• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right عامان على الحرب.. غزة تصمد رغم الإبادة

أخبار

عامان على الحرب.. غزة تصمد رغم الإبادة

Loay 7 أكتوبر، 2025


Background
share close

غزة – مرت عامان منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عامان من حياة تُسحق يوميًا تحت نيران الاحتلال، حيث فقد أكثر من 76 ألف شخص حياتهم، ليسوا مجرد أرقام، بل آباء وأمهات، أطفالٌ لم تُولد أحلامهم، وشبابٌ كانوا يبنون مستقبلهم قبل أن تقصفه الطائرات. أكثر من 20 ألف طفل استشهدوا، و12 ألف امرأة فارقت الحياة، وآلاف كبار السن قضوا أيامهم الأخيرة بين الخوف والجوع، بينما ارتقى الطواقم الطبية والصحفيون وموظفو البلديات الذين كانوا يحاولون إنقاذ حياة الآخرين، تاركين المدينة بلا من يداوي أو يوثق أو يحرر.

المنازل المدمرة ليست مجرد حجارة، بل قصص وحياة ومستقبل. آلاف الأسر أصبحت بلا مأوى، وآلاف الخيام المتهالكة لا توفر سوى الظل المؤقت. الملايين نزحوا قسريًا، يبحثون عن أي ركن آمن وسط الخراب، والأطفال يمشون على أنقاض شوارع كانت يومًا مدارس وأسواقًا، يمضون ساعات طويلة بحثًا عن طعام أو ماء أو مأوى.

الجوع أصبح سلاحًا يوميًا، نصف مليون طفل مهددون بالموت بسبب نقص الغذاء، عشرات آلاف الرضع بلا حليب يكفيهم، والمرضى بلا دواء أو علاج، معرضون للموت البطيء. المستشفيات والمدارس ومراكز الرعاية الصحية دُمّرت، ملايين الأطفال حُرموا من التعليم، وآلاف المعلمين والطلاب استشهدوا أو جرحوا، بينما فقد القطاع الصحي كوادره الأساسية.

كل شيء في غزة اليوم يتحدث عن صمود مرهق، عن حياة تُقاوم الموت والخوف والجوع، عن مدن وأحياء أُزيلت بالكامل من الخارطة، وسكان يحاولون أن يعيشوا رغم أن الحياة أصبحت أصغر بكثير مما عرفوه يومًا.

استنادًا إلى بيانات رسمية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي، يعيش أكثر من 2.4 مليون شخص في واقع مأساوي منذ بداية العدوان قبل عامين، حيث عاشوا 732 يومًا من القصف، التجويع، وعمليات التهجير القسري. أكثر من 80% من مساحة القطاع خضعت لسيطرة الاحتلال المباشرة أو غير المباشرة، وتعرضت نحو 90% من البنية التحتية للدمار الشامل، ما ترك المدنيين في حالة من الانعدام شبه الكامل للأمن والحياة الكريمة.

الشهداء والمفقودون

سجلت الحرب منذ بدايتها استشهاد 76,639 شخصًا، بينهم 67,139 وصلوا إلى المستشفيات و9,500 مفقود تحت الأنقاض أو مصيرهم مجهول. شكل الأطفال والنساء والمسنون 55% من الضحايا، حيث استشهد أكثر من 20,000 طفل و12,500 امرأة، وبلغ عدد الأمهات الشهيدات نحو 9,000 والآباء 22,426.

كما استهدف الاحتلال الطواقم الطبية والصحفيين وموظفي البلديات، ما أدى لفقدان آلاف الكوادر الحيوية في القطاع المدني، فيما فقد أكثر من 2,000 رضيع حياتهم، إلى جانب 1,015 طفلًا دون عام واحد. أدت الظروف الإنسانية القاسية إلى وفاة 460 شخصًا بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 154 طفلاً. نقص الرعاية الصحية وانتشار الأمراض تسبب في وفاة 42% من مرضى الكلى، وسُجلت أكثر من 12,000 حالة إجهاض بين الحوامل نتيجة الظروف القاسية.

الإصابات والاعتقالات

تعرض 169,583 شخصًا للإصابة منذ بداية الحرب، منهم أكثر من 19,000 بحاجة لتأهيل طويل الأمد، شملت إصابات بتر (4,800 حالة)، شلل (1,200)، فقدان بصر (1,200)، إضافة إلى إصابة 433 صحفيًا. وشهدت الاعتقالات استهداف أكثر من 6,700 مدني، منهم 362 من الكوادر الطبية و48 صحفيًا و26 من الدفاع المدني.

بلغ عدد الأطفال الأيتام 56,348 وعدد الأرامل 21,193، فيما أصيب أكثر من مليوني شخص بأمراض معدية نتيجة النزوح القسري.

