غزة– إذاعة صوت الوطن
حذّر محلل الشؤون السياسية في يديعوت أحرونوت آفي شيلون من أن إسرائيل تقف اليوم أمام مفترق طرق استراتيجي خطير بعد الحرب على غزة وتحوّلها إلى مواجهة إقليمية، مشيراً إلى أن غياب رؤية سياسية واضحة قد يدفع البلاد نحو “7 أكتوبر إقليمي” إن استمرت في تجاهل فرص التسوية.
ويرى شيلون أن التاريخ يثبت أن الحروب الكبرى غالباً ما تفتح أبواباً لتغيير سياسي، كما حدث مع إعلان بلفور بعد الحرب العالمية الأولى، وقرار الأمم المتحدة بتأسيس دولة إسرائيل بعد الحرب الثانية، واتفاق السلام مع مصر بعد حرب 1973. وبناءً على ذلك، كان من المتوقع أن تفتح الحرب الحالية آفاقاً سياسية جديدة، إلا أن إسرائيل ــ برأيه ــ تنشغل بالمخاوف بدل استثمار الفرص.
ويعتبر الكاتب أن التدخل الدولي في غزة، رغم اعتراضات داخلية واسعة، يشكل ضمانة لمنع تكرار هجوم مشابه لعملية 7 أكتوبر، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي قد يكون العنصر الوحيد القادر على ضبط الوضع ومنع الفصائل الفلسطينية من إعادة بناء قوتها. كما يرى أن اتساع المشاركة الدولية في الإشراف على الدولة الفلسطينية المحتملة سيقلّص التهديدات على إسرائيل.
وفي الملف اللبناني، يشير شيلون إلى تقارير حول استعداد بيروت للتفاوض المباشر حول انسحاب إسرائيلي مقابل خطوات تدريجية لتفكيك حزب الله، لكنه ينتقد غياب أي نقاش داخل إسرائيل حول هذا “الفرصة التاريخية”. وينطبق ذلك أيضاً على سوريا، حيث يطرح الجولاني اتفاقاً أمنياً مقابل انسحاب من جبل الشيخ، دون وجود رؤية إسرائيلية واضحة للتعامل مع هذا الطرح.
أما في المسار السعودي، فيلفت شيلون إلى أن صفقة التطبيع التي كانت تُعدّ مكسباً استراتيجياً لإسرائيل باتت مهدّدة، إذ قد تحصل الرياض على طائرات متقدمة دون تقديم أي تنازل تجاه إسرائيل، نتيجة غياب المبادرة الدبلوماسية الإسرائيلية.
ويخلص التحليل إلى أن تمسّك إسرائيل بسياسات أمنية ضيقة وتجاهل الحلّ السياسي مع الفلسطينيين هو إعادة إنتاج لفشل 7 أكتوبر، محذراً من أن تجاهل الدبلوماسية سيُسجّل كأكبر خسارة استراتيجية بعد الحرب.
الكلمات المفتاحية: اسرائيل, قطاع غزة, السابع من أكتوبر.