• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right المجاعة تتفاقم وبطون أطفال غزة تصرخ أمام “تكايا” الطعام.. والحصار رفع أثمان السلع بشكل يفوق أغلى مدن العالم

أخبار

المجاعة تتفاقم وبطون أطفال غزة تصرخ أمام “تكايا” الطعام.. والحصار رفع أثمان السلع بشكل يفوق أغلى مدن العالم

Loay 22 مايو، 2025


Background
share close

لم يشعر أي من سكان قطاع غزة بتغيير بعد دخول كميات قليلة من المساعدات الغذائية والإنسانية خلال الأيام الماضية، وزادت معدلات الجوع بشكل أكبر مما كانت عليه، بسبب نفاذ كميات الطعام القليلة التي كانت تملكها الأسر، وهو الأمر الذي أدى إلى تزايد الطلب على الطعام الذي تنتجه “تكايا” خيرية، في ظل استمرار إغلاق مخابر القطاع، وارتقاع أثمان ما يتوفر من مواد غذائية.

 

ولوحظ مع ازدياد عمليات النزوح القسري للمواطنين من مناطق سكنهم سواء في شمال قطاع غزة، أو من غالبية أحياء مدينة خان يونس، ازدحاما كبيرا يفوق التكدسات البشرية التي كانت تقف أمام “المطابخ المجتمعية” التي يطلق عليها المواطنون في غزة اسم “التكايا” للحصول على ما تيسير من طعام مطبوخ، يكون بالعادة إما عدس او أرز أو معكرونة.

 

مخابز متوقفة

وحتى يوم الخميس لم تعد مخابز غزة المتعاقدة مع برنامج الغذاء العالمي للعمل من جديد، بعد التوقف الطويل الذي بدأ منذ شهر أبريل الماضي، بعد نفاذ ما لديها من مخزون من الدقيق والوقود، والذي كان يوفره برنامج الغذاء العالمي.

 

وهذه المخابز تعمل وفق اتفاقية مع برنامج الغذاء، وكانت تبيع ما وزنه ثلاثة كيلو غرامات من الخبز مقابل أقل من دولار، وهو ثمن يمكن أن توفره أسر قطاع غزة التي تعاني من ارتفاع معدات الفقر والبطالة بسبب الحرب، غير أن انقطاع عمل هذه المخابز بسبب الحصار الإسرائيلي، رفع ثمن كيلو الدقيق الواحد قبل خبزه إلى ما يقارب الـ20 دولار أمريكي، بشكل يفوق قدرة السكان على شراءه، وهو ما خلف حالات جوع كبيرة، أودت بحياة عدد من الأطفال وكبار السن، وسط خشية من ارتفاع هذه الأعداد في قادم الأيام.

 

ويقول أحد المشرفين على مخبز يعمل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وكان من ضمن المخابز المتعاقدة مع برنامج الغذاء العالمي، إنه لم تصل إليهم أي كميات من الدقيق أو الوقود، لضمان تشغيل المخبز، لافتا خلال تصريحاته لـ”القدس العربي” إلى استعداد طاقم العمل لتشغيل المخبز فور وصول الدقيق والوقود، لتقديم الخدمة لعشرات الآلاف من السكان والنازحين في المخيم.

 

وقال إنهم لم يبلغوا بأي آلية جديدة للعمل من قبل برنامج الأغذية، غير أنه أكد أن العمل السابق في المخبز كان يخضع لرقابة من موظفين أمميين، مشيرا كذلك إلى وجود طواقم عمل كافية، تستطيع تشغيل المخبز لساعات طويلة في اليوم، لتلبية احتياجات السكان، في حال توفرت المواد الأساسية للعمل.

 

ورغم إعلان سلطات الاحتلال السماح منذ الاثنين الماضي بدخول المساعدات إلى غزة، بعد توقف دام منذ الثاني من مارس الماضي، إلا أن المنظمات الأممية تؤكد أن ما دخل لا يلبي احتياجات السكان الجوعى، وأن الآلية التي اعتمدتها إسرائيل لإدخال المساعدات تعرض طواقمها وسائقي الشاحنات التي تنقل المساعدات للخطر، وطالبت بفتح شامل للمعابر وإدخال كميات كبيرة من المساعدات يوميا.

