• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right احتمالات تصاعد احتجاجات الشارع الإسرائيلي وتأثيرها على الصفقة العالقة

أخبار

احتمالات تصاعد احتجاجات الشارع الإسرائيلي وتأثيرها على الصفقة العالقة

Loay 24 مارس، 2025


Background
share close

هل تتصاعد الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي نتيجة خلافات داخلية، بعد شهور من التظاهر المحدود والخجول رغم معاودة الحرب على غزة وتهديد مصير بقية المحتجزين؟ وهل يندرج العدوان الجديد ضمن الضغط على “حماس”، أم هو تمهيد لبدء حرب ثانية على قطاع غزة طمعًا بـ “النصر المطلق” المفقود، رغم المذابح والتدمير المتوحش، وربما بتحقيق أطماع التهجير؟

 

تشهد هذه الاحتجاجات يقظة في الأيام الأخيرة، نتيجة اجتماع محفزات جديدة مع المحفّز القائم منذ شهور، المتمثّل بخوف أوساط إسرائيلية واسعة على مصائر المحتجزين في غزة، وأهمها استشراء الفساد والاستبداد وازدياد عدد المراقبين ممن يحذّرون من كونها حربًا عبثية بلا خطة، وبلا طائل، ستقتل مدنيين فلسطينيين ومخطوفين إسرائيليين، ولن تعيدهم أحياء، وربما تورّط إسرائيل باستنزاف طويل مجددًا.

 

استخفاف وزراء كثر بالمستشارة القضائية للحكومة بلغ حد السخرية، كقول كارعي إنها تشبه “مضيفة طيران تحاول السيطرة على مقود الطائرة من الطيّار”

 

لكن هذه اليقظة ربما تنتكس، فهي رهن مؤثرات وأمزجة متقلّبة، لا سيّما أن الإسرائيليين تعبون من الحرب، ومن قبلها من احتجاجات يومية شهدها العام 2023 ضد “الانقلاب القضائي”، علاوة على أن أوساطًا منهم لا تستفزها إقالة رئيس “الشاباك” رونين بار لكونه أحد المسؤولين الكبار بنظرهم عن فشل وعار السابع من أكتوبر.

 

لكن تصريحات عدد غير قليل من الوزراء بعدم الانصياع للقانون، لحكم المحكمة العليا، يصبّ الزيت على الاحتجاج، يقلق الإسرائيليين ويدفعهم للخروج من لامبالاتهم للشارع، رغم الإرهاق، وربما اليأس من التغيير، ورغم البرد.

 

هذا ما يشير له اليوم المحلل السياسي في القناة 13 العبرية رافيف دروكر، في مقال تنشره صحيفة “هآرتس” بعنوان “شكرًا كارعي”، يقول فيه إن وزير الاتصالات شلومو كارعي، وغيره من الوزراء أصحاب التصريحات المنفلتة يؤكّدون بطرق مختلفة عدم احترامهم لقرار المحكمة العليا.

 

والحديث يدور عن قرار مستقبلي للمحكمة العليا، ردًا على استئنافات قُدّمت وستقدّم لمنع إقالة رئيس الشاباك والمستشارة القضائية للحكومة، التي أُقيلت أمس بالإجماع، وسط استخفاف وزراء كثر بها بلغ حد السخرية، كقول كارعي إنها تشبه “مضيفة طيران تحاول السيطرة على مقود الطائرة من الطيّار”.

 

مزاج الشارع

ومنذ الكشف عن نية الحكومة طرد بار من منصبه، تتزايد المظاهرات عددًا وحدّة في لهجتها ضد حكومة الاحتلال، ومن غير المستبعد أن تتصاعد أكثر في ظل إعلان جهات وأوساط هامة عن انضمامها للاحتجاج، منها نقابة العمال العامة (الهستدروت)، شركات كبرى، الجامعات ومكاتب محامين كبيرة، وغيرها.

 

لكن بلوغ هذه الاحتجاجات للذروة الكافية لفرملة نتنياهو يحتاج المزيد من التنظيم والمشاركة والأخطاء من قبل حكومة نتنياهو، إضافة للنفس الطويل، فالقضايا الداخلية تتفاعل ضمن مسيرة نهايتها ليست وشيكة، وتحتاج لصبر وتصميم.

