• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right الفوضى في زمن الإبادة: كيف نحمي ما تبقى من غزة؟

أخبار

الفوضى في زمن الإبادة: كيف نحمي ما تبقى من غزة؟

wesam 2 مايو، 2025


Background
share close

كتب عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين وسام زغبر مقالا بعنوان «الفوضى في زمن الإبادة: كيف نحمي ما تبقى من غزة؟»، وهذا نصه الكامل:

بينما يتعرض قطاع غزة لأبشع أنواع الإبادة الجماعية في تاريخه الحديث، حيث تختلط أنقاض البيوت بدماء المدنيين، تظهر على هامش هذا المشهد الكارثي مظاهر مقلقة من الفوضى والانفلات الأمني، والسطو على المخازن والبركسات التي تُعد من آخر ما تبقى من مقومات الحياة والصمود.

لا شك أن جزءاً من هذه الفوضى يعكس واقعاً مأساوياً يعيشه الناس: فقدان الأمان، الجوع، الفقر، وانهيار الحكومة ومؤسساتها. غير أن التساهل مع هذه الأفعال أو الصمت عنها يُعد خيانة جماعية لروح الصمود التي لطالما ميزت غزة.

إن العبث بالمخازن، أو سرقة المساعدات، أو الاعتداء على الملكيات العامة والخاصة، هو خنجر في خاصرة شعبنا وتضحياته، ويؤدي عملياً إلى خدمة أهداف الاحتلال في تفكيك المجتمع وتدمير بنيته الداخلية.

في ظل غياب الأجهزة الشرطية بسبب القصف والتدمير، تقع المسؤولية على عاتق المجتمع نفسه: القوى السياسية والمجتمعية، لجان الأحياء، وجهاء العائلات، الشباب المتطوعين، وكل من لا يزال صوته مسموعاً واحترامه قائماً. يمكن لهؤلاء أن يشكلوا شبكات حماية شعبية مؤقتة، تحرس المرافق والمخازن، وتمنع التجاوزات، وتقوم بدور الضبط المجتمعي المؤقت، إلى حين عودة المؤسسات إلى العمل.

إن تنظيم توزيع المساعدات بشكل عادل وشفاف، وتوثيق أي انتهاكات بصورة قانونية وأخلاقية، ورفع صوت الإعلام الوطني والمجتمعي ضد هذه الظواهر، هي أدوات نضال لا تقل أهمية عن العمل الإغاثي أو حتى الكفاح المسلح.

علينا أن نواجه الاحتلال ونواجه الفوضى في آنٍ واحد، لأن الانهيار الأخلاقي من الداخل لا يقل تدميراً عن الصواريخ القادمة من الخارج، بل قد يكون أكثر خطورة على المدى البعيد إذا تسلل إلى وعي الأجيال القادمة كأمر واقع أو سلوك مقبول.

إن الحفاظ على ما تبقى من غزة ليس فقط مهمة مقاومة الاحتلال، بل أيضاً مهمة مقاومة التفكك والانحلال الداخلي. ولعل أعظم انتصار يمكن أن نحققه الآن، هو أن نحافظ على روحنا الجمعية نقية، أخلاقية، متماسكة، في وجه محاولة سحقها بكل الوسائل.

غزة ستبقى. والمجتمع الذي يحرس نفسه في زمن المحرقة، هو مجتمع لا يُهزم.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

تقرير| يتامى الأبناء: آباء يدفنون أحلامهم في مقابر غزة

wesam 2 مايو، 2025

خاص إذاعة صوت الوطن – شيماء ناصر الدرة في غزة، التي تعيش على وقع المجازر اليومية، باتت مشاهد تشييع الأطفال والنساء والرجال مشهداً عادياً، لكنه لا يقلّ ألماً وفاجعة في […]

تفاصيل أكثر trending_flat