• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right تحقيق جديد وأدلة عن إعدام المسعفين في تل السلطان برفح: “قتلوا من مسافة قريبة”

أخبار

تحقيق جديد وأدلة عن إعدام المسعفين في تل السلطان برفح: “قتلوا من مسافة قريبة”

Loay 11 أبريل، 2025


Background
share close

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تحقيقا شارك فيه عدد من مراسيلها، مريام بيرغر ولويزا لافلاك وإيموغين بايبر وحازم بلوشة وهاجر حرب وأبي جيزمان، حاولوا فيه الكشف عن الكيفية التي انتهى فيها مسعفون فلسطينيون في مقبرة جماعية بغزة.

 

وقالت الصحيفة إن إسرائيل تزعم أن إطلاق النار وقتل عمال الطوارئ جاء لأنهم تحركوا “بطريقة مشبوهة”. لكن سجل المسعفين والشهادات ولقطات الفيديو والتسجيلات الصوتية تقدم صورة مثيرة للقلق وسردا آخر. فقد ظل 14 مسعفا فلسطينيا في عداد المفقودين لمدة أسبوع، عندما عثر عليهم أفراد من الأمم المتحدة والدفاع المدني أواخر الشهر الماضي في مقبرة جماعية محفورة في الرمال.

 

وأظهرت مقاطع فيديو أن الجنود الإسرائيليين دفنوهم، بالإضافة إلى حطام سيارات الإسعاف الخاصة بهم، خارج مدينة رفح جنوب غزة حيث تميز مقرهم الأخير بأحد أضواء الطوارئ الحمراء الخاصة بهم.

 

أظهرت مقاطع فيديو أن الجنود الإسرائيليين دفنوهم، بالإضافة إلى حطام سيارات الإسعاف الخاصة بهم، خارج مدينة رفح جنوب غزة

 

إلا أن تحليل صحيفة “واشنطن بوست” لأحداث ذلك اليوم وقبل انبلاج الفجر، استنادا إلى سجلات المراسلات وشهادات الشهود ولقطات الفيديو وصور الأقمار الصناعية وصور القتلى، يتناقض مع الرواية الإسرائيلية الرسمية في جوانب رئيسية.

 

فبينما زعم الجيش الإسرائيلي أن الجنود أطلقوا النار من بعيد، جاء إطلاق النار في البداية من مسافة 150 قدما أو أقل، وفي وقت لاحق، من مسافة حوالي 50 قدما، وذلك حسب تقديرات خبيرين في الأدلة الجنائية الصوتية قاما بتحليل فيديو للأحداث بناء على طلب صحيفة “واشنطن بوست”.

 

وبينما زعم الجيش الإسرائيلي أن السيارة التي أطلق جنوده النار عليها في البداية كانت تابعة لـ “شرطة حماس” تقل “إرهابيين”، تشير سجلات الإرسال التي حصلت عليها الصحيفة والمقابلات إلى أنها كانت سيارة إسعاف أرسلها الهلال الأحمر الفلسطيني قبل وقت قصير من تلقيه نداء طوارئ. وكان على متنها فريق من ثلاثة مسعفين لديهم 55 عاما من العمل مع الجمعية.

 

وتضيف الصحيفة أن سيارات الإسعاف الأخرى والتي تعرضت لاحقا لإطلاق النار كانت تحمل علامات واضحة على أنها تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني الفلسطيني. وكان المسعفون الذين خرجوا من مركباتهم يرتدون في الغالب ملابس فسفورية تميزهم كعمال طوارئ، كما يظهر في الفيديو.

 

وبينما أخبر الجيش الإسرائيلي الصحافيين في البداية أن الجنود أطلقوا النار على المركبات لأن أضواء الطوارئ الحمراء المشعة لم تكن مضاءة، فإن الفيديو يظهر العكس.

 

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن التحقيق يتركز على لواء النخبة غولاني. فقبل أيام من نشر لواء غولاني في جنوب قطاع غزة، أظهر مقطع فيديو بثته القناة 14 الإسرائيلية أحد القادة، المقدم د، وهو يخاطب قواته قائلا لهم: “كل من نواجهه عدو، إذا تم تحديد هوية شخص ما، نطلق النار عليه، ونقضي عليه، ثم نتقدم للأمام. لا تخلطوا الأمر”.

