قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته في القمة العربية الطارئة، إن بلاده عملت على بلورة خطة شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانه.
وأكد ضرورة إعلان الرفض القاطع للاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
وحذر من مغبة استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، مشددا على أن القدس ليست مجرد مدينة بل رمز للهوية والقضية العربية، ومؤكدا ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967، وإطلاق مسار سياسي يفضي لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وأكد السيسي أن مصر لن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني الذي ضرب مثالا في التمسك بالأرض.
وقال إن بلاده تمسكت بخيار السلام منذ 5 عقود، لكنها لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل.
وأكد أن الخطة “تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في إعادة بناء وطنه وبقائه على أرضه”، مشددا على أن مصر “لن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني”.
وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس المصري عن عقد مؤتمر دولي لإعمار غزة في أبريل/ نيسان المقبل.
وأشار إلى أن مصر عملت مع الأشقاء في فلسطين على تشكيل لجنة إدارية من المهنيين والتكنوقراط المستقلين الفلسطينيين توكل إليها إدارة غزة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن هذه اللجنة ستكون مسؤولة عن الإشراف على شؤون الإغاثة وإدارة شؤون القطاع لفترة مؤقتة، تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى هناك.
ولفت السيسي إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة “سعت بقوة السلاح لتفريغ القطاع من سكانه”، وخلفت “وصمة عار في تاريخ البشرية عنوانها انعدام الإنسانية”.
وأعرب عن أمله بأن تتواصل جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستمرار وقف إطلاق النار بغزة.
ترحيب فلسطيني
رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، بالخطة المصرية، ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دعم الخطة التي لا تتضمن تهجير سكان القطاع.
قال عباس إنه قرر إصدار عفو عاما عن جميع المفصولين من حركة فتح و”استحداث منصب وتعيين نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين
وفي حديثه أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية غير العادية في القاهرة قال عباس “نود التأكيد بأننا على أتم الجاهزية لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال العام المقبل حال توفرت الظروف الملائمة لذلك، في غزة والضفة والقدس الشرقية، كما جرت في الانتخابات السابقة جميعها، وندعو الجميع لتهيئة الظروف لذلك”
وشدد على أن السلطة الفلسطينية هي الحاكم الشرعي والقوة العسكرية الوحيدة في الأراضي الفلسطينية.
كما قال عباس إنه قرر إصدار عفو عاما عن جميع المفصولين من حركة فتح و”استحداث منصب وتعيين نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين”.
ملك الأردن يجدد رفض التهجير
بدوره، جدد ملك الأردن عبد الله الثاني رفضه تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وحذر من تداعيات التصعيد الإسرائيلي المتواصل بالضفة الغربية المحتلة.
وقال الملك عبد الله: “اليوم علينا التأكيد على أربعة محاور رئيسية”.
وحدد هذه المحاور في: “رفضنا التام للتهجير، والتأكيد على دعم خطة واضحة لإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني، بحيث يتم عرضها على الشركاء الفاعلين لكسب الدعم الدولي لها”.
وفي المحور الثاني دعا الملك إلى “دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية في الإصلاح، بما يخدم مصلحة الأشقاء الفلسطينيين، وإعداد تصور واضح وقابل للتنفيذ حول إدارة غزة وربطها بالضفة الغربية لتوفير جميع الخدمات الأساسية وتحقيق الأمن المطلوب”.
وطالب في المحور الثالث بـ”وقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية، خاصة في شهر رمضان المبارك، لمنع محاولات تفجير الأوضاع من المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية”.
وأكد ملك الأردن في المحور الرابع على أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية، ويوفر أفقا سياسيا شاملا لتثبيت الاستقرار في المنطقة وتجنيب شعوبها المزيد من الصراعات”.
كما شدد على “أهمية الاستمرار في وقف إطلاق النار في غزة، وضمان تنفيذ جميع مراحله”.
