• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right حياة بلا جدران: معاناة النساء في مخيمات النزوح بغزة بين فقدان الخصوصية وتحديات البقاء

أخبار

حياة بلا جدران: معاناة النساء في مخيمات النزوح بغزة بين فقدان الخصوصية وتحديات البقاء

wesam 25 أكتوبر، 2025


Background
share close

غزة– خاص إذاعة صوت الوطن – شيماء ناصر الدرة

في خيام النزوح المنتشرة في قطاع غزة، تتحول الحياة اليومية إلى اختبارٍ قاسٍ للنساء اللواتي يجدن أنفسهن عالقات بين البقاء على قيد الحياة وفقدان أبسط مقومات الكرامة الإنسانية. فغياب الخصوصية في المخيمات المكتظة لا يقتصر على المساحات المادية، بل يمتد ليطال الجسد والروح معًا.

خصوصية غائبة وحياة مكشوفة

تعيش آلاف النساء الفلسطينيات في بيئة تفتقر إلى الخصوصية، حيث تتشارك العائلات الكبيرة خيامًا صغيرة لا تفصل بين أفرادها سوى أقمشة مهترئة. تقول سعاد عقل في حديثها لإذاعة صوت الوطن: “أبسط خصوصية لدى النساء معدومة، حتى استخدام الحمامات يسبب لنا إحراجًا كبيرًا. هذه الظروف تؤثر على راحتنا النفسية والجسدية، وتنعكس سلبًا على حياتنا الأسرية والاجتماعية.”

وتضيف سعاد أن محاولات بعض العائلات لإقامة حواجز حول خيامها باءت بالفشل بسبب الازدحام والعشوائية داخل المخيمات، ما يجعل الاحتفاظ بأي قدر من الخصوصية أمرًا مستحيلًا.

مرافق مشتركة ومخاطر صحية

من أبرز التحديات التي تواجه النساء في المخيمات استخدام المرافق الصحية المشتركة، التي غالبًا ما تكون غير كافية وتفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الإنسانية. وتشير تقارير ميدانية إلى أن هذه المرافق تفتقر إلى المياه النظيفة، وأدوات النظافة الشخصية، والإضاءة، ما يجعلها مصدرًا للعدوى والأمراض.

تقول آلاء عايش، وهي أم لثلاثة أطفال، إنها لم تعد تخلع إسدال الصلاة حتى أثناء نومها: “أرتدي الإسـدال طوال الوقت خوفًا من الغارات الليلية. لا جدران تحمينا، ولا سقف يؤوينا. حياتنا صارت مكشوفة أمام الجميع، ولا وجود لأي خصوصية للنساء.”

وتفيد أمل صيام، مديرة مركز شؤون المرأة في غزة، أن النساء يشكلن النسبة الأكبر من النازحين، ويواجهن ظروفًا معيشية قاسية تتراوح بين نقص الرعاية الصحية وغياب المرافق الآمنة. وتقول: “بيئة المخيم غير صحية ولا تصلح للحياة الطويلة، وتأثيرها على النساء أشد وضوحًا بسبب استخدام المرافق المشتركة وقلة المياه والطعام غير المتوازن.”

وتحذر تقارير الأمم المتحدة من أن أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة في غزة يحتجن إلى منتجات النظافة الشهرية، بالإضافة إلى المياه النظيفة والمراحيض الآمنة.

أعباء مضاعفة داخل مجتمع محافظ

رغم القصف والدمار، تبقى الأعراف الاجتماعية عاملاً ضاغطًا إضافيًا على النساء النازحات. تقول عبير عدوان، أم لخمسة أطفال تعيش في خيمة جنوب القطاع منذ عشرة أشهر: “أعتني بأطفالي ووالديّ المسنين، أغسل وأطبخ على نار الحطب. حتى في النزوح، تظل المرأة مسؤولة عن كل شيء.”

ويعلق الأخصائي الاجتماعي عطا سليمان قائلاً: “في مجتمع محافظ كغزة، تُعتبر المرأة الحامي الرئيسي للأسرة. لكنها تعيش ضغطًا نفسيًا هائلًا لأنها تتحمل مسؤولية الجميع في وقتٍ تُهمّش فيه هي نفسها وتُحرم من أبسط حقوقها.”

ويضيف أن الحرب سلبت النساء حق الخصوصية والاستقلالية، وجعلتهن أكثر عرضة للاضطرابات النفسية والإجهاد نتيجة النزوح المستمر وتردي الأوضاع المعيشية.

كرامة منزوعة وظروف قاهرة

تُجمع شهادات النساء في مخيمات النزوح على أن الكرامة الإنسانية لم تعد أمرًا مفروغًا منه. فالحياة اليومية هناك تشبه “البقاء في العراء”، حيث لا جدران ولا مساحات آمنة، ولا مرافق تحفظ الخصوصية أو تضمن النظافة.

في هذه المخيمات التي تأوي مئات الآلاف من العائلات، تتجسد معاناة النساء بوصفها الوجه الأكثر إيلامًا للحرب — حرب لا تُخاض فقط بالصواريخ، بل أيضًا بحرمان النساء من حقهن في الأمان، والستر، والحياة الكريمة.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

مسؤول أممي: نساء غزة يلدن بين الأنقاض.. و70% من المواليد خدج وسط انهيار النظام الصحي

wesam 25 أكتوبر، 2025

غزة– إذاعة صوت الوطن  قال نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أندرو سابرتون، إن “لا توجد ولادة طبيعية في غزة اليوم”، موضحًا أن آلاف النساء يلدن في ظروف إنسانية […]

تفاصيل أكثر trending_flat