شهد قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا خطيرا، عادت فيه قوات الاحتلال لاستخدام سياسة القتل القائمة على حرق النازحين في الخيام، وارتكاب العديد من المجازر التي مسحت فيها أسر جديدة من السجل المدني.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول المشافي 67 شهيدا و361 إصابة خلال 24 ساعة الماضية، وهذا العدد لا يشمل شهداء المجازر الأخيرة، لافتة إلى أن حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس الماضي بلغت 3,193 شهيدا، 8,993 إصابة، فيما ارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 53,339 شهيدا و121,034 اصابة منذ السابع من اكتوبر 2023.
تزايد القصف والمجازر
وميدانيا، وتحت وطأة التهجير القسري لسكان مناطق شمال قطاع غزة من منازلهم، اقترفت قوات الاحتلال سلسلة مجازر دامية، راح ضحيتها الكثير من المواطنين.
وذكرت المصادر أنه حتى ساعات ظهيرة الأحد، سقط أكثر من 30 مواطنا جراء الغارات العنيفة على مناطق شمال قطاع غزة، فيما أصيب آخرون كثر جراء تلك الهجمات العنيفة.
حتى ساعات ظهيرة الأحد، سقط أكثر من 30 مواطنا جراء الغارات العنيفة على مناطق شمال قطاع غزة، فيما أصيب آخرون كثر جراء تلك الهجمات العنيفة
وقال مواطنون من شمالي القطاع، اضطروا للنزوح صوب مدينة غزة، إن القصف الإسرائيلي ازداد خلال الساعات الـ 24 الماضية، بمعدل تقريبا غارة أو قصف مدفعي كل أقل من خمس دقائق، فيما تسمع أصوات انفجارات ناجمة عن نسف مبان في مناطق التوغل، وأشاروا إلى أن الوضع في تلك المناطق لم يعد يحتمل، وأن هناك جثامين لشهداء لا زالوا تحت الأنقاض وفي مناطق التوغل، فيما هناك أسر لا تستطيع النزوح بسبب شدة الغارات التي تحاصر مناطق سكنهم، وأخرى لعدم توفر وسائل نقل.
وقف عمل المشافي
وبما ينذر بخطر كبير على الضحايا، قالت وزارة الصحة في غزة إن تكثيف الاحتلال استهداف ومحاصرة المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة بالتغطية النارية، ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية، أخرج المستشفى عن الخدمة، لافتة إلى أن بذلك تكون جميع مشافي شمال القطاع العامة خارجة الخدمة، بعد تدمير مشفيي بيت حانون وكمال عدوان من قبل، وذلك مع تزايد ما يتعرض له شمال قطاع غزة من مجازر بحق المدنيين، وأشارت إلى أن الاحتلال يُكثف من حملته الممنهجة لاستهداف المستشفيات واخراجها عن الخدمة، وطالبت كافة الجهات المعنية، بالتدخل وبشكل عاجل لتوفير الحماية للطواقم الطبية والمرضى والجرحى داخل المستشفى.
وفي السياق، استمرت الهجمات الدامية على مدينة غزة التي يلجأ إليها ناجو بلدات الشمال، وعلى الشوارع التي يسلكها النازحون في رحلات الخروج من منازلهم، وذكرت مصادر محلية أن 15 شهيدا معظمهم من النساء والأطفال، وعددا من الجرحى، سقطوا في غارة استهدفت منزلا في منطقة الصفطاوي شمال غرب المدينة، فيما لا يزال ضحايا تحت الأنقاض.
نفاد وحدات الدم
ووجه مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، نداء إنسانيا عاجلا، طالب فيه السكان بالتبرع بالدم، جراء النقص الحاد في مخزون بنك الدم نتيجة الظروف الراهنة، وجاء في النداء “نُناشد أهلنا الكرام وكل من يستطيع التبرع، التوجه فورًا إلى قسم بنك الدم في مجمع الشفاء الطبي، والمساهمة في إنقاذ أرواح المرضى والجرحى الذين هم بأمسّ الحاجة إليكم”.
وكان من أكثر المشاهد المؤلمة لشهداء وسط القطاع، جثمان رجل سجي على أرض المشفى، وقد وضع في حضنه طفله الرضيع الذي قضى في نفس الغارة، فيما احتضنت أم طفلها الذي لم تظهر معالم لوجهه بسبب القصف الصاروخي، وبكث بحرقة شديدة في لحظات وداعه الأخير.
وجاء ذلك في وقت استمر فيه القصف المدفعي العنيف على مناطق شمال مخيم النصيرات، وعلى أطراف مخيم البريح المجاور، وتحديدا على المناطق القريبة من “محور نتساريم” من الجهة الجنوبية، كما طالت غارات أخرى أرضا زراعية ومناطق فارغة جنوب شرقي مدينة دير البلح.
في الموازاة، اقترفت قوات الاحتلال مجازر دامية في مدينة خان يونس، كان أكثرها دموية تلك التي طالت خيام النازحين في منطقة المواصي، التي يزعم جيش الاحتلال أنها مناطق إنسانية.
حسب إحصائية أولية، استشهد جراء الغارات التي بدأت فجر الأحد وحتى بزوغ شمس النهار على جنوب القطاع 50 مواطنا، بينهم أطفال ونساء كثر
وحسب إحصائية أولية، استشهد جراء تلك الغارات التي بدأت فجر الأحد وحتى بزوغ شمس النهار 50 مواطنا، بينهم أطفال ونساء كثر، حيث أدت الغارات إلى احتراق الخيام ومن بداخلها.
مجازر حرق الخيام
وقال ممرض كان ضمن الطاقم المناوب في أحد المشافي ليل السبت وحتى صبيحة الأحد “الوضع كان خطيرا جدا، والشهداء والاصابات وصلوا كلهم في وقت واحد تقريبا”، لافتا في حديثه إلى أن الغارات الأخيرة على مدينة خان يونس والتي بدأت منذ نهاية الأسبوع الماضي تعيد للأذهان ما كان عليه الوضع في بدايات الحرب على غزة، مؤكدا أن الطواقم الطبية لا تملك الإمكانيات لا الدوائية ولا البشرية للتعامل مع هذا العدد الكبير الضحايا في آن واحد، وقد تحدث عن أسر أبيدت بالكامل، وعن أطفال احترقت أجسادهم، وعن مصابين نزفوا حتى فارقوا الحياة، وقال إن صراخ الضحايا من الألم، وعوائل الضحايا من الفقد لم تنقطع طوال ساعات الليل.
وحسب روايات الشهود من المنطقة، فإن الأطفال والعائلات التي قصت جراء تلك الغارات، كانوا لحظة الاستهدافات نياما، فيما قامت قوات الاحتلال بقصف جوي عنيف ومتتالي على تلك المناطق، لتبث الرعب في صفوف النازحين.
وقال عبد القادر ماضي النازح من رفح في منطقة المواصي لـ “القدس العربي”، إن القصف العنيف والمتتالي لم يشهد من قبل، وإن ساعات الظلام حملت خوفا لم يعشه منذ بداية الحرب، وقال “كنا نتوقع تنزل علينا الصواريخ واحنا داخل الخيمة مش قادرين نطلع”، وأضاف “وين بدنا نروح كل المناطق فيها قصف، لافتا إلى أنه كان يشاهد بعد كل غارة كتلة من اللهب تصعد إلى السماء.
الكلمات المفتاحية: الاختلال, اللسرائيلي, غزة, فلسطين, شهداء, انتهاكات احتلال.