«عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين …وسام زغبر»
في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الحافل بالدم والوحشية، ارتكبت قواته صباح اليوم مجزرة مروّعة أمام ما يُسمى زوراً «مركز المساعدات الإنسانية الأميركية» غرب رفح، بالتوازي مع جرائم إبادة على امتداد محور نتساريم وسط قطاع غزة. وأسفرت هذه المجازر عن استشهاد أكثر من ثلاثين مدنياً، وإصابة ما يزيد عن 115 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء والنازحين الذين فروا من جحيم الحرب إلى ما ظنوه ملاذاً آمناً.
لكن الحقيقة كانت أكثر فتكاً من القصف. ما حدث ليس «خطأً في التقدير» كما تسوّقه أبواق التبرير، بل جريمة قتل جماعي مخططة بعناية، تُنفّذ بتنسيق مباشر مع الإدارة الأميركية، وتحت غطاء سياسي وإعلامي يُطبّع القتل ويتستّر عليه. مراكز المساعدات لم تعد سوى واجهات زائفة تُخفي خلفها غرف موت جماعي، تديرها منظومة استخباراتية وعسكرية أميركية تشارك في الإبادة بحضور ميداني مباشر.
واشنطن، التي ما زالت تدّعي الإنسانية والوساطة، لم تعد مجرّد ممول لحرب الإبادة الجارية، بل تحوّلت إلى طرف مركزي في تنفيذها، عبر إدارة مواقع يُفترض أن تكون مخصصة لحماية المدنيين، فحوّلتها إلى طُعْم دموي لاستدراج الناجين وإبادتهم. نحن أمام «مساعدات قاتلة» و«غذاء ملغوم»، لا يستهدف سدّ الرمق بل كسر الإرادة، ضمن معادلة جهنمية: «الخبز مقابل الخضوع… أو الرصاص.»
وفي مشهد يكشف مستوى الانحدار الأميركي، نشر المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تغريدة يهاجم فيها رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار، واصفاً إياه بأنه «غير مقبول». وكأنّ عشرات آلاف الشهداء، ومئات المجازر، وآلاف الأطنان من المتفجرات، لا تكفي لإقناعه أن آلة القتل التي يدافع عنها لا تحتاج إلى تشجيع، بل إلى كبح عاجل ومحاسبة دولية صارمة.
ما يحدث في غزة اليوم هو جريمة إبادة جماعية تُنفذ على مرأى ومسمع من العالم، دون مواربة، وبتواطؤ فاضح من الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، بينما تصمت على واحدة من أفظع الجرائم في تاريخ هذا القرن.
إن المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر تقع على عاتق الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية، اللذين يديران مشروعاً ممنهجاً لتدمير غزة وتصفية شعبها. لم يعد الصمت خياراً، ولم يعد ممكناً القبول بمساعدات تحوّلت إلى أدوات قتل ممنهجة.
إن واجب العالم الحر اليوم أن يتحرك فوراً، من أجل وقف شلال الدم، ومحاكمة القتلة، وإسناد مهمة توزيع المساعدات للأمم المتحدة ووكالاتها، وفي المقدمة الأونروا، لضمان وصولها بكرامة، دون أن يتحول الفلسطينيون إلى رهائن في معادلة: «الحياة مقابل الولاء، أو الجوع مقابل الموت.»
الكلمات المفتاحية: غزة, فلسطين, وسام زغبر, جرائم احتلال, مراكز المساعدات, غطاء امريكي, صهيوني.