الدوحة – إذاعة صوت الوطن — وكالات
تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة المفاوضات المكثفة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، في مسعى للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وسط مؤشرات على حدوث تقارب بين الجانبين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق ما أوردته تقارير إعلامية إسرائيلية، الإثنين.
ونقلت القناة 13 العبرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع – لم تسمّه – قوله: “لقد عادوا إلى محادثات التقارب في الدوحة، ويجرون مفاوضات مكثّفة”، مشيرًا إلى أن تقاربًا ملموسًا حدث مؤخرًا، وأن إسرائيل “حدّثت الخرائط التي عُرضت” في إطار العملية التفاوضية.
في المقابل، اتهمت حركة “حماس”، مساء اليوم، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ”التفنن في إفشال المفاوضات”، مؤكدةً أنه لا يريد اتفاقًا يفضي إلى وقف الحرب في غزة أو تبادل للأسرى، رغم التصعيد الإنساني والضغط الدولي المتزايد.
وفي تطور سياسي ذي صلة، أفادت مصادر أميركية مطلعة على ملف الرهائن – بحسب ما نشره موقع “واينت” العبري – بأن نتنياهو نجح في إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنحه أسبوعًا إضافيًا من الوقت، قبل تدخّل واشنطن المباشر لدفع مسار التفاوض.
وأشارت المصادر إلى أن “ترامب سئم من الحرب في غزة، لكنه منح نتنياهو فرصة إضافية”، وسط غموض بشأن المقابل السياسي الذي دفع نتنياهو لتأجيل تدخل أميركي حاسم، كان متوقعًا خلال الأيام الجارية. وبيّن التقرير أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لم يصل إلى الدوحة بعد، في حين ترى واشنطن أن “أفضل فرصة لإنجاح الصفقة تتمثل في مشاركة كاملة من نتنياهو، وبعدها ستتدخّل بكل قوتها”.
من جهته، قال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي ومبعوث نتنياهو الخاص، رون ديرمر، في مقابلة صحفية، إن “الحد الأدنى المطلوب هو ألّا تسيطر حماس على غزة”، موضحًا أن ذلك “شرط غير قابل للتنازل”، ويمكن “إضافة الهجرة أو الضم إلى ذلك”، حسب تعبيره.
وأكد ديرمر التزام حكومة الاحتلال بإعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين، قائلاً: “نحن ملتزمون بإعادتهم جميعًا إلى ديارهم”، مع تشديده على امتلاك إسرائيل “معلومات استخباراتية ممتازة عن أعدائنا، أكثر مما لديهم عنا”.
وحذّر ديرمر من تسريبات المفاوضات في وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن “ذلك يكلّف أرواحًا بشرية”، قائلاً: “لهذا السبب لا أحب الحديث علنًا عن وضعنا في المفاوضات، لأن كل ما يُقال سيُستخدم ضدنا”.
وتبقى الأنظار متجهة نحو الدوحة خلال الأيام القليلة القادمة، وسط أمل حذر في أن تقود الجهود المكثفة إلى اتفاق ينهي العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ويفتح نافذة لوقف شامل لإطلاق النار.
الكلمات المفتاحية: حماس, وقف إطلاق النار, مفاوضات, ترامب, الكنيست الاسرائيلي, غزة, نتنياهو.