• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right 600 يوم من حرب الإبادة في غزة… وصمة في جبين الإنسانية والعدالة المؤجلة

أخبار

600 يوم من حرب الإبادة في غزة… وصمة في جبين الإنسانية والعدالة المؤجلة

wesam 28 مايو، 2025


Background
share close

غزة- إذاعة صوت الوطن| كتب وسام زغبر عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، مقالاً، هذا نصه:

“الموت في غزة لم يعد خبراً، بل تحوّل إلى يوميات دامية تتكرر على وقع القصف والحرمان والجوع، فيما العالم يكتفي بالمشاهدة الصامتة.”

ستمئة يوم مرت على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. ستمئة يوم من القتل والتدمير المنهجي، من الحصار والتجويع، من اقتلاع الحياة وطمس معالمها. أكثر من عام ونصف من الجريمة المستمرة التي وثّقتها الشاشات وأرشفتها العدسات، لكن العالم ما يزال متقاعساً عن ردع الجناة.

لقد ارتكبت قوات الاحتلال مجازر لا حصر لها بحق المدنيين، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 54,000 شهيد، وأُصيب ما يزيد عن 123,000 جريح، معظمهم من النساء والأطفال. كما فُقد الآلاف تحت الأنقاض، وتحوّلت البيوت والمستشفيات والمدارس إلى ركام، وسط مشاهد تعيد إلى الذاكرة أبشع صور الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.

ضمن هذه الحرب الممنهجة، لم يَسلم الإعلام ولا الصحفيون من آلة القتل، إذ استُشهد أكثر من 215 صحفياً وصحفية، وأُصيب المئات، وتعرضت المؤسسات الصحفية والمنازل الخاصة بالإعلاميين للدمار الكامل. كما تم منع الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة، في محاولة واضحة من الاحتلال لحجب الحقيقة وطمس آثار جرائمه.

ورغم هذا المشهد الدامي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. خطوة تاريخية، لكنها بقيت رمزية دون أثر ملموس على الأرض، حيث يستمر العدوان ويشتد الحصار وتُمنع المساعدات ويُهجّر السكان قسراً.

في هذا السياق، تبرز المطالبات بضرورة استكمال المحكمة الجنائية الدولية لدورها، وإصدار مذكرات اعتقال بحق بقية أركان الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وعلى رأسهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، المتورطَين بشكل مباشر في التحريض على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.

أما محكمة العدل الدولية، فقد أصدرت في مايو 2024 سلسلة من التدابير الاحترازية الملزمة، وأكدت صراحة أن ما يجري في غزة قد يرقى إلى جريمة إبادة جماعية، داعية إلى وقف العمليات العسكرية فوراً، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفوري. لكن إسرائيل، كعادتها، قابلت هذه الأحكام الدولية بالتجاهل، ضاربة بعرض الحائط كل المعايير الأخلاقية والقانونية.

أمام هذا المشهد، تتضح الحقيقة الصارخة: العدالة الدولية ما زالت انتقائية، تُطبَّق حيث تشاء وتُعطل حيث تتقاطع مع مصالح القوى الكبرى. فهل باتت حقوق الإنسان مجرد شعارات؟ وأين الضمير العالمي من أطفال يُذبحون في رفح وخان يونس والوسطى والشمال وغزة المدينة؟

لقد آن الأوان لتتحول الأحكام القضائية إلى إجراءات ردع حقيقية، تُجبر دولة الاحتلال على وقف عدوانها، وتُعيد للشعب الفلسطيني حقه الأساسي في الحياة والأمن والكرامة. فكل يوم يمر تحت نار الحرب هو جريمة جديدة، وصمة جديدة في جبين الإنسانية، واختبار صارخ لمزاعم المجتمع الدولي حول العدالة وحقوق الإنسان.

غزة لا تنتظر عبارات الشجب والاستنكار، بل تنتظر فعلًا دوليًا عاجلاً، وعدالة حقيقية، ومحاسبة للمجرمين.

كما قال نيلسون مانديلا: “الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع.”

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

جدل حول رفع صور “أسرى إسرائيليين” في معبد الغريبة التونسي

Loay 28 مايو، 2025

أثارت صور لسياح يهود يحملون صورا لـ”أسرى إسرائيليين” لدى حركة حماس في معبد الغريبة بجزيرة جربة، موجة استنكار على مواقع التواصل الاجتماعي. وتداولت صفحات اجتماعية صورا نشرتها وكالة فرانس برس […]

تفاصيل أكثر trending_flat