بسم الله الرحمن الرحيم
كتائب الشهيد عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)
بيان إلى جماهير أمتنا وأحرار العالم
حول تطورات المواجهة ومعركة “طوفان الأقصى” بعد مرور 21 شهرًا
من أطول وأشرس معركة يخوضها شعبنا في وجه آلة القتل الصهيونية، يواصل المجاهدون تنفيذ عمليات نوعية بطولية، تثبت للعالم أن في غزة رجالاً يكتبون ملحمة العصر بدمهم وإبداعهم وروحهم الاستشهادية. لا تزال وحدات القسام والمقاومة تستهدف آليات العدو بالقذائف والعبوات، وتشتبك مباشرة في عمليات قنص وتفجير وكمائن مركّبة واشتباكات من مسافة الصفر.
وقد شاهد العالم بأسره أبطالنا وهم يعتلون آليات الاحتلال في خان يونس، ويصلون للجنود الصهاينة في أعماق تحصيناتهم، فيقتلونهم ويغتنمون سلاحهم، رغم وحشية العدو الذي يستخدم أسلوب القتل الجماعي لجنوده في حال الشك بمحاولات أسرهم. حاول مجاهدونا خلال الأسابيع الماضية تنفيذ عدة عمليات أسر كادت أن تكلل بالنجاح لولا تدخلات العدو الإجرامية.
وامتدت العمليات النوعية من شمال قطاع غزة (بيت حانون وجباليا) مرورًا بحي الشجاعية والزيتون، وصولاً إلى قلب خان يونس ورفح. لقد أصبحت غزة، رغم الجراح، أعظم مدرسة عسكرية لشعوب الأرض في مواجهة المحتل.
أولًا: استمرار معركة الاستنزاف
نؤكد أن مجاهدينا وأخوتنا في كافة فصائل المقاومة الفلسطينية على جاهزية كاملة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد الاحتلال، مهما كانت خططه العدوانية. القتال لدينا ليس خيارًا بل مبدأ، وعقيدة، وواجب ديني ووطني. لا نملك إلا القتال، وسنقاتل بحجارة الأرض وبما توفر من إمكانيات، معتمدين على الإيمان والرجال الصادقين الذين يصنعون باليسير معجزات مذهلة بفضل الله.
قرار قيادتنا واضح: تركيز الجهد على إيقاع أكبر الخسائر في صفوف العدو، والاستمرار في تنفيذ عمليات نوعية وكمائن وعمليات أسر للجنود. وإذا اختار العدو الاستمرار في الحرب، فعليه أن يتحمل تبعات استقباله لنعوش جنوده وضباطه، فإن قنابلنا المدوية لا تميز بين رتبة ورتبة، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.
ثانيًا: العدو يُجرم.. والأمة تتفرج!
رغم فخرنا بصمود مجاهدينا، فإننا نعيش آلام شعبنا يوماً بيوم، ونشعر بأوجاعهم من الجوع، والتشريد، والدمار. إن قيامنا بواجبنا لا يعفي أمتنا العربية والإسلامية من واجبها الذي فرّطت فيه. عدونا يتلقى تدفقًا لا ينقطع من السلاح والدعم السياسي الغربي، بينما تقف أنظمة الأمة عاجزة، متفرجة على مجازر تطال عشرات الآلاف من الأبرياء.
نقول للتاريخ: إن رقابكم مثقلة بدماء أطفال غزة، وإن هذا الصمت المخزي، والتخلي المهين، هو الذي شجّع الاحتلال على الإبادة والتهجير والتجويع.
نقول لكل من بيده قدرة أو تأثير: لا تُعفوا أنفسكم من المسؤولية، فإن هذا العدو أضعف مما تتصورون، وهو أكثر جبنًا من أن يصمد أمام عزّة الإسلام لو وجدت، لكنه أمن العقوبة فتمادى، واشترى خذلان البعض بثمن بخس.
