
العطش يسبق أوانه في غزة
اجتاح العطش قطاع غزة من جديد، وبدأ الناس يتضورون جوعًا وعطشًا، حيث سبق موسم العطش حر الصيف اللاهب الذي ينتظرهم في بقايا خيامهم التي مزقتها عوامل التعرية خلال فصلي الصيف […]
كتب وسام زغبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مقالاً تطرق فيه إلى معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وعذاباتهم في ظل صمت دولي، حيث تحولت تلك السجون إلى مقابر للأحياء.
وقال زغبر «ليس غريباً أن يكون الجحيم على الأرض فلسطينياً، لكنه بات اليوم يحمل وجهاً أكثر ظلمة ووضوحاً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي تجاوزت كل حدود المعقول، وتحولت إلى مسالخ بشرية، تُمارس فيها أعتى أشكال الإذلال والتعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين، ولا سيما من قطاع غزة».
ونوه إلى أن الصور المسربة من داخل سجن النقب ومعسكر «عوفر»، وشهادات المعتقلين التي نقلتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، لا تترك مجالاً للشك: نحن أمام جرائم مكتملة الأركان، تتراوح بين الاغتصاب، والتعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع، وصولاً إلى الإبادة البطيئة.
ولفت زغبر إلى أن ما كشفه المعتقلون من انتهاكات جنسية ممنهجة يضعنا في مواجهة مباشرة مع سؤال الإنسانية قبل أي قانون: كيف يمكن للعالم أن يقف متفرجاً على ممارسات تعيد إلى الأذهان أكثر الحقب دموية في تاريخ البشرية؟ في معسكر «عوفر»، لا يُكتفى باغتصاب المعتقل، بل يُمارَس ذلك أمام رفاقه لإذلاله وكسرهم معاً. تُدخل العصا في جسده مراراً حتى يصل إلى حد الاختناق، وعندما يصرخ، يتحول الألم إلى أداة متعة لجلاده.
وأضاف «وفي النقب، لا تقل المأساة شراسة: استخدام الدلاء لقضاء الحاجة، غياب الماء النظيف، تفشي الجرب، منع الملابس النظيفة، النوم على إسفنجات مقطعة، كل ذلك يختزل معاناة إنسان يُدفن حياً دون قبر. لا دواء، لا نظافة، لا كرامة، بل فقط استمرار في القهر».
وشدد زغبر في مقاله أن «ما يزيد الجريمة إيلاماً أن العالم يرى ويسمع، لكنه لا يتدخل. لا لجان تحقيق، ولا محاكمات، ولا حتى ضغط فعلي على سلطات الاحتلال. ومع مرور 19 شهراً على المجازر المفتوحة بحق غزة، لا شيء تغير. الأسوأ أن الزمن أصبح حليف الجريمة، لا رادعاً لها».
في هذا السياق، يصبح من الضروري إعادة النظر في فاعلية المنظومة الحقوقية الدولية التي لم تعد فقط عاجزة، بل باتت تتواطأ بالصمت. حين يصبح المعتقل الفلسطيني هدفاً مشاعاً للاغتصاب والتجويع والتعذيب، من دون حتى بيان إدانة جاد، فذلك يعني أن «الاستثناء الإسرائيلي» لم يعد استثناءً، بل أصبح القاعدة في عصر الانهيار الأخلاقي.
ربما آن الأوان لطرح السؤال الأعمق: ماذا يعني أن نكون بشراً إذا كانت هذه الجرائم تمر كأنها أخبار طقس؟ ما جدوى القانون الدولي، إن لم يوقف عصاً تُغرس في جسد شاب أعزل فقط لأنه فلسطيني؟
وختم زغبر مقاله قائلاً «صمت العالم لم يعد مجرد تقاعس، بل مشاركة فاعلة في الجريمة».
المصدر: إذاعة صوت الوطن
الكلمات المفتاحية: غزة, الأسرى, سجون الاحتلال, سجن النقب, مقابر, سجن عوفر.
اجتاح العطش قطاع غزة من جديد، وبدأ الناس يتضورون جوعًا وعطشًا، حيث سبق موسم العطش حر الصيف اللاهب الذي ينتظرهم في بقايا خيامهم التي مزقتها عوامل التعرية خلال فصلي الصيف […]
الأربعاء | +30° | +25° | |
الخميس | +31° | +25° | |
الجمعة | +30° | +25° | |
السبت | +29° | +24° | |
الأحد | +29° | +24° | |
الاثنين | +29° | +24° |