نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي حواجز عسكرية وبوابات إلكترونية في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، قبيل احتفالات بما يسمى “عيد الاستقلال”. وأفادت مصادر محلية بأن تلك القوات أقامت الحواجز في حي رأس العامود، وشرعت بتفتيش المركبات والتدقيق في بطاقات المواطنين، ما أعاق حركة المواطنين.
في السياق، واصلت جماعات “الهيكل” المتطرفة دعواتها لاقتحام المسجد الأقصى، يوم الخميس، بالتزامن مع ذكرى “استقلال إسرائيل” وفقا للتقويم العبري، وهي ذكرى النكبة وقيام دولة الاحتلال على أنقاض مدن الفلسطينيين وقراهم عام 1948.
ونشر نشطاء تلك الجماعات دعوات موسعة عبر المنصات الرقمية والشوارع الرئيسية، حثّوا فيها على المشاركة الكثيفة في الاقتحامات، وأداء الصلوات داخل المسجد، ورفع الأعلام الإسرائيلية. وطالبت الجماعات الشرطة الإسرائيلية بالسماح برفع الأعلام داخل المسجد، إلا أن الشرطة أعلنت رفضها لذلك الطلب، رغم السماح الضمني له في مناسبات سابقة.
وأكد متابعون للأوضاع في الأقصى أن شرطة الاحتلال تدعي رسميا منع الصلاة ورفع الأعلام داخل المسجد، لكن الوقائع الميدانية تناقض ذلك، مشيرين إلى أن الأعلام الإسرائيلية تُرفع بالفعل، خاصة في ذكرى “الاستقلال”، كما حدث مؤخرا خلال عيد الفصح حين رفع يهود ألمان العلم داخله. وأضاف المتابعون أن الشرطة تفرض قيودا صارمة على دخول المسلمين وحراس المسجد، مقابل تسهيلات كبيرة للمستوطنين في اقتحاماتهم.
وأشاروا إلى أن العلم الإسرائيلي رُفع داخل المسجد عدة مرات العام الماضي، ونشر المستوطنون صورا لذلك عبر وسائل التواصل، في وقت يُمنع فيه الصحفيون والمصلون الفلسطينيون من الدخول أو التصوير.
بالتوازي، علّقت سلطات الاحتلال أعلامها على مداخل البلدة القديمة وأسوارها، وفي أحياء المدينة المختلفة.
ومساء الثلاثاء، اقتحم رئيس دولة الاحتلال اسحق هرتسوغ وعدد من وزراء حكومة نتنياهو، حائط البراق، الجدار الغربي للمسجد الأقصى، في فعالية لإحياء ما يسمى “يوم الذكرى” لقتلى إسرائيل. وخلال كلمته بالمناسبة، منعت شرطة الاحتلال رفع أذان العشاء من معظم مآذن المسجد الأقصى، في خطوة اعتُبرت تصعيدا خطيرا، خاصة أنها تأتي بعد اقتحامات متكررة من أعضاء كنيست ووزراء، تخللتها طقوس دينية بينها “السجود الملحمي”، والدعوات لرفع العلم داخل المسجد.
وأفادت مصادر محلية بأن الشرطة سمحت فقط برفع الأذان من مئذنتي الغوانمة والأسباط، وبصوت منخفض، كما هددت مديرية الأوقاف بقطع أسلاك مكبرات الصوت.
وشارك مئات المستوطنين في اقتحام حائط البراق، في فعالية رئيسية لهذه الذكرى، التي تخللتها إطلاق صافرات إنذار رمزية. وقال هرتسوغ خلال كلمته إن تلك الصافرات “تشكل إنذارا حقيقيا يدعو للوحدة وعدم تمزيق الدولة من الداخل”، داعيا جميع القطاعات الإسرائيلية للامتثال لأوامر التجنيد والمشاركة في الخدمة العسكرية “لمساعدة إسرائيل في هذا الوضع الصعب”.
الكلمات المفتاحية: فلسطين, ذكرى النكبة, المسجد الاقصى, انتهاكات الاحتلال, غزة, القدس.