
تحرك قافلة مساعدات من مصر إلى قطاع غزة
انطلقت من مصر اليوم الخميس قافلة جديدة تحمل مواد إغاثية وغذائية إلى قطاع غزة، إذ شملت حمولة القافلة سلالا غذائية ودقيقا، بالإضافة إلى مستلزمات طبية وإغاثية، وذلك في إطار الآلية […]
أصدر “حملة”- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي- من مقرّه في حيفا داخل أراضي 48، ورقة موقف جديدة بعنوان “حرب بلا رصاص: كيف يُعيد التضليل المعلوماتي تشكيل واقع الشباب الفلسطينيّ في ظل الإبادة”، ترصد كيف تحوّل التضليل المعلوماتيّ إلى أحد أبرز أدوات الحرب الإسرائيلية على غزّة، ليس فقط لتبرير الإبادة، بل لإعادة تشكيل الوعي الجمعيّ الفلسطينيّ والعالميّ، خصوصًا لدى فئة الشباب.
التضليل أضعف السلامة النفسية والمعرفية للشباب الفلسطينيّ، فعمّق الخوف والارتباك الإدراكي، وقوّض الثقة بالإعلام والمؤسسات وشركات التكنولوجيا
تشير الورقة إلى أن المعلومات أصبحت ساحة حرب موازية للميدان العسكري، إذ استخدمت الحكومة الإسرائيلية أدوات رقمية متعدّدة تشمل الذكاء الاصطناعي، والدعايات المموّلة، والهجمات السيبرانية، والحسابات الوهمية، والتلاعب بالخوارزميات، والرقابة على الصحافة، بهدف خلق واقعٍ مشوَّه يُعيد صياغة الحقيقة ويُسهم في شرعنة العدوان.
وتبيّن الورقة أن التضليل لم يعد مجرّد انحياز إعلامي، بل أداة إستراتيجية تُستخدم لفرض الهيمنة على الوعي وتوجيه السرديّات بما يخدم المصالح السياسية والعسكرية للحكومة الإسرائيلية.
ويقول مركز “حملة” إنه منذ السابع من أكتوبر 2023، استخدمت إسرائيل التضليل المعلوماتيّ بشكلٍ منظّم لتحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها تجريد الفلسطينيين من إنسانيّتهم عبر تصويرهم كـخطرٍ دائم لتبرير العنف، وتشريع الحرب عبر خلق مبرّرات “أخلاقية” زائفة تُقدّم العدوان كـ”حربٍ عادلة وضروريّة”، إلى جانب حشد الدعم الداخليّ الإسرائيليّ وتجنّب النقد الشعبيّ للقيادة السياسية والعسكرية.
كما وظّفت إسرائيل التضليل لتأجيج الانقسامات داخل المجتمع الفلسطينيّ والعربيّ، وللتحكّم في الرواية الإعلامية الدولية، ولتلميع صورتها من خلال محتوى مُفبرك وصور مُولّدة بالذكاء الاصطناعي تُظهرها كفاعل “إنسانيّ” يُخفي جرائم الحرب.
استهداف الشباب الفلسطيني
تسلّط الورقة الضوء على الأثر العميق لهذا التضليل على الشباب الفلسطينيّ، الفئة الأكثر انكشافًا للمحتوى الرقميّ خلال الحرب، إذ قاد انتشار المعلومات المضللة حول “المناطق الآمنة” والممرّات الإنسانية إلى قرارات خطيرة عرّضت المدنيين للخطر، فيما ساهم التلاعب بالمعلومات في تضليل صُنّاع القرار الدوليين ودفعهم إلى تبنّي سياسات منحازة.
كما تبيّن الورقة أنّ التضليل أضعف السلامة النفسية والمعرفية للشباب الفلسطينيّ، فعمّق الخوف والارتباك الإدراكي، وقوّض الثقة بالإعلام والمؤسسات وشركات التكنولوجيا، وقيّد قدرتهم على الوصول إلى المعرفة الدقيقة واتخاذ قرارات حرة ومستنيرة.