 

ويتردد أن عدد من شاحنات الدقيق والمساعدات الإنسانية الأخرى دخلت مساء الأربعاء إلى قطاع غزة، وأن من ضمنها شاحنات جرى إفراغها في مخازن تتبع منظمات الإغاثة الأممية في مناطق جنوب ووسط قطاع غزة، دون أن تتمكن من الوصول إلى مدينة غزة، لعدم حصولها على التصاريح اللازمة من قبل جيش الاحتلال.

 

وهناك خشية من إيكال مهمة توزيع المساعدات بالكامل للمؤسسة التي أنشأتها الإدارة الأمريكية تحت اسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، بعيدا علن الأمم المتحدة، خاصة بعد الكشف عن وصول موظفي شركة أمن أمريكية خاصة إلى إسرائيل، استعدادا للدخول إلى غزة، للإشراف على توزيع هذه المساعدات، وفقا للخطة الإسرائيلية، التي سبق وأن رفضت الأمم المتحدة التعامل معها، أو التعاون مع هذه المؤسسة الأمريكية، رغم أن هذه المنظمة قالت إن عملها “لن يحل محلّ، عمل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التقليدية”، وأعلنت في ذات الوقت أنها تعتزم البدء بتوزيع المساعدات في الأيام المقبلة.

 

أسعار خيالية

وبالعودة للحديث عن تفشي المجاعة بشكل أكبر في قطاع غزة، فقد ارتفعت بشكل جنوني أسعار الكثير من السلع، وعرض المواطنون صورا لبعض الخضار المعروضة للبيع في الأسواق الشعبية، أظهرت أن سعر ثمن حبة البصل الواحدة وصل إلى 50 شيكلا، أي ما يفوق الـ15 دولار أمريكي، في حين وصل ثمن كيلو الطماطم لأكثر من 10 دولارات وكذلك سعر الكوسا، كما ارتفعت أثمان البقوليات التي يعتمد عليها السكان في وجباتهم الرئيسة لأثمان أكثر من ذلك، وقال مواطنون أن هناك باعة عرضوا دجاجا بثمن وصل إلى 110 دولار للواحدة، في حين كان ثمنها أقل من خمسة دولارات قبل الحرب، وهي أثمان لا يستطيع سكان القطاع تحملها، حيث تشهد الأسواق نقص في القوة الشرائية بسبب فقدان الدخل جراء الحرب المستمرة.

 

ولذلك شوهد تكدس كبير للسكان والنازحين أمام “تكايا” الطعام، والتي من المحتمل أن يتوقف عملها بالكامل في حال لم تحصل قريبا على كميات جديدة من المواد الغذائية لتقديمها كوجبات للسكان.

 

وتشهد هذه الأماكن تزاحما كبيرا عند بدء عملية التوزيع، حيث يشاهد هناك أطفال ونساء ورجال من مختلف الأعمار، يحمل كل منهم إناء للحصول على كمية قليلة من الطعام، وفي أغلب الأيام ينفذ الطعام المجهز دون حصول الكثير من المواطنين على ما يسد جوعهم.

 

“التكايا” الملجأ الوحيد

وبعد انتظار طويل أمام أحد تكايا الطعام غرب مدينة خان يونس، تحت أشعة الشمس المرتفعة، حيث تتكدس هناك أعداد كبيرة من النازحين بعد إجبار جيش الاحتلال سكان غالبية أحياء المدينة على النزوح القسري، لا تستطيع سميرة النجار إلا ملء أقل من نصف وعاء الطعام الذي أحضرته ليكون طعام أسرتها المكونة من 8 أفراد، وقالت وهي تحمل هذه الكمية من المعكرونة، إنها لن تشبع أحد من أفراد الأسرة، التي خرجت تحمل فقط ما عليها من ملابس وبعض الامتعة، تحت وطأة نيران إسرائيلية مكثفة استهدفت منطقة سكنهم قبل يومين، وتضيف لـ”القدس العربي”، بأنها اضطرت إلى إرسال أحد أبنائها إلى مكان بعيد تتواجد فيه “تكية” طعام أخرى، على أمل الحصول على كمية أخرى، وتشير إلى أن عدم حصوله على الطعام، يعني أن أسرتها ستمضي يومها جائعة، خاصة بعد نفاذ ما لديها من دقيق وعدس طحنته قبل عدة أيام ليكون بديلا للدقيق.

