نيويورك – إذاعة صوت الوطن
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من بلوغ الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مستويات غير مسبوقة من التدهور، وسط تفشي الجوع وتزايد المخاطر التي يواجهها السكان أثناء بحثهم عن الغذاء، بما في ذلك تعريض حياتهم للخطر.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي، إن تقارير متزايدة تفيد بسقوط شهداء وجرحى مدنيين قرب مواقع لتوزيع مساعدات غير تابعة للأمم المتحدة. وأوضح أن مستشفى الصليب الأحمر في غرب رفح استقبل صباح الإثنين 29 مصابًا، استُشهد منهم 8، معظمهم جراء انفجارات، فيما أُصيب آخران بالرصاص.
وأكد حق أن “الأمم المتحدة تشدد على ضرورة حماية المدنيين في جميع الأوقات”، مضيفًا:
> “لا يجوز أن يُجبر أي إنسان، في أي مكان، على الاختيار بين تعريض حياته للخطر أو إطعام أسرته”.
وأشار إلى نفاد الوقود في قطاع غزة إلى مستويات حرجة تهدد بتوقف العمليات الإنسانية، كاشفًا عن نهب 260 ألف لتر من الوقود من شمال القطاع، فيما ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح للأمم المتحدة باستعادته منذ منتصف أيار/مايو، بما في ذلك في منطقة رفح.
وأوضح أن عمليات الإغاثة مهددة بالتوقف الكامل خلال أيام إن لم يُسمح بإدخال الوقود الضروري لتشغيل المرافق الأساسية.
ورغم السماح المحدود بدخول مساعدات منذ 19 أيار/مايو، تمكنت الأمم المتحدة من جمع نحو 4600 طن متري من دقيق القمح، إلا أن معظم الكمية نُهبت من قبل مدنيين يائسين أو استولت عليها جماعات مسلحة.
وحملت الأمم المتحدة سلطات الاحتلال، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية عن ضمان دخول الإمدادات الإنسانية، والحفاظ على النظام، ومنع أعمال النهب.
وبحسب التقديرات الأممية، تحتاج غزة ما بين 8,000 إلى 10,000 طن متري من القمح لتوفير كيس دقيق واحد لكل أسرة، إلى جانب مواد غذائية أخرى لتخفيف الضغط على الأسواق.
وفي رد على سؤال بشأن تقارير عن تسليح الاحتلال لجماعات مناهضة لحركة “حماس” داخل غزة، قال المتحدث الأممي:
> “آخر ما تحتاجه غزة هو المزيد من الذخيرة”، مجددًا دعوة الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات دون عوائق.
وفي سياق متصل، أشار فرحان حق إلى استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية شمال الضفة الغربية، وتدمير طرق رئيسية، ما أدى إلى عرقلة وصول السكان للخدمات الأساسية.
وحول احتجاز السفينة “مادلين” التي كانت تقل ناشطين، بينهم الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ، أوضح أن الأمم المتحدة تتابع الوضع، مؤكدًا أنه لم تُسجّل إصابات حتى اللحظة.
وفي ختام الإحاطة، نفى المتحدث وجود أي معلومات رسمية لدى الأمم المتحدة بشأن تقارير عن نية الولايات المتحدة سحب دعمها لقوات “اليونيفيل” في لبنان، مشيرًا إلى أن ولاية البعثة الأممية لا تزال سارية حتى نهاية آب/أغسطس المقبل.
الكلمات المفتاحية: غزة, الأمم المتحدة, التجويع.