• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right مصائد الموت اللاإنسانية تتعقب الجوعى

أخبار

مصائد الموت اللاإنسانية تتعقب الجوعى

wesam 25 يونيو، 2025


Background
share close

غزة- إذاعة صوت الوطن 

كتبت الصحفية آمنة الدبش مقالاً سلط الضوء على مصائد الموت اللاإنسانية في تعقب الجوعى، وهذا نص المقال:

عشرات الأكفان البيضاء تفترش الأرض كأنها رداء من الحزن يغطي قسوة الواقع أحجامها مختلفة بعضها صغير يروي مأساة طفل لم يُمنح فرصة اكتشاف الحياة وبعضها كبير يحمل ثقل أحلام وآمال اختزلت في جسد هامد.

تتوالى جرائم الإبادة فصولًا دموية تسطر بدم الأبرياء على صفحات تاريخٍ ملطخٍ بالخذلان والصمت الدولي ومشاهد الدمار وآنين الضحايا ودموع الأمهات تروي قصص إنسانية تكتب بالحبر الأحمر في زمنٍ يفترض أنه زمن العدالة وحقوق الإنسان.

▪︎ مصائد الموت
بات الجوع واقعاً مأساوياً يساق إلى الموت بمشاهد تتحدى كل القوانين الإنسانية والأخلاقية حين تعلن الجهات الأمريكية عن نقاط توزيع مساعدات يتدافع موطني غزة بقلوب جائعة وأقدام مرتجفة غير مدركين أنهم يسيرون نحو مصيدة موت جديدة تسقط العشرات برصاص القناصة وشظايا القذائف التي تمدها امريكا لجيش الاحتلال الإسرائيلي .

يتجمع المئات أملاً في كيس دقيق هكذا يتحول الخبز إلى فخ والطابور إلى مقبرة فلم تعد تلك المراكز التي تديرها المؤسسة الأمريكية الصهيونية رموزاً للنجاة بل مصائد وافخاخاً للموت وفي ظل التعتيم والتواطؤ يترك أبناء شعبنا يواجهون الموت مرتين مرة بالحرمان ومرة بالغدر.

في غزة مراكز توزيع المساعدات لم تعد شريان حياة بل طريقاً محفوفاً بالموت، الناس لا تموت فقط من الجوع بل من السعي خلف لقمة لا تصل.
■ كل قصة من هذه القصص هي صرخة إنسانية يجب أن تُسمع.

▪︎ دقيق مقابل الموت
الشاب احمد (١٩عامًا) خرج للمرة الثالثة هذا الشهر إلى مركز توزيع المساعدات بالشاكوش شمال غرب رفح ، في المرة الأولى عاد خالي اليدين وفي الثانية أصيب أحد أصدقائه وفي الثالثة حاول والديه: اقناعه باكين صوتهم يرتجف بالدموع والرجاء خوفاً عليه فعجزت دموعهما بين ألسنة الجوع وطوق المجاعة.
لم يصغى احمد لكلامهما فكان عازماً كأن الجوع اعماه عن كل خوف وفي طريق العودة استهدفت السيارة التي تحمل أكياس الدقيق احترق كل شيء إلا صورة وجه احمد التي حملتها أمه باكية.

▪︎ أوقفتها رصاصة بالقلب
نجلاء أبو عيادة (٣٦ عاماً) حزينة وحائرة وبطنها خاوية أمام بكاء ابنائها ورضيعها الجائع في ظل عجزها عن إرضاعه بسبب سوء التغذية اضطرت الام الذهاب الى نقاط مراكز توزيع المساعدات لم يكن خياراً بل غصباً عنها لا شئ بالخيام سوى صحن فارغ ونظرات خائفة.
غطت نجلاء وجهها بوشاح قديم ودفنت كرامتها تحت عبء الحاجة ومشت في الطرقات التي تمطر موتاً تاركة أطفالها نائمين ليس لأنهم شبعوا بل لأن الجوع أنهكهم حتى الغفوة، لم تنظر خلفها كانت تعلم أن الطريق محفوف بالخطر حتى جاءت لحظة السقوط أوقفتها رصاصة بالقلب لم تمهلها لتأخذ نفساً لم تسألها إن كانت جائعة أو خائفة أو ترضع صغيراً ، نجلاء لم تكن تحمل سلاحاً بل كانت تحمل كيساً فارغاً سقطت بهدوء كما تسقط أوراق الشجر اليابسة لكن صوتها بقي في الهواء
“كنت فقط أريد أن اطعم أطفالي ”

▪︎ لا توقعوا الكيس أمي ناطرتو
يحيي شاب في العشرين من عمره لا يعرف في السياسة شيئاً كل ما يعرفه ان أمه تخبئ دموعها خوفاً من أن ترى أبناءها يتساقطون واحداً تلو الآخر بلا طعام ، خرج إلى مركز توزيع المساعدات مبتسماً قائلاُ لأمه “ما فينا نحارب الجوع بالكلام يا أمي”
قطع يحيي أكثر من 6 كيلومترات سيراً على الأقدام تفادى القنص وتجنب الطائرات وانتظر تدافع المجوعين وقلبه لا ينتظر شيئاً سوى أن يعود وبيده كيس دقيق وربما حليب لأخته الصغيرة ، لكن الرصاص كان أسرع من النداء سقط يحيي قبل أن يحمل كيس الدقيق برصاصة في ساقه وبينما كان ينزف ظل يقبض بيده على كيس الدقيق كأنه كنز حتى دخوله للمشفى كان يهمس وهو يغيب عن الوعي “بس لا توقعوا الكيس أمي ناطرتو”.

القصص لم تنته بعد تتكرر يومياً هي ليست مجرد مشاهد دموية بل شهادة على مأساة مستمرة لا تزال تروى.

▪︎ فخ مميت
غزة لا تعاني من الجوع بل تحاصرها المجاعة من كل الجهات الخبز أصبح حلماً والماء النظيف امتيازاً والدواء أمنية مؤجلة، يستيقظ الأطفال على صوت بطونهم وينام الكبار على وعود كاذبة من قوافل لا تصل، في غزة لا تطرق المجاعة الأبواب بل تكسرها.
مراكز توزيع المساعدات تحولت إلى مصائد موت يأتونها جوعى فيخرجون بعضهم بإصابات والبعض الآخر محمل على الأكتاف بلا اسم بلا رقم فقط جوعى..شهداء
فأي “إغاثة” هذه…؟
وأي “إنسانية” تلك التي تزرع الموت في صفوف الجياع..؟
هذا الواقع الصادم يفرض على المجتمع الدولي وكل الجهات المعنية مسؤولية عاجلة لإعادة النظر في آليات الحماية والتوزيع وضمان وصول المساعدات بكرامة وأمان بعيداً عن دماء الأبرياء.

إن الإنسانية الحقيقية تقاس بمدى احترام كرامة الإنسان لا على إذلاله أو جعله عرضة للمعاناة المزدوجة من الجوع والفقدان والمهانة.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

زيارة رسمية للهلال الأحمر الفلسطيني إلى لندن لتعزيز الشراكة

wesam 25 يونيو، 2025

لندن – إذاعة صوت الوطن يُجري رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، د. يونس الخطيب، زيارة رسمية إلى العاصمة البريطانية لندن، في أعقاب توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية لعشر سنوات بين الجمعية […]

تفاصيل أكثر trending_flat