في قلب الركام ووسط أطلال المنازل المدمرة في قطاع غزة، تتجسد مأساة المدنيين الذين أُجبروا على البقاء في أماكن تحوّلت إلى حقول موت صامت، بفعل مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة التي خلفها الاحتلال. لم يعد الخطر يقتصر على القصف المباشر، بل أصبح يتربص بالحياة اليومية، يتسلل إلى تفاصيلها، ويهدد كل خطوة يخطوها السكان العائدون إلى مناطقهم المنكوبة.
حقول موت بين أطلال الحياة
تتناثر في أماكن النزوح المؤقتة بقايا القذائف والشظايا الحربية، وتحولت الأحياء السكنية إلى أماكن غير آمنة، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن يُسجّل سقوط ضحايا من المدنيين، خاصة الأطفال، ممن يجهلون خطورة هذه المخلفات ويلعبون بها دون إدراك لعواقبها.
يقول أحد المواطنين المتضررين لإذاعة صوت الوطن:
“العديد من الناس أصيبوا جراء المخلفات، مثل تلك التي نراها هنا، هناك من قطعت أطرافه، خصوصًا الأطفال الذين لا يدركون خطر الأشياء التي يلعبون بها. الطفل، كما هو معروف، عدو نفسه، ولا يمكن السيطرة عليه في مثل هذه الظروف.”
مكان غير آمن وحياة مفروضة
لا يملك المواطنون رفاهية الخيار. النزوح القسري دَفَعهم للبقاء في أماكن محفوفة بالموت، بعد أن سُوّيت منازلهم بالأرض في مناطق مثل السجعية. يقول أحد الأهالي:
“نحن مجبرون على البقاء هنا، بسبب التدمير الذي لحق بمنازلنا. الآن، كل ما نطمح إليه هو أن نوفر لأولادنا ما يأكلونه، ولكننا نعيش في مكان مليء بالخطر، حيث لا يمكننا السماح لأطفالنا باللعب بأمان.”
ويضيف:
“كنا دائمًا نحذر أولادنا من اللعب في هذا المكان، خوفًا من أن تكون المخلفات مفخخة. قد يتفجر بهم أي شيء يلمسونه أو يعبثون به. لقد شاهدنا العديد من الأشخاص يفقدون أطرافهم أو يستشهدون جراء هذه المخلفات. لذلك، نناشد الجميع الحذر، لأن ما نمر به ليس سهلًا.”
خطر دائم في ظل غياب الإمكانيات
في ظل الحصار المستمر على قطاع غزة، وغياب الإمكانيات المتخصصة لتفكيك هذه الذخائر، تتفاقم معاناة السكان، وتصبح العودة للحياة الطبيعية ضربًا من المخاطرة. الأطفال، الذين يفترض أن يعيشوا طفولتهم بأمان، أصبحوا أكثر الفئات تضررًا، وسط تجاهل دولي لحجم الكارثة.
وفي ختام حديثه، قال المواطن:
“وجودنا في هذا المكان ليس خيارًا بل واقع فرضته الحرب والدمار. كل ما نريده هو أن نعيش بسلام وأمان، وأن يدرك العالم حجم الخطر الذي نواجهه يوميًا بسبب مخلفات الحرب المنتشرة حولنا.”
إذاعة صوت الوطن – صوت من قلب غزة، ينقل الحقيقة رغم الركام
نستمر في تغطيتنا الإنسانية، ونعمل لإيصال صوت المدنيين المحاصرين وسط أنقاض الحرب، آملين أن يتحرك الضمير العالمي لحماية من تبقى.
قالت بلدية غزة، إن «نقص المياه في مناطق غرب مدينة غزة يعود لتدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي محطة التحلية وآبار وخزانات المياه». وأوضحت البلدية في بيان صدر عنها أن «مناطق واسعة […]
«الديمقراطية» تدعو حكومة السلطة الفلسطينية لإعادة النظر بالعلاقة مع دولة الإحتلال
هآرتس: ضباط في الجيش يقرون بعدم وجود عمليات لاستعادة المحتجزين في غزة
الأمم المتحدة تحذر: استمرار منع المساعدات الإنسانية له أثر مدمر على سكان غزة
تصريحات سموتريتش تثير موجة غضب بين عائلات الأسرى الإسرائيليين
تقرير خاص – إذاعة صوت الوطن مخلفات الحرب تحاصر المدنيين في غزة: شهادة من قلب الخطر
