رام الله: أفادت مؤسسة بحثية فلسطينية، الأربعاء، بأن الجيش الإسرائيلي أعلن 63 موقعاً أثرياً فلسطينياً في الضفة الغربية “مواقع أثرية إسرائيلية”، في خرق واضح للقانون الدولي وانتهاك صارخ للالتزامات الدولية.
استهداف إسرائيل للمواقع الأثرية الفلسطينية في الضفة الغربية ليس مجرد إجراءات إدارية أو قانونية شكلية، بل هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى مصادرة التراث الفلسطيني
جاء ذلك في تقرير صادر عن معهد الأبحاث التطبيقية “أريج” بعنوان: “المواقع الأثرية في محافظة نابلس.. ساحة مفتوحة أمام مخططات المصادرة الإسرائيلية”.
ويأتي الإجراء الإسرائيلي ضمن تصعيد متزامن مع حرب الإبادة في قطاع غزة، حيث قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1015 فلسطينياً وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية.
وذكر التقرير أنه بموجب كراسة تتضمن أوامر عسكرية موقّعة من جانب رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، العميد موطي ألموز، جرى تصنيف 63 موقعاً في الضفة “كمواقع تاريخية وأثرية إسرائيلية”.
وأوضح أن هذه المواقع تشمل 59 في محافظة نابلس، و3 في محافظة رام الله، وموقعاً واحداً في محافظة سلفيت (شمال).
واعتبر التقرير أن استهداف إسرائيل للمواقع الأثرية الفلسطينية في الضفة الغربية “ليس مجرد إجراءات إدارية أو قانونية شكلية، بل هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى مصادرة التراث الفلسطيني”.
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في إطار “إعادة تشكيل الهوية التراثية الفلسطينية بما يخدم الرواية الإسرائيلية، وخاصة أن غالبية المواقع المستهدفة تقع بالقرب من بؤر استيطانية أو مستوطنات إسرائيلية، لا سيما في محافظة نابلس”.
وشدد على أن “تصنيف هذه المواقع الأثرية والتاريخية الفلسطينية على أنها إسرائيلية يمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي وانتهاكاً صارخاً للالتزامات الدولية، ويشكل تهديداً مباشراً للهوية الوطنية الفلسطينية”.
وبيّن تقرير “أريج” أن “سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصنّف ما يزيد على 2400 موقع أثري فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة على أنها مواقع أثرية إسرائيلية”.
وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تعلن أن بعض المناطق يجب حمايتها وصيانتها، لكن عملياً “يتم استخدامها للسيطرة على مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية بذريعة الحفاظ على التراث”.
وأردف: “لاحقاً يُحوَّل الكثير منها إلى خدمة المستوطنات والبؤر الاستيطانية والمواقع العسكرية والسياحية والترفيهية التي تقتصر الاستفادة منها على المستوطنين والسياح الإسرائيليين”.
الخطوة تأتي في إطار إعادة تشكيل الهوية التراثية الفلسطينية بما يخدم الرواية الإسرائيلية، وخاصة أن غالبية المواقع المستهدفة تقع بالقرب من بؤر استيطانية أو مستوطنات
وتفيد تقارير فلسطينية بأن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ مع نهاية 2024 نحو 770 ألفاً، يتوزعون على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة مصنفة على أنها رعوية وزراعية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة جميع النداءات الدولية وأوامر “محكمة العدل الدولية” بوقفها.
وقد خلّفت هذه الإبادة 62 ألفاً و122 شهيداً و156 ألفاً و758 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 269 شخصاً بينهم 112 طفلاً.
(الأناضول)
الكلمات المفتاحية: غزة, فلسطين, الضفه, استيطان, سرقه.