تؤكد الورقة أنّ التضليل أضرّ كذلك بالعدالة المعرفيّة للفلسطينيين، إذ جُرّدت أصواتهم من المصداقيّة في الفضاء الإعلاميّ العالميّ، فيما تُكرَّس الرواية الإسرائيلية في المحافل الدولية.
وترى الورقة أنّ هذا النمط من التضليل جعل الحرب على غزّة حربًا مزدوجة: حربًا على الأرض، وأخرى على الحقيقة والوعي، تُخاض فيها الصور والخوارزميّات كسلاح لإضعاف الفلسطينيين والسيطرة على روايتهم.
ويقول نديم ناشف، المدير العام لمركز “حملة”: “الحرب على الحقيقة ليست هامشًا للحرب على الأرض، بل هي شرط لاستمرارها. حين تتحكّم الخوارزميّات بما نراه ونسمعه، يصبح التضليل سلاحًا يُصيب الوعي قبل الجسد. حماية الشباب الفلسطينيّ اليوم تعني حماية حقّهم في المعرفة، وفي أن يرووا واقعهم بأصواتهم دون تحيّزٍ أو قمعٍ رقميّ”.
التثقيف الرقمي
تدعو الورقة إلى تبنّي مقاربة شاملة لمكافحة التضليل المعلوماتيّ، تبدأ بتعزيز التربية الإعلاميّة والتثقيف الرقميّ النقديّ لدى الشباب الفلسطينيّ، وتعديل الأطر القانونية الدوليّة والمحلّية لمحاسبة الجهات التي تُنتج أو تُروّج للمعلومات المضللة أثناء النزاعات، إلى جانب الضغط على شركات التكنولوجيا لتصحيح تحيّزاتها الخوارزميّة وضمان حماية الحقوق الرقميّة الفلسطينية.
نديم ناشف: الحرب على الحقيقة ليست هامشاً للحرب على الأرض، بل هي شرط لاستمرارها
كما تشدّد على تطوير أدوات لرصد الحملات التضليلية المنسّقة، وضمان شفافية آليات التحقّق والمراجعة المستقلة للمحتوى، وتعزيز التعاون بين الشركات وهيئات حقوق الإنسان وشبكات التحقّق من المعلومات، مع حماية حسابات المستخدمين الفلسطينيين من الحذف التعسفي.
وفي السياق الإعلامي، تحثّ الورقة المؤسّسات الصحافية والإعلاميين على الالتزام بالتحقّق والدقّة، وتنفيذ برامج تدريبية مستمرة لكشف التضليل أثناء النزاعات، مع التركيز على التحقّق من المعلومات العسكرية وإعطاء أولوية للمصادر الفلسطينية في التغطية الإخبارية.
في الخلاصة، يؤكد مركز “حملة” أنّ الحرب على غزّة كشفت كيف أصبح التضليل المعلوماتيّ أحد أخطر أدوات السيطرة على الوعي وإعادة صياغة الحقيقة، وأنّ حماية الفلسطينيين اليوم تعني أيضًا حماية أصواتهم وروايتهم وحقّهم في المعرفة، لأنّ من يُسيطر على المعلومة يُسيطر على الوعي، ومن يُحرّف السرديّة يُمهّد لشرعنة جرائم الحرب.
الكلمات المفتاحية: الاحتلال, الأرض, اسرائيل, الحقيقة, على, “حرب بلا رصاص”.. إسرائيل, تخوض, معركتين. واحدة, وأخرى, والوعي, غزة.
انطلقت من مصر اليوم الخميس قافلة جديدة تحمل مواد إغاثية وغذائية إلى قطاع غزة، إذ شملت حمولة القافلة سلالا غذائية ودقيقا، بالإضافة إلى مستلزمات طبية وإغاثية، وذلك في إطار الآلية […]
الأربعاء | +30° | +25° | |
الخميس | +31° | +25° | |
الجمعة | +30° | +25° | |
السبت | +29° | +24° | |
الأحد | +29° | +24° | |
الاثنين | +29° | +24° |