 

وتشير الصحيفة إلى تسلسل اكتشاف المذبحة، ففي مساء يوم 22 آذار/مارس قال سكان حي تل السلطان والمخيم السعودي في رفح إنهم تعرضوا لقصف إسرائيلي كثيف.

 

وقبل أيام قليلة، انتهكت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وسرعان ما أعادت نشر الكثير من القوات البرية إلى القطاع.

 

وقد انطلقت أول سيارة إسعاف من مواقف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خربة العدس، شرقي رفح، حوالي الساعة 3:50 صباح يوم 23 آذار/مارس، استجابةً لقصف منزل في تل السلطان، حسب نبال فرسخ، المتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وانتشل الطاقم ثلاث جثث من ذلك الموقع ونقلت إلى مستشفى ناصر، قبل أن يعود إلى القاعدة حوالي الساعة 4:35 صباحًا. في غضون ذلك، أُرسلت سيارة إسعاف ثانية من المستشفى الميداني البريطاني في شمال رفح للمساعدة في موقع قصف تل السلطان. وبعد فترة وجيزة، اتصلت سيارة الإسعاف الأولى عبر الراديو لتخبر أن الحادث قد انتهى، ولكن لم يكن هناك رد من الثانية. وقالت فرسخ إن مسعفيها، منذر عابد ومصطفى خفاجة وعز الدين شعث لم يعودوا يردون على هواتفهم. وبدأ عمال الطوارئ الفلسطينيون بتوقع الأسوأ. وروى عابد، الناجي الوحيد من سيارة الإسعاف الثانية، لاحقا في مقابلة هاتفية أن سيارته تعرضت لإطلاق نار في طريقها إلى تل السلطان، مما أدى إلى توقفها.

 

وساد الصمت في المقدمة، حيث قال عابد إنه لم يكن يعلم حينها إن كان الراكبين في المقدمة أحياء أم قتلى. وقال عابد، 27 عاما والذي يعمل في الهلال الأحمر منذ عام 2015، إنه نجا بسبب تمدده على أرضية سيارة الإسعاف، حتى فتح جنود إسرائيليون يحملون أسلحة ويرتدون نظارات ليلية باب السيارة.

 

وقال: “جروني من السيارة على الرمال”، واحتجز في حفرة على جانب الطريق بعيدا عن سيارات الإسعاف التي اخترقها الرصاص. وتظهر صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة الساعة 10:48 صباحا من ذلك اليوم حفرة عميقة على الجانب الغربي من الطريق، بداخلها علامات داكنة مشوهة. وشاركت الصحيفة الصور مع عابد، الذي أكد أن هذا هو مكان احتجازه. وقال خبراء صور الأقمار الاصطناعية إن العلامات تشير إلى احتمال وجود أشخاص.

 

تظهر صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة الساعة 10:48 صباحا من ذلك اليوم حفرة عميقة على الجانب الغربي من الطريق، بداخلها علامات داكنة مشوهة

 

وقال عابد إنه جرد من ملابسه وضرب وكانت يداه مقيدتين، وسأله الجنود عن عائلته وما إذا كان قد شارك في هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقال إنه في لحظة ما، ضغط أحد الجنود بخنجر على جلد يده.

 

وفي وصفه للحادث، قال مسؤول عسكري إسرائيلي في إحاطة للصحافيين الأجانب إن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على مركبة تابعة لـ”شرطة حماس”، ما أسفر عن مقتل “إرهابيين” واعتقال أحدهم. ولم يستجب الجيش لطلبات الحصول على مزيد من التفاصيل، بما في ذلك ما إذا كان المعتقل هو عابد، وإذا كان كذلك، فلماذا أُطلق سراحه لاحقا. وفي مقطع فيديو صوره مسعف فلسطيني آخر أُرسل إلى موقع الحادث، وصف عابد وطاقمه بأنهم زملاء في فرق الطوارئ.

 

ولم تشاهد أي مركبات أخرى في المنطقة في ذلك الوقت، وفقا لمراجعة اللقطات المتاحة. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على مزاعم إساءة معاملة السجناء، قائلا إن التحقيق في أحداث 23 آذار/مارس جار.