 

وفي حالة اتساع الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي، هل تؤثّر على استمرارية العدوان على غزة، وعلى مستقبل الصفقة العالقة؟ ربما يؤدي تصاعد الاحتجاج على فضائح الفساد والاستبداد لزيادة مناهضة الحرب على غزة، كونها تقتل المحتجزين المتبقّين في غزة، خاصة أن هذه الفضائح تنتج علامات سؤال وتشكيك لدى أوساط إسرائيلية حول صحة قرارات وأولويات نتنياهو، وكذلك حول مدى نظافتها من اعتبارات غريبة.

 

من الممكن أن يغذّي الغضب على فضائح الفساد والاستبداد الاحتجاجات على استئناف القصف، أو شن حرب ثانية على غزة، لأن الغضب يتراكم، والقضايا متشابكة تتّصل ببعضها البعض، ومن غير الممكن فصل الاحتجاج على الفساد عن الاحتجاج على العودة لحرب يعتقد كثيرون من الإسرائيليين أن دوافعها غريبة وبلا خطة.. إلخ.

 

في هذه الاحتجاجات يسعى قادتها للفوز في معركة على الوعي، وعي الإسرائيليين ووعي الإدارة الأمريكية التي تراقب وتنتبه إلى أن نتنياهو يسير بعكس رغبة مواطنيه، كما قال ستيف ويتكوف في تصريحاته، أول أمس.

 

المفتاح في البيت الأبيض

لكن الاحتجاجات الكبرى التي يخشاها نتنياهو، كما تدلل تجارب الماضي، ليست مضمونة بسبب حالة الإرهاق في الشارع وتنازع المعارضة وأخطائها وخلوّها من شخصيات كاريزماتية، إضافة لمساعي نتنياهو الدائمة والخبيثة لتبريدها وتخديرها، بما في ذلك تشجيع مسؤولين أمريكيين للقول إن “حماس” هي من يعطّل الصفقة، مثلًا.

 

مستقبل الاحتجاجات رهن مزاج شعبي قابل للتغيّر نتيجة التأثّر بعوامل شتى قديمة ومستجدة، داخلية وخارجية، وهي وحدها ربما لا تكفي لفرملة الحكومة ووقف الحرب والعودة للاتفاق، فمفتاح الأزمة الخارجية مقابل غزة موجود لحد بعيد داخل البيت الأبيض، الذي يعطي حاليًا ضوءًا أخضر للاحتلال للضغط على “حماس” بالنار.

 

بيد أن نتنياهو يخطط لما يتعدى الضغط على “حماس” وهو يقوم بهذا القصف العشوائي الحالي الذي يطال مستشفيات ومدنيين يمهّد لشن حرب ثانية، كما يعتقد بعض المراقبين في إسرائيل، أمثال عاموس هارئيل، المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”.

 

الخط الأحمر

في مقال بعنوان “الخط الأحمر”، يكشف هارئيل أنه في ظل توسيع العمليات العسكرية، وتحويل فكرة الترانسفير لخطط عملية، فإن مصر تخشى من إمكانية إقدام إسرائيل على فتح معبر حدودي لدفع الغزيين لدخول سيناء وفرض الحقائق على الأرض. منوهًا إلى أن مصر ستقف عندئذ أمام خيارين: استيعاب مئات آلاف اللاجئين تحت الضغط، أو إشهار قوة عسكرية تمنع دخولهم.

 

ويتابع: “في الحالتين هناك تبعات كارثية لذلك على علاقات مصر وإسرائيل. من أجل منع ذلك على ترامب أن يكون واضحًا وصارمًا أكثر والقول إن هجرة من أي نوع، وليس فقط بالقوة، ليست خطة عمل، وليست مسارًا للحل”.

