غزة- إذاعة صوت الوطن
كتب جدعون ليفي مقالاً في صحيفة هآرتس العبرية مقالاً ترجمته وصاغته إذاعة صوت الوطن، وهذا نصه:
في مشهد دموي يختزل حجم الفاجعة التي يعيشها قطاع غزة، وثّق الصحفي الإسرائيلي المعروف جدعون ليفي في صحيفة هآرتس بتاريخ 13 يوليو 2025، واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، وتحديدًا عند “نقطة الحليب” في مدينة دير البلح وسط القطاع.
الصراخ كان أول ما التقطته الكاميرا. سيدة تحتضن طفلها الرضيع الميت، أخرى ممددة على الأرض وقد فارقت الحياة، وثالثة تجلس بين طفليها، أحدهما في حالة صدمة والآخر لا تُعرف حالته. في الخلفية، رجل يناشد أمًّا تصرخ على جثة ابنها قائلاً: “خلاص… خلاص”، لكنها لم تجب إلا بعويل يشقّ القلوب.
عدسة المصور تنقّلت بين جثث لشبان ممددين على الأرض، ربما آباء الأطفال. ثم مشهد لم تُطِق الكاميرا احتماله: كومتان من الجثث، شاب وجهه لأسفل، آخران على ظهريهما، وطفل ينزف من رأسه، يده تتحرك وكأنها آخر لحظة في الحياة، فيما تتسع بقعة الدم حوله.
صرخات النساء تتوالى: “خذوه… يده بُترت”، “أريد سيارة إسعاف”، بينما لا توجد استجابة. شاب يسأل: “أين السيارة؟”، وآخر يستنجد: “انظروا إلينا”.
بينما الأمواج البشرية تئنّ، جثث أطفال ونساء ممزقة الملابس ممددة على الرصيف. فتاة ميتة، وطفل يدفن وجهه في صدر أمه. وأم أخرى تحاول عبثًا إيقاظ طفلها الذي هدّته القذيفة.
لا سيارات إسعاف، لا طواقم إنقاذ، لا دواء. وحدها عربات تجرّها البهائم كانت متاحة لنقل الضحايا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
يختم ليفي تقريره بمشهد رمزي موجع: “هذه هي غرنيكا غزة”، في إشارة إلى لوحة الفنان العالمي بابلو بيكاسو التي رسمها استجابةً لقصف بلدة “غرنيكا” الإسبانية في عام 1937. ويضيف: “هذه الغرنيكا الحديثة، على كل إسرائيلي أن يشاهدها… لكنهم لن يفعلوا”.
في هذا اليوم، استشهد 15 فلسطينيًا، بينهم 10 أطفال رُضّع وثلاث نساء، في مجزرة إسرائيلية جديدة بحق الأبرياء. مسرح الجريمة: مركز توزيع بديل الحليب للأطفال.
الكلمات المفتاحية: غرنيكا, غزة, مجزرة, #دير البلح, الأطفال, حليب الأطفال.