
نداء عاجل من مؤسسات ووجهاء: افسحوا الطريق لشاحنات طبية شمال غزة
غزة- إذاعة صوت الوطن أطلق نشطاء ومؤسسات دولية وأهلية إلى جانب وجهاء ومخاتير من مختلف مناطق قطاع غزة، نداءً عاجلاً ومهماً إلى أبناء وشباب العائلات المتجمهرين في مناطق انتظار شاحنات […]
إذاعة صوت الوطن – غزة| إعداد حنين الجاجة
الأحد، 20 تموز 2025، لم يكن صباحًا عاديًا في شمال غزة. كان صباحًا يعبر من بين الدموع والغبار، محمولًا على متن شاحنات دقيق دخلت أخيرًا عبر معبر “زيكيم”، بينما يحمل أهل الشمال أرواحهم بأيديهم بحثًا عن رغيف، عن فتات نجاة، عمّا يوقظ أطفالهم من الجوع لا من القصف.
ثماني شاحنات، بالكاد محمّلة بأكياس من الطحين، شقّت طريقها وسط الركام نحو جباليا وبيت لاهيا، بعدما قرعت المجاعه طبولها في الشمال خاصه بعد اغلاق الاسواق .
الناس لم تغفل لهم عين ، بل انتظروا هذه اللحظة كمن ينتظر حبل نجاة من سفينة تغرق.
لكن حبل النجاة في غزة قد يكون مشنقة لهم .
في الوقت الذي كانت فيه الشاحنات تُفرّغ حمولتها، كان القنص مستمرًا. وكانت السماء لا تزال تسجّل موتًا من نوع آخر. عشرات الفلسطينيين أصيبوا، بعضهم وهم يركضون نحو المساعدات، وآخرون وهم يقفون في طوابير الانتظار. أما عدد الشهداء، فلم يعد رقمًا بقدر ما أصبح سؤالًا لا ينتهي: “من فقدنا هذه المرة؟”
وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن حصيلة ما وصل للمستشفيات من المجوعين المنتظرين للمساعدات منذ فجر اليوم بلغت أكثر من 110 شهيد، من بينهم 92 في شمال القطاع وحده، بالإضافة إلى أكثر من 700 إصابة، منها حالات وُصفت بالحرجة جدًا.
يقول الشاب محمد، نازح من مشروع بيت لاهيا: “لم أكن أبحث عن مساعدات، بل عن أمي، اضعتها وسط الجموع، وبعد ساعة وجدتها على الأرض تنزف. كانت تحلم فقط بكيلو واحد من الدقيق .”
هكذا تُكتب تفاصيل الفقد هنا، على هوامش خبزٍ مُلوّث بالدم.
المشهد كله كان مختلطًا: شاحنات أممية محاطة بعربات متهالكة، وجوه مسحوقة تنتظر كيس دقيق ، أطفال يزاحمون الحشود بحبال مشدودة على الكتفين، نساء يحملن وثائق النزوح بدل بطاقات التوزيع، وعجائز يلهثن في الحر بحثًا عن ظلّ خيمة… أو ظلّ يحتمون به.
في الخلف، رائحة القصف لا تزال عالقة، وأصوات سيارات الإسعاف لم تتوقّف. وكأن المشهد برمّته إعلان صارخ: غزة لا تموت فقط تحت القنابل، بل على أبواب النجاة.
“هذه ليست مساعدات، هذه أفخاخ موت”، يقول أحد المسعفين. ثم يضيف بصوت غاضب ومنهك: “لم نعد نُفرّق بين طحين الأمم المتحدة ودماء الضحايا. كل شيء مختلط. كل شيء مغمّس بالخسارة.”
تقرير الأونروا أعلن أن ما دخل اليوم لا يتجاوز 5% من الاحتياج اليومي للمنطقة الشمالية. لكن بالنسبة لسكان الشمال، لا تعني النسبة الكثير. السؤال الوحيد الذي يهمّهم: “هل سنعيش للغد؟”
بعد فترة وجيزة كانت الشاحنات قد فرغت. لكن الشوارع لم تفرغ من الجثث. رُفع بعض الشهداء على أكفّ رفاقهم، لا بتكبيرات العيد، بل بصراخ النجاة. أما العائلات، فقد عادت تحمل أكياس الدقيق ، وحسرة أنها قد لا تجد في الغد من يخبز لها.
في غزة، حتى المساعدات تحصد الأرواح. والناس لا يميّزون بين قصف الغارات وقصف النداءات. كل شيء قابل للانفجار. حتى الحلم برغيف.
الكلمات المفتاحية: زيكيم, غزة, صوت الوطن, المساعدات, الإبادة, حنين الجاجة, مصائد الموت.
غزة- إذاعة صوت الوطن أطلق نشطاء ومؤسسات دولية وأهلية إلى جانب وجهاء ومخاتير من مختلف مناطق قطاع غزة، نداءً عاجلاً ومهماً إلى أبناء وشباب العائلات المتجمهرين في مناطق انتظار شاحنات […]
الأربعاء | +30° | +25° | |
الخميس | +31° | +25° | |
الجمعة | +30° | +25° | |
السبت | +29° | +24° | |
الأحد | +29° | +24° | |
الاثنين | +29° | +24° |