• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right ويتكوف في غزة: حين تتحوّل المجاعة إلى مسرحية أميركية دمويّة

أخبار

ويتكوف في غزة: حين تتحوّل المجاعة إلى مسرحية أميركية دمويّة

wesam 4 أغسطس، 2025


Background
share close

غزة – اذاعة صوت الوطن 

كتب عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين وسام زغبر مقالا، قال فيه:

لم يكن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السفير ستيف ويتكوف، بحاجة إلى زيارة رفح ليتأكد من حجم المأساة في قطاع غزة. الصور تتكلم، والجثث الهزيلة لم تُخفِها الأنفاق، وصرخات الأمهات ليست بحاجة إلى ترجمة دبلوماسية. لكن ويتكوف جاء لا ليرى، بل لينكر. لا ليحمل الأمل، بل ليغطي الجريمة.

منذ بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل في عسكرة الغذاء وتحويله إلى أداة ابتزاز جماعي، تحوّلت المساعدات إلى مصيدة موت. وأكد ذلك بشهادته المتعاقد السابق مع ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، أنتوني أغيلار، حين قال بوضوح: “لم نتلق أي توجيهات لحماية المدنيين، مواقع توزيع المساعدات صُممت لتكون مصائد موت”. هذه المؤسسة، التي تتستر خلف اسم إنساني، تعمل كذراع أمني ميداني لإسرائيل، بشراكة أميركية مكشوفة.

الزيارة المسرحية التي قام بها ويتكوف، بتنسيق كامل مع جيش الاحتلال و”حراس” الشركة الأميركية – الإسرائيلية، جاءت ضمن حملة دعائية لتبييض صورة هذه المؤسسة الفاشية، والتشكيك العلني بالتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة. لكن المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، وضع النقاط على الحروف حين قال:

> “المجاعة في غزة ليست نتيجة عجز، بل نتيجة لمحاولات إسرائيلية متعمدة لاستبدال منظومة الأمم المتحدة بما يسمى (مؤسسة غزة الإنسانية) ذات الدوافع السياسية. إنه إجراء متعمد لمعاقبة الفلسطينيين فقط لأنهم يعيشون في غزة.”

تصريح لازاريني يعري النية الإجرامية خلف كل ما يُسوّق بعباءة “المساعدات”: تجويع الفلسطينيين حتى يخضعوا، وتحويل الغذاء من حق إلى فخ. وما يزيد الطين بلة، أن ويتكوف تبجّح بأن الشركة الأميركية توزع “مليون وجبة يوميًا”، في وقت تكشف فيه الصور عن أطفال تقتات على ورق الأشجار، ومسعفين يعجزون عن حمل جثث الهزال من تحت الركام.

الجريمة ليست فقط في الحصار، بل في إدارة الحصار كأداة لإنتاج واقع سياسي جديد: نزع السلاح، تهجير هادئ، وإعادة تدوير غزة إلى كيان خاضع تحت إدارة أمنية مزدوجة أميركية – إسرائيلية، مع هامش إنساني زائف يمنح الاحتلال غطاء قانونيًا وأخلاقيًا كاذبًا.

لكن الأخطر، أن ما يُمهَّد له ليس فقط إنهاء الحرب، بل فرض حل أميركي إسرائيلي بالقوة، يبدأ عبر ما يسمى “مساعدات”، ويمر عبر تجفيف المقاومة، ويُختَتم بـ”حل شامل” على مقاس الاحتلال: بلا سلاح، بلا سيادة، بلا عودة. وكأن كل ما تبقى للفلسطينيين أن يختاروا بين الموت جوعًا أو الموت خضوعًا.

وهنا تتجلى المفارقة الأليمة: بينما تتهاوى ملامح المشروع الوطني الفلسطيني في بعض الأوساط، وتتكرر الحسابات الضيقة التي تقدّم الشعار على الإنسان، يغرق الشعب في دمائه، لا ليربح معركة، بل ليبقى حيًا. الخيار بات واضحًا: إما مشروع وطني يستعيد المبادرة، أو ضياع يتغذى على الغرور والعناد والإنكار.

ما تحتاجه غزة ليس مليون وجبة بإشراف “شركة موت”، بل وقف فوري للعدوان، انسحاب كامل للاحتلال من القطاع، واستعادة القرار الفلسطيني الحرّ ضمن برنامج تحرري شامل، يضع الإنسان في مركز النضال، لا في آخر صفوف الحسابات.

إن زيارة ويتكوف لا تفتح باب الأمل، بل تكشف عمق التواطؤ الأميركي، وتؤكد أن الحل السياسي الحقيقي لم ينضج بعد، وأن كل ما يُطرح اليوم هو محاولة فاشلة للفصل بين الإغاثة والعدالة، بين الجوع والمقاومة، بين الصمود والحرية.

ويبقى السؤال الأهم: هل يتحرّك الفلسطينيون والعرب وأحرار العالم لإيقاف هذه المسرحية الجهنمية؟ أم يُترك القطاع ليموت تحت رحمة صفقة غذاء مقابل صمت؟

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

الشيشان تكرّم صحفيي غزة بمكافآت مالية تقديرًا لجهودهم في تغطية العدوان

wesam 2 أغسطس، 2025

غزة – اذاعة صوت الوطن  قدّمت دولة الشيشان مكافآت مالية لعدد كبير من الصحفيين والصحفيات العاملين في منطقتي غزة والشمال، تقديرًا لجهودهم في تغطية العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. […]

تفاصيل أكثر trending_flat