 

وفي ذلك المكان أيضا شاهدت “القدس العربي” فتيات صغيرات وأطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ12 عاما، ومنهم من هو أصغر من ذلك، يحاولون الوصول إلى منطقة التوزيع بعد تواجدهم في المكان منذ ساعات الصباح، على أمل الحصول على وجبة الطعام، وبمشقة كبيرة كان طاقم العمل الخيري المشرف على تلك “التكية” قام بتوزيع كمية الطعام التي جرى طهوها على الحطب.

 

وتطرقت الأمم المتحدة إلى هذه الحالات التي تدمي القلوب، في ظل ما تشهده مناطق قطاع غزة من تدفق متزايد للنازحين، في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية واسعة النطاق، حيث شكل ذلك ضغطا إضافيا على المطابخ المجتمعية الخيرية (التكيات) التي تعمل بموارد محدودة ونقص حاد في الإمدادات الغذائية.

 

وذكرت على موقعها الإلكتروني قصة الطفلة النازحة الصغيرة “ميس”، التي وقفت في طابور طويل، على أمل الحصول على وجبة من العدس الذي تعده إحدى المطابخ المجتمعية، لكن الحشود الكثيفة للجوعى، حالت دون مسعاها، ونقلت تلك الطفلة قولها “أقف منذ الصباح الباكر، والجميع يتدافع بأعداد هائلة في سبيل الحصول على الطعام”، وتضيف “كيف لي أن أملأ طبقي؟ لا أستطيع. هذا هو حالنا كل يوم، يأتي الناس من داخل المخيم وخارجه بحثا عن الطعام، حضرت إلى هنا منذ ساعات الصباح الأولى، وحاولت الاندفاع لأحصل على حصتي، لكنني لم أتمكن من ذلك”.

 

دموع الجوعى

أما عن محمد الحلو، أحد المشرفين على مطبخ مجتمعي في مدينة غزة، فقال إن المطبخ الذي يعمل به يُعِد حوالي 500 وجبة يوميا، لكنه أوضح أن ذلك ليس كافيا لأن عدد النازحين يتزايد باستمرار، بسبب أوامر الإخلاء الجديدة، لافتا إلى أن الكثيرين من السكان يقدمون للحصول على الطعام، ويضيف “لكننا لا نستطيع تلبية الطلب المتزايد، وجميع الناس في هذه المنطقة يعتمدون بشكل أساسي على الوجبات التي نعدها في هذا المطبخ المجتمعي”، ويؤكد أن نصف من يقدمون إليهم يغادرون دون الحصول على وجبة.

 

وفي مشهد يتكرر كل يوم، يضع الأطفال وكبار السن أواني الطعام خلال فترة الانتظار الطويلة فوق رؤوسهم لتقيهم حرارة الشمس، لكن سرعان ما ينسوا تعبهم للحظات، مع بدء عملية التوزيع على أمل الحصول على كمية بسيطة، وقد سجلت كاميرات هواتف المواطنين مرات عدة أطفالا صغارا يحاولون جمع بقايا من القدر الذي يتم فيه تجهيز الطعام، ووضعها في أوانيهم، فيما جرى توثيق لقطات لأطفال يجمعون الطعام المسكوب على الأرض بسبب التزاحم، فيما وثقت أخرى لحظات انهيار الأطفال في البكاء، لعدم حصولهم على أي كمية من الطعام، وفي تلك الأماكن يجدد السكان شكواهم من ضيق الحال، ويخاطبون المجتمع الدولي الذي أصم آذانه عن الحصار الإسرائيلي بضرورة التدخل لنجدتهم من خطر الموت جوعا.

 

وفي دلالة على سوء التغذية، انهارت قوى رجال ونساء وأطفال، خلال رحلات النزوح الأخيرة، وسقطوا مغشيا عليهم، بعد أن قطعوا مسافات النزوح مشيا على الأقدام.

 

وفي إشارة إلى خطورة الوضع الغذائي في غزة، حذر توم فليتشر، مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، من أن 14 ألف رضيع في القطاع، قد يلقون حتفهم خلال 48 ساعة إذا لم يسمح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

أسانج في “مهرجان كان” بقميص شهداء غزة

wesam 22 مايو، 2025

إذاعة صوت الوطن (وكالات) ظهر مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج في مهرجان كان السينمائي الدولي هذا الأسبوع، مرتديًا قميصًا طُبعت عليه أسماء 4,986 طفلًا فلسطينيًا استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل […]

تفاصيل أكثر trending_flat