القطاع الصحي تحت القصف

دُمرت 38 مستشفى و96 مركزًا للرعاية الصحية، واستهدفت 197 سيارة إسعاف و61 مركبة دفاع مدني، وشهدت الخدمات الصحية أكثر من 788 هجومًا على مرافقها ومركباتها وسلاسل الإمداد. هذا الاستهداف حال دون تقديم الرعاية الطبية الكافية، وعرض آلاف المرضى المزمنين والحوامل والرضع للخطر المباشر.

التعليم والتدمير المعرفي

تضررت 95% من مدارس القطاع، فيما تحتاج أكثر من 90% من المباني التعليمية إلى إعادة بناء شاملة، وتعرض 668 مبنى مدرسيًّا للقصف المباشر، ودُمّرت كليًا 165 مؤسسة تعليمية وجزئيًا 392 أخرى. استشهد أكثر من 13,500 طالب، وحُرم نحو 785,000 طالب من التعليم، كما استهدف الاحتلال المعلمين والكادر التعليمي، حيث قتل 830 منهم، وفقد القطاع الأكاديمي 193 عالمًا وباحثًا خلال الحرب.

دور العبادة والمقابر

تعرضت دور العبادة لدمار واسع، حيث دُمّرت 835 مسجداً كليًا و180 جزئيًا، واستهدفت ثلاث كنائس بشكل متكرر، ودُمّرت 40 مقبرة من أصل 60، وسُرقت أكثر من 2,450 جثمانًا، وأقيمت سبع مقابر جماعية داخل المستشفيات، انتُشل منها 529 شهيدًا، ما يعكس حجم الانتهاكات الجسيمة للحقوق الدينية والمدنية.

السكن والنزوح القسري

دُمّرت 268,000 وحدة سكنية بالكامل، و148,000 بشكل بليغ وغير صالحة للسكن، و153,000 جزئيًا. فقد أكثر من 288,000 أسرة منازلها، ونزح نحو 2 مليون مدني بسبب التهجير القسري، بينما أصبحت مراكز الإيواء المستهدفة 293 مركزًا، ما جعل آلاف المدنيين ينامون في العراء دون مأوى.

التجويع ومنع المساعدات

أغلق الاحتلال المعابر لفترات تجاوزت 220 يومًا، ومنع دخول أكثر من 120,000 شاحنة مساعدات ووقود، واستهدف 47 تكية طعام و61 مركز توزيع مساعدات، وقتل 540 عاملًا في المجال الإغاثي. يعاني 650,000 طفل من سوء التغذية، و40,000 رضيع مهدد بالموت بسبب نقص الحليب، كما مُنع آلاف المرضى من السفر لتلقي العلاج، بينهم 12,500 مريض سرطان و350,000 مريض مزمن، إضافة إلى 107,000 امرأة حامل ومرضعة في خطر.

البنية التحتية والمرافق العامة

خرج 725 بئرًا مركزية و134 مشروع مياه عن الخدمة، ودُمرت شبكات الكهرباء الممتدة على 5,080 كم، و2,285 محولة توزيع كهرباء، و235,000 عداد كهربائي، وفقد سكان غزة أكثر من 2,123 مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء. دُمرت شبكات المياه والصرف الصحي بطول 700,000 متر لكل منهما، و3 ملايين متر طولي من الطرق والشوارع، و247 مقرًا حكوميًا، و292 منشأة رياضية وملاعب، و208 مواقع أثرية وتراثية.

الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية

تضررت أكثر من 94% من الأراضي الزراعية، ودُمّرت 1,223 بئرًا زراعية و665 مزرعة حيوانية. تقلصت الأراضي المزروعة بالخضروات من 93,000 دونم إلى 4,000 دونم، وتضررت أكثر من 85% من الدفيئات الزراعية، وانخفض إنتاج الخضروات السنوي من 405,000 طن إلى 28,000 طن، بينما تأثرت الثروة السمكية بالكامل.

الخسائر الاقتصادية

قدّرت الخسائر الأولية المباشرة للحرب بنحو 70 مليار دولار، شملت جميع القطاعات الحيوية: الصحة (≈5 مليار دولار)، التعليم (≈4 مليار)، الإسكان (≈28 مليار)، الدين (≈1 مليار)، الصناعة (≈4 مليار)، التجارة (≈4.5 مليار)، الزراعة (≈2 مليار)، الإعلام، النقل، الكهرباء، الخدمات البلدية، فيما تكبد القطاع المنزلي خسائر بنحو 4 مليار دولار.

غزة اليوم لا تزال تصمد، رغم كل هذا الدمار، لتؤكد أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا أمام آلة الإبادة، وأن الحياة لا تزال تنبض في قلب الحصار والقصف، وأن أمل الحرية باقٍ رغم كل الصعاب.

الخبر السابق
close

أخبار

إسبانيا تعتزم تقديم “شكوى” ضد إسرائيل بالجنائية الدولية بشأن أسطول الصمود

Loay 6 أكتوبر، 2025

قال وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا إن بلاده ستقوم بخطوة استباقية عبر تقديم شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية في أحداث أسطول الصمود العالمي. وأضاف الوزير الإسباني أن أي اعتداء […]

تفاصيل أكثر trending_flat