 

وقالت فرسخ إن سيارة الإسعاف الأولى عادت بسلام إلى مركزها في خربة العدس. وانطلقت مجددا حوالي الساعة 4:50 صباحا مع طاقمها، صلاح معمر ورائد الشريف وأشرف أبو لبدة، لتحديد مكان زملائهم المفقودين. وبعد ثلاث دقائق فقط، اتصل المسعفون ليبلغوا عن عثورهم عليهم، كما قال فرسخ. ورأوا مصابين على الأرض، وكانت هناك حاجة ماسة للدعم، فانطلقت سيارتا إسعاف تابعتان لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني للانضمام إليهم.

 

وسجل رفعت رضوان، وهو مسعف في إحدى هاتين السيارتين، فيديو مدته 19 دقيقة عبر هاتف محمول وثق فيه المحادثات أثناء محاولتهم الاتصال بالسيارة المفقودة. وقد سمع وهو يقول من خلف الكاميرا: “نتصل بهواتفهم، ولا أحد يجيب”. وأجاب مسعف آخر وهو أسعد النصاصرة: “مستحيل، عز الدين عادة يجيب على الهاتف”. ورد رضوان: “كذلك مصطفى ومنذر”.

 

وقال مسؤولو الإغاثة إنه بموجب الإجراءات التي تتبعها المنظمات الإنسانية في غزة، لم تكن طواقم الإسعاف بحاجة إلى التنسيق، لأن المنطقة لا تعتبر منطقة قتال. وبحسب كل من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والجيش الإسرائيلي، وصلت آخر مركبات الطوارئ الفلسطينية إلى موقع إطلاق النار في ذلك الصباح بحلول الساعة السادسة صباحا. ولم يصدر الجيش أمرا رسميا بإخلاء المنطقة، وهو بروتوكوله المعتاد لإعلان منطقة قتال – حتى الساعة 8:31 صباحا.

 

ويظهر مقطع فيديو رضوان الذي صوره على هاتفه المحمول أنه بعد أن أخطأ في البداية موقع سيارة الإسعاف العالقة في الظلام، عادت سيارته أدراجها، برفقة سيارتي الإسعاف الأخريين وعدة سيارات دفاع مدني أُرسلت لدعم مهمة الإنقاذ. وصرخ معمر، وفقا للصوت المسجل: “نحن مكشوفون للإسرائيليين هنا. هيا نتحرك في قافلة”.

 

ويظهر الفيديو أن السيارات كانت تحمل علامات واضحة وأن أضواءها الحمراء المتوهجة واضحة. وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” أول من أشار إلى وجود الفيديو والأضواء المتوهجة. وبينما كانت فرق الإنقاذ تقترب من سيارة الإسعاف العالقة، شاهد المسعفون ضحايا على الأرض، كما يظهر الفيديو.

 

وصرخ رضوان: “إنهم ملقون هناك”. يمكن رؤية العديد من الرجال يرتدون سترات عاكسة يركضون من سياراتهم نحو سيارة الإسعاف. وبعد لحظات، بدأ إطلاق النار وخرج رضوان من السيارة. وسجل الفيديو صرخات استغاثته. وبعد عدة دقائق، هدأ الجو لفترة وأصبح صوته أكثر هدوءا، وبنبرة متوسلة: “سامحيني يما سامحيني”، ظل يردد، و”هذا هو الطريق الذي اخترته، لمساعدة الناس”. ثم استؤنف إطلاق النار. وسمعت صيحات باللغة العبرية لفترة وجيزة.

 

يشير التحليل الصوتي للتسجيل إلى أن تلك الأصوات الإسرائيلية كانت على بعد حوالي 100 قدم من هاتف رضوان المحمول، مما يشير إلى أن القوات كانت تتقدم

 

ويشير التحليل الصوتي للتسجيل إلى أن تلك الأصوات الإسرائيلية كانت على بعد حوالي 100 قدم من هاتف رضوان المحمول، مما يشير إلى أن القوات كانت تتقدم، وفقا لروب ماهر، خبير الأدلة الجنائية الصوتية في جامعة ولاية مونتانا. وكان آخر ما قاله رضوان بذعر قبل انتهاء التسجيل هو أن الجنود “قادمون”. وعثر لاحقا على جثة رضوان في المقبرة الجماعية. وبرر المسؤول العسكري الإسرائيلي إطلاق القوات لنار لاعتقادها بوجود كمين، وأضاف: “لقد أطلقوا النار على هؤلاء الأشخاص من بعيد. لم يكن ذلك من مسافة قريبة. لقد أطلقوا النار من بعيد”.

