
وثيقة مسرّبة تهزّ الاحتلال: خطة السنوار التي أرعبت إسرائيل قبل اندلاع الحرب
نشرت وسائل الإعلام العبرية، اليوم، مقتطفات قالت إنها من وثيقة بخط اليد منسوبة ليحيى السنوار تعود إلى عام 2022، وتتضمن — حسب النشر — توجيهات ومبادئ تشغيلية لخطة غارة ضد […]
بعد عامين من حرب الإبادة على قطاع غزة، لم يتبقَّ من بيتي سوى الركام والخراب. لم يكن مجرد بناء من حجرٍ وإسمنت، بل حياة كاملة تناثرت بين الغرف المهدّمة، وصورٍ كانت تروي حكايات الدفء والأمان. لم تنجُ مقتنيات البيت، ولا تفاصيله الصغيرة التي كانت تمنحنا الشعور بالانتماء، كما لم ينجُ القلب من جراح الفقد. فقد خطفت الحرب أحبتنا وأصدقاءنا، ومن بينهم اثنان من أبناء شقيقتي الغاليين، اللذان استُشهدا في مكانين وزمانين مختلفين، لكن في مشهدٍ واحد يوحّد الفقد الفلسطيني: بيت يُهدم، وطفولة تُغتال، وسماء تُطفئ أحلامها.
غزة التي أعرفها لم تكن يوماً عاشقة للحرب، ولا مولعة بالدمار كما يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يصوّرها للعالم. هذه المدينة الصغيرة، المحاصرة منذ أكثر من عقد ونصف، لا تعرف سوى حب الحياة. تغني رغم الحصار، وتزرع الأمل في ترابٍ مُخضّب بالصبر والدموع. في هذه المقتلة الكبرى، أثبتت غزة أنها لا تعشق الموت كما يدّعون، بل تتشبّث بالحياة كما تتشبّث الجذور بالأرض. تُقاوم لا لتنتصر فحسب، بل لتبقى.
البيت الذي تهدّم لم يكن مجرد جدرانٍ ومفروشات، بل كان وطناً مصغّراً نحتمي فيه من قسوة العالم. كان مرآةً لذكرياتنا وأحلامنا ومواسم أفراحنا البسيطة. وحين يُمحى البيت، نشعر وكأن جزءاً من الوطن الكبير يُنتزع من أرواحنا. ومع ذلك، فإن فقدان هذا الوطن الصغير لا يدفعنا إلى الرحيل. لن نمنح الاحتلال ما سعى إليه طويلاً: كسر الإرادة، أو اقتلاع الإنسان من جذوره.
فالاحتلال لا يكتفي بتدمير الحجر، بل يسعى إلى تدمير المعنى ذاته. يزرع الخوف والألم في كل زاوية، ويغلف جرائمه بمصطلحات خادعة مثل “التهجير الطوعي”، وكأن الفلسطيني في غزة يعيش رفاهية الاختيار بين الموت أو الرحيل. وكأننا نعيش في مدينة أفلاطونية مثالية، لا في سجنٍ محاصر تضيق جدرانه علينا كل يوم.
ومع ذلك، تردّ غزة على هذه الأكاذيب بالفعل لا بالقول. فحتى من تحت الردم، تُعيد بناء مدارسها، وتفتح نوافذها للحياة من جديد، وتلوّن شوارعها المهدّمة بضحكات الأطفال الذين عادوا من حافة الموت. غزة لا تموت، بل تعيد اكتشاف نفسها كل يوم، ببطءٍ ولكن بثباتٍ لا يلين.
نعم، تهدّم البيت، وغاب الأحبة، لكن الروح ما زالت هنا. في كل زاويةٍ من الركام تنبت زهرة، وفي كل بيتٍ مهدوم تبدأ حكاية جديدة عن الصمود والإصرار. نحن باقون هنا، لا لأننا لا نملك مكاناً آخر، بل لأننا نملك سبباً لا يُقدَّر بثمن: هذه الأرض لنا، وهنا سنبقى.
