أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام أنطوني غوتيريش يشعر بالقلق إزاء النتائج التي صدرت اليوم عن 17 وكالة تابعة للأمم المتحدة، والتي تشير إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في غزة يواجه المجاعة، بينما يعاني جميع السكان من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد وخطر المجاعة، وفقًا لما أظهرته أحدث المعلومات من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC).
دوجاريك: تُعاني الرعاية الصحية في غزة من شلل تام، حيث تواجه المستشفيات حوادث إصابات جماعية وسط نقص حاد في الإمدادات والمعدات والدم والكوادر الطبية
وأضاف دوجاريك: “يشعر الأمين العام بالقلق بشكل خاص لأن الغالبية العظمى من الأطفال في غزة يواجهون حرمانًا غذائيًا شديدًا، وقد أكدت ذلك الآن 17 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية”.
وقد سؤال إلى السيد دوجاريك حول نتائج هذا التقرير الذي ذكره في إحاطته اليومية والصادر عن اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي و17 منظمة إنسانية، بشأن سوء التغذية ووصول التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى المستوى الخامس، قائلة: “هل ينتظر الأمين العام حتى يُباد 2.1 مليون فلسطيني تمامًا ليصنّف ذلك كإبادة جماعية؟ لماذا لا يتحدث الآن، والإبادة الجماعية مستمرة ضد شعب بأكمله؟”.
وأجاب المتحدث الرسمي قائلًا: “لقد استمعت كثيرًا من قبل لتصريحاتي. تحدّث الأمين العام مرارًا وتكرارًا عن الوضع في غزة. لدينا زملاؤنا على الأرض، الذين يعيشون جنبًا إلى جنب مع الفلسطينيين الذين يعانون. لقد تحدّثوا، ولكن الأمر لا يقتصر على الكلام فقط، بل إنهم يعملون على الأرض أيضًا، ويحاولون إطعام الناس، ويحاولون إبقاءهم على قيد الحياة في ظل هذه الظروف القاسية. مسألة الإبادة الجماعية، كما تعلمون، هي قضية قانونية بالنسبة لنا، ولا يمكن البتّ فيها إلا من قبل محكمة مختصة، ولكن هذا لا يعني أن الأمين العام لم يكن صريحًا للغاية بشأن الوضع في غزة”.
وفي تقرير الوكالات الإنسانية، بما في ذلك اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، ذكر أن نحو 470,000 شخص في غزة يواجهون جوعًا كارثيًا، وهو ما يُصنّف بالمرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو أعلى مستوى من التصنيف. كما يعاني جميع السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وأشار التقرير إلى أن 71,000 طفل وأكثر من 17,000 أمّ بحاجة إلى علاج عاجل لسوء التغذية الحاد، وهو رقم مقلق.
وأضاف التقرير “بعد أكثر من 70 يومًا من الحظر الشامل الذي فرضته السلطات الإسرائيلية على دخول أي إمدادات إلى غزة، نفدت المخزونات، وأغلقت المخابز ومطابخ المجتمع يوميًا، ويعاني الناس من الجوع. هذه ليست كارثة طبيعية، بل كارثة من صنع الإنسان لا ينبغي للعالم أن يسمح بها. يجب أن يكون هناك سبيل لمعالجة هذه الأزمة بوضوح. كنا واضحين جدًا في هذا الصدد: يجب فتح معبر غزة حتى تصل المساعدات والإمدادات الأساسية الأخرى إلى كل من يحتاجها، أينما كان”.
وتابع “قد خزنت فرقنا الميدانية إمدادات كافية مسبقًا، بما في ذلك أكثر من 116,000 طن متري من المساعدات الغذائية، لتلبية احتياجات الناس على نطاق واسع وبسرعة وكفاءة، كما فعلنا خلال وقف إطلاق النار الذي استمر 42 يومًا في وقت سابق من هذا العام. هذه المخزونات تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر. ولكن لتحقيق ذلك، نحتاج إلى فتح المعابر على الفور واحترام القانون الإنساني الدولي بشكل كامل.”
وأضاف دوجاريك أن زملاءنا في الميدان يؤكدون أن عدد الوجبات الساخنة التي تقدمها مطابخ المجتمع التي لا تزال تعمل في انخفاض سريع. اليوم، تم إعداد وتوزيع حوالي 260,000 وجبة في جميع أنحاء قطاع غزة، وهو أقل من أكثر من 840,000 وجبة يوم الأربعاء الماضي، أي انخفاض بنسبة 70% أو 580,000 وجبة يومية خلال خمسة أيام فقط.
وأشار إلى أن المساعدة الإنسانية لا تقتصر على الغذاء فحسب، بل تشمل أيضًا زيارة الناس في مجتمعاتهم، وتقييم احتياجاتهم، وتحديد الأشخاص المعرضين لخطر التخلف عن الركب، وحشد الدعم في مختلف القطاعات مثل الغذاء، والمياه، والنظافة، والصحة، والتغذية، والتعليم، وغيرها.
وأضاف: “في الوقت نفسه، تُعاني الرعاية الصحية في غزة من شلل تام، حيث تواجه المستشفيات حوادث إصابات جماعية وسط نقص حاد في الإمدادات والمعدات والدم والكوادر الطبية. كما أن الوقود الذي يُشغّل مرافق الرعاية الصحية والمياه يخضع لتقنين، وهو على وشك النفاد.”
الكلمات المفتاحية: دمار, صمت, غزة, فلسطين, دولي, اباده.