وأردف الملك عبد الله: “ونشدد على رفضنا للقرار الإسرائيلي بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، الذي يخالف القانون الدولي”.
وختم الملك بقوله: “سيستمر الأردن ببذل كل الجهود لدعم صمود أشقائنا الفلسطينيين، وتوفير المساعدات إلى غزة، ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والعمل لمستقبل من الاستقرار والازدهار للمنطقة”.
من ناحيته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته بالقمة، أن منطق تهجير الشعب الفلسطيني “مرفوض” ولن يؤدي إلى سلام.
وقال أبو الغيط إن “منطق تهجير الشعب الفلسطيني أمر مرفوض، ولن يؤدي إلى تحقيق السلام”.
واعتبر أن “قمة اليوم حدث هام في تاريخ القضية الفلسطينية”.
وشدد على أنه “لا يصح أن يتعرض الشعب الفلسطيني للظلم من جديد”.
وأكد أن “الإبقاء على نظام الاحتلال (الإسرائيلي) لن يجلب سوى استقرار هش ووقتي”.
وأثار غياب الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي عن القمة شكوكا حول ما تردد من خلافات بين القاهرة والرياض حول مستقبل حركة حماس وسلاح المقاومة.
وكانت مصادر مطلعة أكدت لـ”القدس العربي” أن الخلافات بين القاهرة والرياض كانت السبب في تأجيل القمة عدة أيام.
ويستغرق تنفيذ الخطة التي اقترحتها مصر 3 سنوات، وتشمل تنفيذ برنامج للتعافي وإعادة الإعمار بشكل متواز.
تتضمن الخطة تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة تحت مظلة السلطة الفلسطينية لمدة 6 أشهر لإدارة قطاع غزة والإشراف على إعادة الإعمار
وتتضمن الخطة تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة تحت مظلة السلطة الفلسطينية لمدة 6 أشهر لإدارة قطاع غزة والإشراف على إعادة الإعمار، على أن تتولى مصر والأردن تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في قطاع غزة.
وتشمل الخطة إنشاء منطقة عازلة بعد إزالة الأنقاض، وبناء 20 منطقة إسكان مؤقت بمشاركة شركات مصرية وأجنبية، كما تضمنت المضي قدما نحو حل الدولتين كجزء من الحل السياسي.
وحملت الخطة إدانة لقتل واستهداف المدنيين ومستوى العنف غير المسبوق والمعاناة الإنسانية التي خلقتها الحرب على غزة.
ودعت الخطة المجتمع الدولي من منطلق إنساني قبل كل شيء لمعالجة الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب، ومراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وبقائه على أرضه دون تهجير.
وأكدت أن تنفيذ إعادة الإعمار يتطلب ترتيبات للحكم الانتقالي وتوفير الأمن بما يحافظ على آفاق حل الدولتين، وضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كما دعت المجتمع الدولي لإيلاء اهتمامه لدعم جهود مصر وقطر والولايات المتحدة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وحذرت من آثار انهيار وقف إطلاق النار وإعاقة الجهد الإنساني وعملية إعادة الإعمار.
وأكدت على أهمية العمل على مقترح تدريجي يراعي الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، وضرورة مراعاة حق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته المشروعة بإقامة دولته متصلة الأراضي بقطاع غزة والضفة، وعلى ضرورة التعاطي مع القطاع بأسلوب سياسي وقانوني يتسق مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، وهناك أهمية لاستمرار جهود السلطة الفلسطينية لاتخاذ مزيد من الخطوات لتطوير عمل المؤسسات والأجهزة الفلسطينية.
وتناولت الخطة دراسة مجلس الأمن فكرة التواجد الدولي بالأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وغزة، وإصدار قرار بنشر قوات حماية حفظ سلام دولية بالأراضي الفلسطينية في سياق متكامل لإقامة الدولة الفلسطينية.
(وكالات)
الكلمات المفتاحية: #مصر #القمة العربية #القاهرة #فلسطين #الخارجية المصرية #تشاور.