مزقت الصواريخ الإسرائيلية أجساد مدنيين، بينهم أطفال، في قطاع غزة الأربعاء، في استهدافات عنيفة طالت مناطق النزوح ومراكز المساعدات الإنسانية.
وأسفرت الغارات الجديدة عن استشهاد عدة أطفال أشقاء، فيما واصلت قوات الاحتلال استهداف عناصر تأمين المساعدات، في محاولة لإبقاء الفوضى ومنع وصول القوافل إلى مستحقيها، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن الجوع وسوء التغذية في غزة بلغا “أعلى مستوياتهما”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول 123 شهيدا و437 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية إلى مستشفيات القطاع، ليرتفع إجمالي حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 61,722 شهيدا و154,525 إصابة، مشيرة إلى أن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
مجازر الأطفال
استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، الأربعاء، خيام نازحين قرب الكلية الجامعية في حي تل الهوى جنوب غزة، ما أدى إلى استشهاد سبعة من عائلة أبو حنيدق، بينهم خمسة أطفال. كما ارتقى ثلاثة شهداء، بينهم شقيقان، في قصف استهدف مجموعة من المواطنين في حي التفاح شمال شرق المدينة.
وفي مجزرة أخرى، استشهد تسعة مواطنين من منطقة الصفطاوي، وآخر في محيط الكرامة شمال غزة، وأصيب آخرون في غارات طالت مجموعة من عناصر تأمين المساعدات.
وواصلت الطائرات الحربية قصف مدينة غزة، خاصة الأطراف الجنوبية وحي الزيتون، حيث استهدفت عدة منازل ومناطق مهددة بالنزوح القسري.
وفي حي الصبرة، أصيب عدد من المواطنين في قصف على منزل لعائلة ضبان، كما تعرض محيط المجمع الإسلامي وشارع رقم 8 لقصف مدفعي عنيف، بينما دوّت انفجارات في الشجاعية والتفاح، وهي مناطق لا تزال تحت الاحتلال منذ استئناف التصعيد في مارس الماضي.
وفي الشمال، سُمع دوي انفجارات جراء قصف مدفعي ونسف منازل في مناطق التوغل.
استهداف المجوعين
استمرت قوات الاحتلال في قتل المدنيين عند مراكز توزيع المساعدات، إذ أعلنت مستشفى العودة في النصيرات عن استقبال خمسة شهداء و10 إصابات جراء استهداف تجمع قرب شارع صلاح الدين، بالقرب من “محور نتساريم”.
كما استشهد أربعة مواطنين من عوائل أبو ركاب والنباهين وخطاب واللوح قرب “معبر كيسوفيم” شرق دير البلح. وتزامن ذلك مع قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف على مناطق شرقي مخيم البريج وشمال النصيرات، إضافة إلى إطلاق نار على المناطق الحدودية الشرقية لدير البلح، التي نزح غالبية سكانها قسريا.
وفي خان يونس، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة في منطقة “الطينة” أسفرت عن 10 شهداء أثناء تجمعهم قرب مركز لتوزيع المساعدات. كما استشهد مواطنان في قصف بطائرة مسيرة قرب دوار أبو حميد وسط المدينة، وسقط شهداء آخرون تحت الركام بعد قصف منزل لعائلة أبو هلال في حي الأمل.
وفي تصعيد جديد، نسف جيش الاحتلال مبانٍ سكنية في محيط حي الأمل، وسط قصف جوي ومدفعي كثيف. وأكد شهود أن أصوات الانفجارات كانت متواصلة منذ الفجر، وتصاعدت أعمدة الدخان من المناطق المستهدفة.
كما استشهد وأصيب عدد من المواطنين قرب “محور موراج” شمالي رفح، أثناء توزيع المساعدات.
تحذير من المجاعة
بدوره، حذّر برنامج الأغذية العالمي من وصول الجوع وسوء التغذية في غزة إلى “أعلى مستوياتهما” منذ بدء الحرب. ونقل موقع الأمم المتحدة عن المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك، قوله: “إن الإمدادات الإنسانية التي تدخل القطاع لا تزال أقل من الحد الأدنى المطلوب لتلبية الاحتياجات الهائلة”، مضيفًا: “نحن وشركاؤنا نواصل فعل كل ما يمكن لإدخال المساعدات إلى غزة، ولكن التحركات الإنسانية لا تزال تواجه تأخيرات كبيرة وعوائق أخرى تمنعنا من توصيل المساعدات على النطاق الواسع المطلوب”.
وأشار إلى أن تنسيق التحركات الإنسانية غالبًا ما يتأخر لساعات بسبب تأخر التصاريح من السلطات الإسرائيلية، مما يهدر وقتًا ثمينًا، مؤكدًا أن “الوضع في غزة كارثي ومأساوي، يصعب إيجاد الكلمات لوصفه، ويشارف على المجاعة”.
من جهته، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة إن “الأوضاع الصحية في غزة كارثية”، موضحا أن المستشفيات تعمل بما يفوق طاقتها، في ظل نفاد أدوية منقذة للحياة، وتزايد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والأمراض.
الكلمات المفتاحية: الاحتلال, تجويع, المجازر, قتل, العالم, غزة.