القدس المحتلة – إذاعة صوت الوطن
في خطوة تصعيدية جديدة، صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس، على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، بينها أربع مستوطنات على طول الحدود مع الأردن، في ما اعتُبر أخطر خطة استيطانية منذ احتلال الضفة عام 1967.
وجاء القرار بمبادرة من وزير الحرب اسرائيل كاتس ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووصفته وسائل إعلام عبرية بـ”التاريخي”، مشيرة إلى أنه سيعزز من السيطرة الاستراتيجية الإسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية، كما سيلغي رسمياً قانون “فك الارتباط” مع شمال الضفة الذي أُقر عام 2005.
وقال وزير الحرب الإسرائيلي إن “هذا القرار الاستراتيجي بإنشاء 22 مستوطنة جديدة يمنع قيام دولة فلسطينية”، في إشارة إلى نية الاحتلال فرض وقائع استيطانية ميدانية تمنع أي حل سياسي يقوم على دولة فلسطينية مستقلة.
وفي أعقاب هذا التطور، توالت ردود الفعل الفلسطينية المنددة بالمخطط الاستيطاني الجديد، واعتداءات المستوطنين المتصاعدة على الأرض.
فقد أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ما وصفته بـ”التغول الوحشي” لعصابات المستوطنين، وهجماتهم الممنهجة التي تجري تحت حماية جيش الاحتلال، بالتزامن مع موسم الحصاد الفلسطيني. ولفتت الجبهة في بيان لها إلى أن المستوطنين أشعلوا النيران في آلاف الدونمات الزراعية في قرى قريوت وسالم وبيت دجن والمغير وعين سامية وبروقين، إضافة إلى دعوات أطلقها وزراء في حكومة الاحتلال لحرق بلدات فلسطينية بالكامل مثل حوارة وبروقين.
وأكدت الجبهة أن هذه الاعتداءات تتم في ظل صمت دولي مطبق وتواطؤ قوى غربية، وأن الاستيطان بكل أشكاله غير شرعي ويُعد من أبشع أشكال الإرهاب المنظم. كما اعتبرت قرار بناء المستوطنات الجديدة وإعادة الاستيطان في “حومش” و”سانور”، جزءاً من خطة تصفية المشروع الوطني الفلسطيني ومنع قيام دولة مستقلة عبر تقطيع أوصال الضفة.
ودعت الجبهة إلى تشكيل لجان حماية شعبية في مختلف المناطق للتصدي لاعتداءات المستوطنين، كما حصل في قريتي المغير وسنجل، مطالبة قيادة السلطة الفلسطينية بالتحرك الفعلي وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي في مواجهة الاحتلال.
بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن “كيان الاحتلال يرتكب جريمة حرب جديدة بإقراره أكبر خطة استيطانية في الضفة”، معتبرة أن هذه السياسات العدوانية تهدف إلى تكريس ضم الضفة الغربية والتمهيد لتهجير سكانها، في ظل استمرار المجازر وحرب الإبادة في قطاع غزة.
وأضافت الحركة في بيانها: “ما يجري هو صفعة جديدة لكل من يراهن على التسوية أو الضغوط الدولية، ويدل على فشل الرهان على ما يسمى المجتمع الدولي والمؤتمرات الدبلوماسية”، مؤكدة أن “السبيل الوحيد لمواجهة هذه المخططات هو المقاومة بكل أشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلحة”.
الكلمات المفتاحية: غزة, الجبهة الديمقراطية, الضفة, الاستيطان, المستوطنات, الجهاد الإسلامي, فصائل فلسطينية.