هل تعجز أمة كاملة عن إيصال طعام وماء ودواء لأطفال غزة؟ أليس فيكم رجلٌ رشيد يوقف شلال الدماء؟ أما آن لكم أن تنهضوا في وجه مشروع صهيوني يريد أن يجعل من القدس عاصمة لإمبراطوريته على أنقاض كرامتكم؟
ثالثًا: المفاوضات والملف الإنساني
نؤكد دعمنا الكامل لموقف الوفد التفاوضي للمقاومة في المفاوضات غير المباشرة. وقد قدمنا، وبكل مسؤولية، مقترحات عدة لعقد صفقة شاملة تُسلّم فيها كافة أسرى الاحتلال دفعة واحدة، لكن نتنياهو ووزراؤه رفضوا ذلك، وأظهروا عدم اكتراثهم بالجنود، بعد أن هيأوا مجتمعهم لفكرة مقتلهم جميعًا.
نأمل أن تثمر الجولة الحالية عن اتفاق يُنهي العدوان، ويُدخل الإغاثة، ويضمن انسحاب قوات الاحتلال. وإن عاد العدو للتنصل والمماطلة، فلن نعود مجددًا للصيغ الجزئية، ولن نضمن استمرار مقترح الأسرى العشرة.
رابعًا: الاحتلال يرتكب جرائم إبادة
فشل الاحتلال في كسر إرادة المقاومة دفعه نحو حلول قذرة: تهجير، وتجويع، وتدمير ممنهج، وإقامة معسكرات اعتقال نازية بغطاء “إنساني كاذب”. ونتساءل: كيف يقبل العالم بهذا النموذج القبيح من الفاشية الحديثة؟ وإن لم يرفضها الجميع، فإن أسطورة “معاداة السامية” التي تغطون بها جرائم الاحتلال ستتحول إلى مهزلة عالمية.
إن ما يواجهه شعبنا هو تطهير عرقي متكامل الأركان، ووصمة عار في جبين البشرية إن بقي العالم متواطئًا.
خامسًا: العملاء.. ورقة خاسرة
لجأ الاحتلال مؤخرًا لتوظيف عملاء وأبواق إعلامية بأسماء عربية لتشويه المقاومة. ونقول بوضوح: هؤلاء شرذمة لا تمثل إلا نفسها، وقد تبرأت منهم عائلاتهم وأبناء شعبنا الشرفاء. هذه الورقة محروقة، ومآلها الفشل الذريع.
ندعوهم إلى التوبة والعودة إلى صفوف شعبهم قبل فوات الأوان، وإلا فمصيرهم سيكون عبرةً لكل من باع ضميره.
ختامًا:
يا أبناء شعبنا الصابر،
يا من تصنعون فجر هذه الأمة من بين الركام،
يا من تمضون في قوافل الشهداء، وتقاتلون العدو بكل صلابة وعقيدة،
يا إخوة موسى الذي قال: كلا إن معي ربي سيهدين،
ويا أحفاد يوسف الذي خرج من الجب إلى التمكين،
ويا أهل الغار وأصحاب الشعب الذين جاءهم الغوث من الله،
يا إخوة آل ياسر الذين صبروا فعانقوا الجنة،
إن صبركم وثباتكم هو أقسى ما يوجع العدو، وأعظم ما يُحيي روح الأمة.
إن لهذا الليل آخر، وإن مع العسر يسرا، وإن النصر قادم بإذن الله، مهما طال الطريق، وإن وعد الله حق:
“ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم”
“وإنه لجهاد… نصر أو استشهاد”
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكلمات المفتاحية: ابو عبيدة, مقاومه, غزة, #غزة #قطاع غزة #غزة تحت القصف #قصف غزة #العدوان على غزة #المقاومة الفلسطينية #مجازر في غزة #دروع بشرية #غزة الآن #غزة مباشر #طوفان الأقصى #معركة طوفان الأقصى #السيوف الحديدية #درع بشري.