 

في سياق الحديث عن نوايا نتنياهو، بين الضغط على “حماس”، أو الاستعداد لحرب ثانية، يتفق مع هارئيل رئيس قسم الشؤون الفلسطينية في جامعة تل أبيب الدكتور ميخائيل ميليشتاين، الذي يقول، في مقال تنشره “يديعوت أحرونوت” اليوم تحت عنوان “حرب الضلال الثانية”، إنه فيما ينشغل الإسرائيليون بإقالة بار وبهراف ميارا فإنه يستصعب توجيه الأسئلة حول جدوى الحرب: هل الهدف تحرير المخطوفين أم احتلال غزة وسط تضحية بهم؟

 

وعن ذلك يجيب بنفسه إنه عندما تهبط احتمالات التطبيع مع السعودية فإنه من الواجب الحديث عن ثمن احتلال غزة. ويضيف: “في المدى البعيد على إسرائيل مستقبلًا السيطرة على القطاع حتى ينمو فيه بديل محلي لحماس، لكن ليس الآن عندما يكون الهدف المركزي هو تحرير المخطوفين”.

 

اتفاق خلال شهرين

مقابل التقديرات والتحذيرات من نوايا نتنياهو ومخططاته لاحتلال القطاع وإقامة حكم عسكري، وربما تهجير الغزيين لسيناء، يرجّح الجنرال في الاحتياط العازر ماروم (قائد سلاح البحرية سابقًا) قيام الإدارة الأمريكية بفرض تسوية على الأطراف في غضون شهرين.

 

جنرال إسرائيلي: ربما يأتي ترامب ويقول هذا أفضل ما يمكن التوصّل له ويفرض حلًا يوقف الحرب

 

في حديث لإذاعة جيش الاحتلال، قال ماروم، اليوم، إن تسمين الاستيطان في الضفة الغربية يتصاعد تحت الرادار، وتحت غطاء السجالات الداخلية، ولذا سموتريتش وبن غفير سيقبلان اتفاقًا جديدًا ينهي الحرب، ولن يغادرا الائتلاف”.

 

وردًا على سؤال، قال ماروم إن “حماس” توافق على عدم البقاء في السلطة في القطاع، وموضوع نزع السلاح سيخضع للتفاوض كمواضيع أخرى.

 

ويتابع: “ربما يأتي ترامب ويقول هذا أفضل ما يمكن التوصّل له، ويفرض حلًا يوقف الحرب مع صفقة تشمل إعادة الإعمار والسعودية، وسيكون من الصعب على إسرائيل القول “لا”، وستعلن من طرفها عن “النصر المطلق”، وحماس ستعلن من طرفها عن الانتصار”.

 

ويعلل ذلك بسماعه تصريحات ويتكوف، في اليومين الأخيرين، ويضيف: “ويتكوف يفهم ما الذي يجري في المنطقة ويريد مفاوضات، وهناك خطر بتدهور الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة استمرار الحرب، وهذا ما يفهمه نتنياهو، الذي لا يستطيع التفاوض على المرحلة الثانية نتيجة ضغوط مكوّنات متطرّفة في ائتلافه، ولذا أرجح أن يدفع نتنياهو الإدارة الأمريكية للضغط عليه كي يقول لشركائه المتشددين “هذه هي إرادة واشنطن” ويتقدّم”.

 

ويستبعد ماروم شن حرب ثانية على القطاع، ويعلل ذلك بالقول: “من أجل اجتياح بري واسع نحتاج لقوات كبيرة، ولإجماع إسرائيلي، خاصة أن الجيش متعب ومستنزف”.

 

ويرجح ماروم أن تتوصّل الأطراف لاتفاق بين إسرائيل و”حماس” خلال شهرين، منوّهًا أن ويتكوف قال ذلك بشكل أو بآخر في حديث مع “فوكس نيوز” أمس. ويخلص للقول: “ينبغي الإصغاء لويتكوف الذي يقول إن العمليات العسكرية الحالية الآن تساعد في الوصول لاتفاق”.

 

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

في تسجيل سري.. سفير إسرائيل في النمسا يقترح إعدام الأطفال الفلسطينيين

Loay 24 مارس، 2025

نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريراً أعدته إيليس جيوفاري، قالت فيه إن المبعوث الإسرائيلي للنمسا اقترح قتل القاصرين الفلسطينيين في غزة، الذين زعم أنهم يحملون البنادق والقنابل، وهدد بتدمير جهود […]

تفاصيل أكثر trending_flat