهك القانون الدولي وحتى قوانينها الخاصة

ويختتم المقال بالتنبيه إلى أن استمرار الحرب في غزة سيجبر الولايات المتحدة على نشر قواتها العسكرية لحماية إسرائيل من أعدائها كإيران والحوثيين، الذين يرتبط تصعيدهم مباشرة بغزة. هذه الالتزامات المكلفة تضعف قدرة واشنطن على مواجهة تحديات استراتيجية أكبر من الصين وروسيا. ورغم إمكانية انتقاد سجل إدارة بايدن في غزة، يؤكد الكاتبان أنه يجب محاسبة ترامب بنفس المعيار، إذ إنه لا يفشل فقط في حماية المدنيين، بل يتبنى علنا سياسة معاقبتهم. وقد يمنح نتنياهو تصريحا بارتكاب جرائم غير قانونية وغير أخلاقية، لكن لا ينبغي للعالم أن يمنحه ذلك الغطاء.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

تزامنا مع ما يسمى “عيد الاستقلال”.. اقتحامات موسعة للأقصى ودعوات لرفع العلم داخله

Loay 1 مايو، 2025

نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي حواجز عسكرية وبوابات إلكترونية في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، قبيل احتفالات بما يسمى “عيد الاستقلال”. وأفادت مصادر محلية بأن تلك القوات أقامت الحواجز في حي […]

تفاصيل أكثر trending_flat