غزة– ترجمة إذاعة صوت الوطن
في مشهد يعيد إلى الأذهان أكثر الفصول سوداوية في التاريخ، تتكرر الأساليب النازية ذاتها ولكن هذه المرة في غزة. ففي معسكرات النازية، كانت تُستخدم غرف الغاز لإبادة الضحايا تحت غطاء “الاستحمام”، حيث يُمنح السجناء صابونة ومنشفة، وما إن يدخلوا حتى يُطلق الغاز السام لقتلهم.
اليوم، تُمارس صورة مشابهة في غزة، حيث يتم إيهام المدنيين بأن هناك مساعدات غذائية تنتظرهم، وعند اقترابهم تُطلق النيران عليهم. أحد ميادين القتل هذه بات يُعرف كنقطة “مساعدة”، بينما يتحوّل في الواقع إلى فخّ دموي.
السادية الإسرائيلية لا تعرف حدودًا
ما الفرق الحقيقي بين غرف الغاز النازية و”نقاط المساعدة” في غزة؟ في كلا الحالتين، يُدفع الناس إلى حافة الموت – في الماضي عبر الجوع واليوم عبر الحصار – ثم يُخدعون بوعود كاذبة بالحياة، ليواجهوا بعدها الموت برصاص الرشاشات.
لا يقتصر الأمر على إطلاق النار من الأرض، بل تُحلّق الطائرات المسيّرة فوق الحشود الجائعة، مستهدفة من يحاول الفرار بحثًا عن لقمة عيش أو شربة ماء.
هذه الممارسات تمثل تكرارًا لأسوأ ما في التاريخ، بأساليب حديثة وأدوات متطورة، لكنها محمّلة بروح السادية نفسها.
الاتحاد الأوروبي شريك في الجريمة بالصمت
الاتحاد الأوروبي، الذي يتغنى دومًا بقيمه الأخلاقية العليا ومعاييره الإنسانية، يواصل غضّ الطرف.
حتى التهديد بتعليق اتفاقية التجارة مع إسرائيل – والتي تنص بوضوح على ضرورة احترام حقوق الإنسان – أثبت أنه مجرّد كلام فارغ لم يُترجم إلى فعل.
بهذا الصمت والتخاذل، يكون الاتحاد الأوروبي شريكًا غير مباشر في الجريمة، يُوفّر الغطاء السياسي لانتهاكات يومية تُرتكب بحق المدنيين في غزة، وسط حصار ومجاعة ودمار لا يعرف نهاية.
الكلمات المفتاحية: الغاز السام, غزة, المساعدات الإنسانية, الاتحاد الأوروبي, النازية.