• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right بين النكبة والطوفان: نحو وحدة وطنية تعيد الاعتبار للمشروع الوطني

أخبار

بين النكبة والطوفان: نحو وحدة وطنية تعيد الاعتبار للمشروع الوطني

Loay 14 مايو، 2025


Background
share close

بقلم: وسام زغبر

عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

منذ نكبة عام 1948، لم يتوقف الشعب الفلسطيني عن مقاومة محاولات الاقتلاع والطمس والتهجير، محافظًا على هويته الوطنية وحقه في وطنه. وقد شكّلت النكبة لحظة تأسيس لمأساة كبرى ما زالت فصولها مستمرة حتى اليوم، فيما مثّل “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023 محطة كفاحية جديدة، عكست عمق التحديات، لكنها أبرزت أيضًا طاقات شعبنا النضالية المتجددة. وبين النكبة والطوفان، كانت الوحدة الوطنية تارةً مفتاحًا للإنجاز، وتارةً أخرى غيابها سببًا للانتكاس.

لقد أفرزت اللحظة الراهنة تحديات غير مسبوقة، لم تقتصر على الميدان العسكري فحسب، بل امتدت إلى عمق الأزمة السياسية الفلسطينية، ما أعاد طرح السؤال الجوهري: ما المطلوب فلسطينيًا اليوم؟ وكيف نحول هذه اللحظة الثورية إلى منطلق فعلي لبناء مشروع تحرري جامع؟

طوفان الأقصى، رغم ما أثاره من تفاعلات إقليمية ودولية، كشف بوضوح عمق المأزق السياسي الفلسطيني. فاستمرار الانقسام بين حركتي فتح وحماس، والانفصال القائم بين السلطتين في رام الله وغزة، لا يخدم سوى الاحتلال. فكيف يمكن لشعب محتل أن يخوض معركة تحرر في ظل قيادة منقسمة ومرجعيات متضاربة؟

في هذا السياق، تستوقفنا كلمات الشهيد غسان كنفاني: “القضية ليست أبدًا قضية رماد، بل هي قضية الإنسان الذي يجب أن يحترق كي لا يصير الرماد قضية.” هذه الكلمات تصفع واقعنا المؤلم، حيث بات الانقسام نفسه “قضية”، فيما تهمّشت القضية الأصلية: قضية الحرية والعودة. وعليه، فإن إنهاء الانقسام وإعادة توحيد القيادة السياسية باتا ضرورة وطنية عاجلة.

شعبنا يتطلع إلى قيادة وطنية موحّدة، تؤمن بوحدة الأرض والشعب، وترتكز إلى برنامج كفاحي تحرري، لا إلى مشاريع تسوية فاشلة أو تقاسم سلطة تحت الاحتلال. ويكمن المدخل إلى ذلك في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية، تضمن تمثيل الجميع دون إقصاء، وتعيد للمؤسسة الوطنية دورها كممثل شرعي ووحيد لشعبنا في الوطن والشتات.

وكما قال محمود درويش: “علّمني هذا البحر أن أحب الوطن… ولا أثق بالحاكمين.” فالحاكمون، في هذا السياق، ليسوا فقط المحتلين، بل أيضًا من استبدوا بالحكم على حساب الوطن والمصلحة العامة. إن دماء الشهداء وتضحياتهم لم تُقدَّم ليُحكم باسمها الشعب، بل ليُحرَّر هذا الشعب ويُصان حقه في تقرير مصيره.

المقاومة، كما يجسدها شعبنا، ليست حكرًا على فصيل أو جهة، بل فعل وطني جامع. وقد أثبتت غزة، خلال “الطوفان”، أن روح المقاومة ما زالت نابضة، لكنها بحاجة إلى حاضنة سياسية موحّدة، وإلى تنسيق ميداني منظم يحوّل الفعل المقاوم إلى مشروع تحرري متكامل.

ويقول الشاعر سميح القاسم: “أنا لا أحبك يا موت، لكنني لا أخافك.” هذه العبارة تجسد وجدان الفلسطيني، الذي لا يخشى الموت في سبيل كرامته ووطنه، لكنه يطمح إلى حياة حرة في وطن محرر.

لكن، وكما أن الأقوال لا تغني عن الأفعال، فإن المرحلة تتطلب خطوات جريئة لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على أسس صلبة. ومن أبرز هذه الخطوات:

▪️الدعوة إلى حوار وطني شامل دون شروط مسبقة، بمشاركة جميع القوى والفصائل.

▪️تفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، كخطوة نحو تجديد بنيتها التمثيلية.

▪️وقف التنسيق الأمني فورًا، واعتماد استراتيجية مقاومة شاملة في كل الميادين.

▪️تشكيل قيادة ميدانية موحّدة للمقاومة الشعبية في الضفة وغزة والقدس.

▪️التحضير لانتخابات ديمقراطية شاملة، تعيد تجديد الشرعية السياسية والوطنية.

إن استعادة البوصلة الوطنية لا تكون إلا من خلال مقاومة موحّدة وشاملة، وشراكة سياسية حقيقية، ونهج ديمقراطي يُعبّر عن إرادة الشعب. وكما قال إميل حبيبي: “لا أحد يفاوض على ظل الشجرة، بل على الجذور.” وجذورنا ضاربة في عمق الأرض، لا في خرائط التجزئة ولا في سلطات مؤقتة.

فلنُعلِ صوت الوطن فوق كل الانقسامات، ولنمضِ نحو وحدة تُنهي النكبة لا تُديرها. آن أوان الوحدة، لا كشعار، بل كطريق نجاة من نكبة مستمرة.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

ترامب يدعو الشرع للانضمام لاتفاقيات أبراهام مع إسرائيل وترحيل “الإرهابيين الفلسطينيين”

Loay 14 مايو، 2025

قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، إلى التوقيع على اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، وذلك بعد يوم من إعلان الولايات […]

تفاصيل أكثر trending_flat