• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة

أخبار

حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة

wesam 16 يونيو، 2025


Background
share close

غزة- إذاعة صوت الوطن 

كتب وسام زغبر عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، مقالاً عن السلاح الأشد والاكثر بشاعة في غزة وهو سلاح التعطيش، وهذا نص المقال كاملاً:

في غزة، لم تعد القذائف وحدها تقتل. هناك سلاح أشد بطئًا لكنه أكثر بشاعة: التعطيش. في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكتوبر 2023، لم يتحوّل الماء إلى رفاهية فحسب، بل إلى أداة إبادة جماعية تمارس بدم بارد.

فالماء، هذا الحق الطبيعي الأول، جرى تحويله إلى سلاح عقاب جماعي يستهدف الحياة من جذورها. ووفقًا لما أعلنته سلطة المياه وجودة البيئة، فإن أكثر من 90% من البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة قد دُمّرت بالكامل. الآبار نُسفت، الأنابيب فُجّرت، والمياه العادمة أصبحت مشهدًا مألوفًا في الشوارع وبين المنازل، بينما يُجبر الأهالي على الشرب من مياه مالحة أو ملوثة، في ظل انهيار كلي لشبكات المعالجة.

نصيب الفرد من المياه انخفض من 120 لترًا يوميًا إلى أقل من 10 لترات. ليس هذا انخفاضًا طبيعيًا ناتجًا عن أزمة عابرة، بل نتيجة استراتيجية ممنهجة لتجفيف الحياة. ومع هذا التدهور، تنتشر الأوبئة والأمراض الجلدية والهضمية، ويُدفع الأطفال والنساء والنازحون إلى حافة الهلاك.

لكن المأساة لا تتوقف عند العطش. بلدية غزة، عبر تحذير رسمي، كشفت أن نقص الوقود حال دون تشغيل معظم الآبار، بينما يتزايد الطلب مع النزوح الجماعي وارتفاع درجات الحرارة. وهذا يعني شيئًا واحدًا: أزمة مياه حادّة مرشحة للتفاقم إلى مستوى “عطش جماعي” شامل، ما لم يتم كسر هذا الحصار الخانق فورًا.

في هذه الظروف، تتحول غزة إلى بؤرة لكارثة بيئية وصحية. المياه ملوثة، الصرف الصحي منهار، النفايات تملأ الأزقة، والرائحة الكريهة تغلف الحياة اليومية. إنها قنبلة وبائية موقوتة في مدينة محاصرة بموتٍ بطيء وصامت.

في المقابل، تُصدر المؤسسات المحلية والدولية بيانات ونداءات استغاثة تطالب بفتح ممرات إنسانية لإدخال المياه وأدوات التنقية والوقود. لكن الاحتلال يواصل خنق غزة، ويُمعن في سياسة “القتل بالتقنين”، بينما يقف المجتمع الدولي موقف المتفرّج، وكأن الموت البطيء ليس جريمة طالما لا يُبثّ على الهواء مباشرة.

أما المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فاختار تسمية الأشياء بمسمياتها. في بيان غاضب، أكد أن ما يجري هو جريمة حرب ترتقي إلى الإبادة الجماعية باستخدام سلاح التعطيش، وهو انتهاك فجّ للقانون الدولي الإنساني ولقرارات محكمة العدل الدولية. أكثر من مليوني إنسان لا يحصلون على أكثر من 5 لترات يوميًا، ما يعني أن كل ساعة تأخير تُقربهم من الهاوية.

هؤلاء ليسوا أرقامًا، بل بشر: أطفال، مرضى، كبار سن، نساء حوامل، نازحون ينامون في العراء ويشربون من المستنقعات. العطش في غزة لم يعد نتيجة حرب، بل صار شكلاً من أشكال الحرب ذاتها.

ما يحدث في غزة ليس مجرد مأساة إنسانية، بل وصمة عار أخلاقية على جبين العالم. كل دقيقة صمت هي شراكة في الجريمة. كل تردد في كسر الحصار هو تواطؤ معلن. فحين يتحول الماء إلى أداة قمع، تصبح المقاومة حقًا، والصمت خيانة.

الاحتلال يستخدم الماء كرصاصة بطيئة تخترق الحياة، بينما العالم يوزع البيانات على الورق. ولكن غزة – رغم العطش – لا تستسلم. تحتاج إلى وقود، نعم، وماء، نعم، لكنها قبل كل شيء تحتاج إلى عدالة وقرار سياسي جريء يضع حدًا لحرب الإبادة.

غزة لا تموت فقط من العطش… بل من الخذلان الدولي المتواصل.

غزة لا تحتاج إلى الشفقة… بل إلى إرادة توقف الجريمة. الآن.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

غزة: تحضيرات لتوسيع إمدادات المساعدات خلال الـ24 ساعة المقبلة

wesam 16 يونيو، 2025

غزة- إذاعة صوت الوطن  أكد ناهض شحيبر، رئيس جمعية النقل الخاص، دخول 100 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة فجر الأحد، حيث تم توجيه نصفها إلى شمال القطاع عبر معبر زيكيم، […]

تفاصيل أكثر trending_flat