من تحت الركام: غزة تنهض بالحياة رغم الموتبقلم: وسام زغبر
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين
الكلمات المفتاحية: وتزرع الأمل في ترابٍ مُخضّب بالصبر والدموع. في هذه المقتلة الكبرى, لا في سجنٍ محاصر تضيق جدرانه علينا كل يوم. ومع ذلك, ولا تفاصيله الصغيرة التي كانت تمنحنا الشعور بالانتماء, لا لأننا لا نملك مكاناً آخر, أثبتت غزة أنها لا تعشق الموت كما يدّعون, تردّ غزة على هذه الأكاذيب بالفعل لا بالقول. فحتى من تحت الردم, كما لم ينجُ القلب من جراح الفقد. فقد خطفت الحرب أحبتنا وأصدقاءنا, بل لأننا نملك سبباً لا يُقدَّر بثمن: هذه الأرض لنا, بل تتشبّث بالحياة كما تتشبّث الجذور بالأرض. تُقاوم لا لتنتصر فحسب, تُعيد بناء مدارسها, ومن بينهم اثنان من أبناء شقيقتي الغاليين, وهنا سنبقى., بل لتبقى. البيت الذي تهدّم لم يكن مجرد جدرانٍ ومفروشات, وتفتح نوافذها للحياة من جديد, اللذان استُشهدا في مكانين وزمانين مختلفين, بل كان وطناً مصغّراً نحتمي فيه من قسوة العالم. كان مرآةً لذكرياتنا وأحلامنا ومواسم أفراحنا البسيطة. وحين يُمحى البيت, وتلوّن شوارعها المهدّمة بضحكات الأطفال الذين عادوا من حافة الموت. غزة لا تموت, لكن في مشهدٍ واحد يوحّد الفقد الفلسطيني: بيت يُهدم, نشعر وكأن جزءاً من الوطن الكبير يُنتزع من أرواحنا. ومع ذلك, بل تعيد اكتشاف نفسها كل يوم, وطفولة تُغتال, فإن فقدان هذا الوطن الصغير لا يدفعنا إلى الرحيل. لن نمنح الاحتلال ما سعى إليه طويلاً: كسر الإرادة, ببطءٍ ولكن بثباتٍ لا يلين. نعم, وسماء تُطفئ أحلامها. غزة التي أعرفها لم تكن يوماً عاشقة للحرب, أو اقتلاع الإنسان من جذوره. فالاحتلال لا يكتفي بتدمير الحجر, من تحت الركام: غزة تنهض بالحياة رغم الموت بقلم: وسام زغبر عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين بعد عامين من حرب الإبادة على قطاع غزة, تهدّم البيت, ولا مولعة بالدمار كما يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يصوّرها للعالم. هذه المدينة الصغيرة, بل يسعى إلى تدمير المعنى ذاته. يزرع الخوف والألم في كل زاوية, لم يتبقَّ من بيتي سوى الركام والخراب. لم يكن مجرد بناء من حجرٍ وإسمنت, وغاب الأحبة, المحاصرة منذ أكثر من عقد ونصف, ويغلف جرائمه بمصطلحات خادعة مثل "التهجير الطوعي", بل حياة كاملة تناثرت بين الغرف المهدّمة, لكن الروح ما زالت هنا. في كل زاويةٍ من الركام تنبت زهرة, لا تعرف سوى حب الحياة. تغني رغم الحصار, وكأن الفلسطيني في غزة يعيش رفاهية الاختيار بين الموت أو الرحيل. وكأننا نعيش في مدينة أفلاطونية مثالية, وصورٍ كانت تروي حكايات الدفء والأمان. لم تنجُ مقتنيات البيت, وفي كل بيتٍ مهدوم تبدأ حكاية جديدة عن الصمود والإصرار. نحن باقون هنا.
نشرت وسائل الإعلام العبرية، اليوم، مقتطفات قالت إنها من وثيقة بخط اليد منسوبة ليحيى السنوار تعود إلى عام 2022، وتتضمن — حسب النشر — توجيهات ومبادئ تشغيلية لخطة غارة ضد […]
الأربعاء | +30° | +25° | |
الخميس | +31° | +25° | |
الجمعة | +30° | +25° | |
السبت | +29° | +24° | |
الأحد | +29° | +24° | |
الاثنين | +29° | +24° |