تعيش باريس قلقا حقيقيا جراء المعلومات المتداولة حول إسقاط باكستان في حربها ضد الهند ثلاث مقاتلات من نوع رافال التي تعتبر جوهرة السلاح الفرنسي، وهذا سيؤثر على مبيعات هذه المقاتلة في السوق الدولية. وجاء إسقاط هذه الطائرات الفرنسية بفضل المقاتلة الصينية “تشينغدو جيه 10” مما يشكل منعطفا مقلقا للغرب.
وخلال المناوشات الحربية التي وقعت بين الهند وباكستان، أعلنت إسلام أباد إسقاط خمس طائرات مقاتلة من سلاح الجو الهندي. ويتعلق الأمر بسوخوي 30، وميغ 29، ثم ثلاث مقاتلات من نوع رافال الفرنسية. ويشكل الخبر حدثا عسكريا حقيقيا لأنه إذا كانت المقاتلات الروسية قديمة نسبيا، فإن رافال تعتبر أهم عتاد عسكري تمتلكه فرنسا بعد السلاح النووي، والطائرة التي تنافس بها في سوق السلاح الدولي لمنافسة المقاتلات الأمريكية خاصة إف 35، وإف 15 ثم المقاتلة الأوروبية يوروفايتر.
ويوجد حتى الآن تأكيد بإسقاط مقاتلة واحدة من رافال، ولا تنكر فرنسا ذلك، إلا أن الأمر يتعلق بثلاث مقاتلات. ونقلت شبكة الأخبار الأمريكية سي إن إن، عن مسؤول استخباراتي الخميس الماضي، بأنه تم بالفعل إسقاط طائرة واحدة، وتحقق باريس في خبر إسقاط مقاتلتين أخرتين من طراز رافال.
وتعزز فرضية سقوط أكثر من طائرة معطيات متعددة، منها العثور على أجزاء من مقاتلة فرنسية الصنع، والتزام الهند الصمت لاسيما وأن المقاتلات سقطت في أراضيها. وفي معطى آخر، هو التزام الحكومة الفرنسية الصمت وعدم التعليق، وهو الصمت نفسه الذي تنهجه شركة داسو الفرنسية التي تنتج هذه المقاتلة، حيث إن “سي إن إن” لم تنجح في الحصول على أي تصريح رغم سؤالها واستفساراتها المتكررة لمسؤولي الشركة.
المقاتلة الصينية تشينغدو 10
بدوره، يتعامل الإعلام الفرنسي الكلاسيكي بنوع من التحفظ مع الخبر، فبينما ذهبت القناة التلفزيونية الأولى إلى تأكيد صحة خبر سقوط مقاتلة واحدة من رافال وتشكك في فرضية ثلاث مقاتلات. وركزت جريدة لوموند في مقال تحليلي الخميس الماضي، بأن المواجهات مع باكستان، كشفت مدى ضعف الجيش الهندي لاسيما بعد سقوط أول طائرة رافال في سلاحه الجوي.
ويبقى المنعطف هو أن إسقاط الرافال الفرنسية والمقاتلة الروسية جاء بفضل استعمال باكستان مقاتلة تشينغدو جيه 10 الصينية، وهي طائرة متطورة يسميها الغرب بـ”التنين القوي”. وهذه أول مرة تنجح مقاتلة صينية في إسقاط مقاتلة غربية متطورة، مما جعل المحلل يكتب في الموقع العسكري “دفينسا” (الدفاع) خوليو ماييز، أنه إذا تحققت هذه الأخبار فستكون صدمة في المجال العسكري.
وكانت المقارنات العسكرية التي يجريها الخبراء، تضع تشينغدو 10 في مرتبة مقاتلات غربية مثل إف 16 وإف 18 الأمريكيتين، ويوروفايتر الأوروبية، وغربين السويدية، ولكن بعد نجاحها المدهش في إسقاط خمس مقاتلات، ولاسيما رافال الفرنسية وسوخوي 30 الروسية التي تعتبر من أهم المقاتلات في العالم، بدأ يتبين أن هذه المقاتلة الصينية لا تقل عن رافال، بل تتجاوزها وقد تكون في مستوى إف 35 الأمريكية.
وبدأت هذه المواجهة تحمل أخبارا غير سارة لفرنسا، إذ قد تعيد عدد من الدول النظر في صفقات اقتناء رافال، كما ستجعل عددا من الدول تفكر في اقتناء المقاتلة الصينية، لاسيما وأن سعرها يقل بقرابة 50% عن سعر المقاتلات الغربية.
الكلمات المفتاحية: حرب, دولي, باريس.