 

ونقلت الصحيفة عن خبيرين في الأدلة الجنائية الصوتية راجعا الفيديو بناء على طلب “واشنطن بوست” قولهما إنه يمكن سماع أكثر من 100 طلقة نارية من أسلحة نارية متعددة لأكثر من خمس دقائق. وقال ماهر إن تحليله وجد أن مطلق نار واحدا على الأقل كان في البداية على بعد حوالي 150 قدما، حسب نوع الذخيرة. وأضاف أنه في النهاية، جاء إطلاق النار من مسافة حوالي 40 قدما.

 

وقدر ستيفن بيك، خبير الأدلة الجنائية الصوتية الذي عمل مستشارا لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي أي) لأكثر من عقد، أن اثنين على الأقل من مطلقي النار كانا في البداية على بعد حوالي 130 قدما من الهاتف المحمول. وأضاف أنه مع اقتراب نهاية التسجيل الصوتي، بدا أن إطلاق النار يأتي من مسافات تتراوح بين 60 و50 و40 قدما.

 

كما وتظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة الساعة 10:48 صباحا، والتي نشرتها الجزيرة، 20 مركبة عسكرية مدرعة ضمن دائرة نصف قطرها نصف ميل، بما في ذلك دبابة ميركافا وناقلات جنود مدرعة وجرافة كاتربيلر واحدة على الأقل تابعة للجيش الإسرائيلي إلى جانب مركبات هندسية مجنزرة أخرى.

 

 

 

ويتذكر عابد، الذي احتجز في حفرة على جانب الطريق، أنه سمع صوت سيارات الإنقاذ تقترب ثم صوت إطلاق نار. وفي وقت لاحق، نقل نصاصرة، أحد المسعفين الذين كانوا في سيارة إسعاف رضوان، إلى نفس الحفرة، كما يتذكر عابد. وقال إن الرجلين تحدثا لفترة وجيزة. وقال نصاصرة إن رضوان مات، وفقا لعابد. وكذلك أبو لبدة، وزميليه المسعفين محمد الحيلة ومحمد بهلول، اللذين كانا في سيارة الإسعاف الرابعة. إلا أن معمر وزميله رائد الشريف كانا على قيد الحياة، رغم إصابتهما، كما أفاد نصاصرة. وقال عابد: “أخبرني أنه رآهما بأم عينيه”.

 

وقد عثر لاحقا على جثتي معمر والشريف في المقبرة الجماعية. وقال عابد إن الجنود أطلقوا سراحه بعد ساعات من اعتقاله. ولا يزال نصاصرة مفقودا. وقد وثق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عمليات استخراج الجثث في 30 آذار/مارس. وكانت الجثث متحللة جزئيا ومغطاة بالرمال. وعثر على عامل فلسطيني في الأمم المتحدة ضمن القتلى، ولم تتضح ملابسات وفاته.

 

وقال جوناثان ويتال، الممثل الرئيسي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، بالفيديو: “ننبش قبورهم بزيهم الطبي وقفازاتهم. لقد كانوا هنا لإنقاذ الأرواح، لكنهم انتهوا في مقبرة جماعية”.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

الحوثيون يعلنون استهداف الحاملة الأمريكية “ترومان” تزامنا مع مسيرات حاشدة دعما لغزة

Loay 11 أبريل، 2025

استأنفت حركة “أنصار الله” (الحوثيون)، اليوم الجمعة، مظاهراتها الأسبوعية المناصرة لغزة، بالتزامن مع إعلانها تنفيذ عملية عسكرية جديدة استهدفت “القطع الحربية المعادية” في شمالي البحر الأحمر، وعلى رأسها حاملة الطائرات […]

تفاصيل أكثر trending_flat