
أسرى غزة بعد الحرية: صمت يروي جحيم السجون الإسرائيلية
بعد سنواتٍ من الأسر القاسي، خرجت دفعةٌ جديدة من أسرى غزة إلى الحرية، وجوههم تحمل آثار السجون، وأرواحهم مثقلة بالذكريات، بينما صمتهم يروي قصة معاناةٍ طويلة من الحرمان والتعذيب في […]
أكدت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في الإحاطة الصحافية التي عقدتها عبر الفيديو من غزة، أن وقف إطلاق النار أتاح أخيراً فرصة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد شهور طويلة من المعاناة والدمار.
فرق الأمم المتحدة تمكنت من الوصول إلى مناطق لم تتمكن من دخولها منذ أشهر و 190 ألف طن متري من المساعدات أصبحت ضمن خط الإمداد المعتمد
وقالت تشيريفكو إن القصف توقف، ومع هذا الصمت جاءت مسؤولية العمل السريع، موضحةً أن الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين باشروا تكثيف عمليات الإغاثة وتنفيذ خطة الطوارئ المعتمدة للأيام الستين الأولى، وهي خطة “مجرَّبة وقابلة للتنفيذ”.
وأوضحت أن آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية دخلت غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية، من بينها غاز الطهو الذي دخل يوم الأحد للمرة الأولى منذ أكثر من سبعة أشهر.
وأضافت أن فرق الأمم المتحدة تمكنت من الوصول إلى مناطق لم تتمكن من دخولها منذ أشهر، وأن 190 ألف طن متري من المساعدات أصبحت ضمن خط الإمداد المعتمد.
وأشارت المتحدثة إلى أن القطاع التجاري يساهم في دعم جهود الاستجابة، وأن الجهود تتركز على إعادة توفير المياه النظيفة وخبز المخابز والوجبات الساخنة، فيما تعمل الفرق الطبية على إمداد المستشفيات والعيادات الميدانية بما تحتاجه من مستلزمات. كما يجري تسليم الوقود لتشغيل المخابز ومحطات التحلية والمستشفيات، وترميم الطرق، والتأكد من خلوها من المتفجرات، ومساعدة الأسر النازحة على الاستعداد لفصل الشتاء.
الفرق الميدانية التابعة للأمم المتحدة تعمل على تقييم المواقع والطرق لتحديد أماكن الذخائر ووضع علامات تحذيرية إلى جانب نشر الوعي بين السكان بعدم لمسها أو الاقتراب منها
وقالت تشيريفكو في إحاطتها المقتضبة إن وقف إطلاق النار أنهى القتال لكنه لم ينهِ الأزمة، مشيرةً إلى أن “التحديات ما زالت كبيرة وتشمل الدمار الواسع، وانعدام الأمن، وغياب النظام العام، والطرق المدمَّرة، والذخائر غير المنفجرة، وانهيار الخدمات الأساسية”.
وشددت على أن توسيع نطاق العمل الإنساني لا يعني مجرد زيادة عدد الشاحنات، بل هو استعادة للكرامة والإنسانية لشعب منهك. وأكدت أن المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تكون بديلاً عن السلام، داعيةً إلى صمود وقف إطلاق النار وتحويله إلى أساس لجهود سياسية أوسع تنهي دوامات العنف واليأس.
وفي معرض ردها على الأسئلة، أوضحت تشيريفكو أن السلطات الإسرائيلية أبلغت الأمم المتحدة بأن 817 شاحنة دخلت القطاع يوم الأحد، وهو رقم يُظهر تسارع وتيرة الإمداد. وأكدت أن إدخال غاز الطهو يمثل “اختراقاً مهماً” سيساعد العائلات التي لجأت في الأشهر الماضية إلى جمع النفايات واستخدامها للطبخ. لكنها شددت على أن الطريق ما زال طويلاً، وأن الالتزام ببنود وقف إطلاق النار أساسي لاستمرار تدفق المساعدات.
وأشارت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن من أبرز التحديات الراهنة انهيار النظام العام وانتشار مظاهر الفوضى، وهو ما انعكس في حوادث نهب لبعض الشاحنات خلال الأشهر الماضية. وأوضحت أن هذه الظاهرة بدأت تتراجع في الأيام الأخيرة لكنها لا تزال قائمة بدرجة محدودة، مشيرةً إلى أن القضاء عليها يتطلب وقتاً مع استمرار تدفق الإمدادات بشكل منتظم.
وفي ما يتعلق بآلية إدخال المساعدات، بيّنت تشيريفكو أن الشاحنات الفارغة تدخل إلى المعابر، وتُحمَّل بالبضائع داخل غزة، ثم تُنقل إلى المستودعات ونقاط التوزيع المختلفة لتصل إلى السكان. وأكدت أن المساعدات تُقدَّم “حيثما وُجد الناس”، سواء في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي أو في مناطق أخرى، موضحةً أن فرق الإغاثة تستخدم القنوات القانونية المتاحة للوصول إلى جميع المحتاجين.
أما بشأن الذخائر غير المنفجرة، فذكرت تشيريفكو أن الفرق الميدانية التابعة للأمم المتحدة تعمل على تقييم المواقع والطرق لتحديد أماكن هذه الذخائر ووضع علامات تحذيرية، إلى جانب نشر الوعي بين السكان بعدم لمسها أو الاقتراب منها. وقالت إن الحجم الكامل لهذه المخلفات سيُعرف بعد الانتهاء من عمليات المسح الشاملة، مشيرةً إلى أنه لا يكاد يمر يوم دون العثور على قذائف أو مخلفات حربية أثناء المهام الميدانية.
وفي ردها على سؤال حول المعابر، أكدت تشيريفكو أن المعابر كانت مغلقة اليوم، لكن عمليات التجميع والنقل مستمرة لما تم إدخاله سابقاً، وأن فرق الأمم المتحدة تواصل التقاط ما هو متاح وإدخاله تدريجياً.
أما بشأن التقارير التي تحدثت عن تقليص المساعدات أو تأخيرها بسبب عدم تسليم جثامين بعض المحتجزين من قبل حركة حماس، فأوضحت أن الأمم المتحدة تلقت إخطاراً بهذا الشأن من السلطات الإسرائيلية، مؤكدةً أن المنظمة تشجع جميع الأطراف على الالتزام الكامل بما تم الاتفاق عليه في بنود وقف إطلاق النار، وعلى تسليم الجثامين حفاظاً على استمرارية تنفيذ التفاهمات.
واختتمت تشيريفكو بالإشارة إلى أن الطريق لا يزال طويلاً نحو التعافي، مشددةً على أن المهم في هذه المرحلة هو ألّا يصرف المجتمع الدولي نظره عن معاناة السكان بينما تبدأ عملية الشفاء. وختمت بقولها: “وقف إطلاق النار لا يعني وقف المعاناة.”
الكلمات المفتاحية: طوارئ وسط, تحديات, أمنية ولوجستية كبيرة, غزة, قطاع غزة, خطة, مسؤولة أممية, وقف إطلاق النار أتاح لنا فرصة, تنفيذ.
بعد سنواتٍ من الأسر القاسي، خرجت دفعةٌ جديدة من أسرى غزة إلى الحرية، وجوههم تحمل آثار السجون، وأرواحهم مثقلة بالذكريات، بينما صمتهم يروي قصة معاناةٍ طويلة من الحرمان والتعذيب في […]
الأربعاء | +30° | +25° | |
الخميس | +31° | +25° | |
الجمعة | +30° | +25° | |
السبت | +29° | +24° | |
الأحد | +29° | +24° | |
الاثنين | +29° | +24° |