أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، عن نفاد جميع مخزوناته الغذائية المخصصة للأسر في قطاع غزة، في ظل استمرار إغلاق المعابر الحدودية منذ أكثر من سبعة أسابيع.
وأوضح البرنامج أنه قام بتسليم آخر الكميات المتوفرة من المواد الغذائية إلى مطابخ الوجبات الساخنة داخل القطاع، والتي تُعد مصدرًا حيويًا لتوفير الغذاء للسكان. ومع ذلك، أشار إلى أن هذه المطابخ لا تغطي سوى نصف عدد السكان، وتلبي فقط ربع احتياجاتهم الغذائية اليومية، متوقعًا نفاد مخزونها بالكامل خلال الأيام المقبلة، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية المتدهورة.
توقف المخابز وارتفاع جنوني في أسعار الغذاء
وفي تطور موازٍ، أعلن البرنامج عن توقف جميع المخابز الـ25 التي كان يدعمها منذ نهاية مارس/آذار، بسبب نفاد دقيق القمح ووقود الطهي. كما نفدت طرود الغذاء المخصصة للعائلات، والتي كانت بالكاد تكفي لأسبوعين.
ويعاني سكان غزة كذلك من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب ووقود الطهي، ما اضطر كثيرين إلى اللجوء لمواد بديلة لإشعال النار وطهي الطعام.
ومنذ بدء الإغلاق في 18 مارس/آذار، سجلت أسعار المواد الغذائية في غزة قفزة غير مسبوقة وصلت إلى 1400% مقارنة بفترة الهدنة، ما تسبب في نقص حاد في السلع الأساسية، وزيادة المخاوف من تدهور الوضع التغذوي خاصة بين الفئات الأكثر هشاشة، كالأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن.
مساعدات عالقة ونقطة حرجة
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى وجود أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية المتكدسة في ممرات الإغاثة، تكفي لإطعام مليون شخص لأربعة أشهر، لكنها ما زالت تنتظر موافقة السلطات لدخول القطاع.
ووصف البرنامج الوضع في غزة بأنه “بلغ نقطة حرجة”، مؤكدًا أن السكان استنفدوا جميع وسائل التأقلم، وأن المكاسب المحدودة التي تحققت خلال فترات التهدئة قد تلاشت بالكامل.
ودعا البرنامج جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية، والسماح العاجل بإدخال المساعدات الغذائية والتجارية إلى القطاع، مع الالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
وتستمر إسرائيل، منذ 18 مارس/آذار الماضي، في حرب مدمرة على غزة، تشنّ خلالها غارات عنيفة على مناطق سكنية وخيام تؤوي نازحين، كما منعت إدخال المساعدات، وسط تحذيرات أممية متصاعدة من خطر المجاعة في القطاع المحاصر.
الكلمات المفتاحية: غزة.