![](https://wtnfm.com/wp-content/uploads/2025/02/thumbs_b_c_646639a4ba4e390614f81f814e0ad40e-780x470-1-370x370.jpg)
رفض واسع لقرار تحويل مخصصات الأسرى والشهداء ومطالبات بسحبه فورًا
قال قدورة فارس رئيس هيئة الاسرى والمحررين في مؤتمر صحفي عقد في مقر هيئة شؤون الاسرى بحضور شخصيات حقوقية و وطنية تعنى بشؤون الاسرى الفلسطينين ان كافة المؤسسات ترفض مرسوم […]
خاص إذاعة صوت الوطن/ أنسام القطاع
«كنت بدّي أضل مع أهلي لسة ما شبعت منهم، لهيك ما رضيت أسافر على مصر وأكمل دراستي في الطب اللي طول عمري بحلم فيه».
بهذه الكلمات عبّرت الشابة ميران غزال (18 عامًا) عن شوقها لوالديها الذين استشهدا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتركاها وحدها تعيل إخوتها الثلاثة وهي في هذا السن الصغير!
فمع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يوم 7 أكتوبر 2023، اختار أبي البقاء في مدينة غزة حين أجبر الاحتلال الفلسطينيين من شمال قطاع غزة على النزوح إلى جنوبه، أما ميران فقد عاشت ويلات الحرب وكأنها تودّع والديها.
رحلة نزوح قسرية: من حي التفاح إلى دير البلح والعودة إلى المجهول
داخل بيتها في حي التفاح شرق مدينة غزة، تعمل على رعاية أشقائها الثلاثة، تقول ميران: «من أول ما بدت الحرب تغيّرت تمامًا»، كان والدا ميران ممن يخافون بشكل كبير، ولكن خلال الحرب حاولوا إخفاء خوفهم.
تتابع :«إمي كانت تلبس ملابس الصلاة وكنا جاهزين للنزوح في أي لحظة، كنت بشوف بابا مش خايف فكنت مش خايفة لدرجة قالوا عني أن أعصابي باردة».
اشتدّ القصف على مدينة غزة، وحي التفاح الذي تسكنه عائلة ميران، استشهد الكثير من أقاربهم وجيرانهم نتيجة قصف البيوت على رؤوس ساكنيها، تكمل: «كنا خايفين يصير معنا نفس الشي ويدمروا البيت فوق روسنا فقررنا النزوح لدير البلح لأن المنطقة الوسطى حسب ادعاء الاحتلال آمنة».
بتاريخ 2 نوفمبر 2023، نزحت عائلة ميران إلى دير البلح وسط قطاع غزة، ومكثوا في بيت أناس لا يعرفونهم، وبعد 10 أيام عادوا إلى غزة قبل إغلاق الطريق الواصلة بين جنوب قطاع غزة وشماله، لكن العودة لم تكن لبيتهم، فالأوضاع في حي التفاح كانت شديدة التعقيد، لذا اضطروا للنزوح مرات عدّة داخل مدينة غزة متنقلين من مكان إلى آخر حتى نهاية نوفمبر، وعادوا إلى بيتهم.
تتابع: «مكثنا في البيت حتى 10 ديسمبر 2023، حين ألقى جيش الاحتلال مناشير على الحي تطالبنا بالاخلاء لأنه سيتم اجتياحه، أسرعنا نحزم أمتعتنا واتجهنا غربًا نحو بيت أحد أقاربنا قرب مستشفى الشفاء».
رصاص القناصة يسرق الوالدين أمام أعين الأبناء
تواصل ميران: «عند اقترابنا من الوصول لبيت أقاربنا، استغربنا أن الشوارع خالية تمامًا من البشر، فجأة اقترب منا شابان ركضًا وحذرونا من وجود قناصة في المكان، فأسرع خالي يستدير بسيارته لمغادرة الشارع وقبل أن يكمل استدارته تهشّم زجاجها».
اعتقدت ميران أن الضربة أصابت شيء بجوار سيارتهم، وحين استدارت وجدت أمها مغطّاة بالدماء، تكمل: «فكّرت إمي مجروحة ناديت عليها وصرت أهزّ فيها بسّ ما ردّت عليا».
تواصل: «أصبت بالرعب في تلك اللحظة، أنزلوني من السيارة ولكن بقيت متخشّبة في مكاني رغم علمي بوجود قناص في الجهة المقابلة لكنني لم أتحرّك من مكاني».
«بابا رفع السبابة وصار يتشاهد».. اللحظات الأخيرة للأب الشهيد
أنزل خالها والدها من السيارة ولم يكن هناك آثار دماء عليه، فظّنت إنه فاقد الوعي، صرخت ابنة خالها: «مش بتعرفي تعملي تنفس صناعي يلا بسرعة»، هنا جثت ميران على ركبتيها فوق أبيها وأخذت بكل قوةٍ تجري عملية تنفس صناعي، وهنا اقترب منه خالها وطلب منه النطق بالشهادتين.
تكمل: «بابا رفع السبابة وصار يتشاهد وبعد لحظات استشهد هو كمان ولحق إمي»، وهنا فهمت ميران أن إصابة أبيها كانت في ظهره وأن الملابس الشتوية التي يرتديها امتصت الدماء.
بين الأمل واليأس: ميران تصارع الحقيقة الموجعة
لم يستطع أي إسعاف الوصول إلى المكان، لذا بحث خالها عن كارة تجرها الدواب لنقل أمها وأبيها إلى مستشفى الشفاء، تعقّب :«لسة كان بداخلي شوية أمل يكون بابا وماما عايشين، لكن ظهر خالي من بعيد وهو غرقان دموع وفهمت أنهم استشهدوا».
مكثت ميران في حي الرمال ثلاثة شهور ونصف قبل أن تعود إلى بيتها في حي التفاح شرق مدينة غزة، لتجد نفسها مسؤولة عن ثلاثة أطفال رغم صغر سنّها.
من الحياة الجامعية إلى رعاية الأسرة: ميران تواجه واقعًا جديدًا
تكمل: «كان البيت ما يزال قائمًا إلا أن الزجاج كان مهشماً والأبواب مكسرة والشظايا والركام يملؤون المكان».
قبل عودتها إلى بيتها لم تكن تعرف ميران شيئًا عن الطهي، ولكن فجأة وجدت نفسها وحدها مجبرة على رعاية ثلاثة صغار، أصبحت تطبخ وتصنع الخبز، وتقوم بكل الأعمال المنزلية التي لم تعتدها بعد، فهي أنهت الثانوية العامة قبل شهرين من الحرب، وأمضت هذه المدة في جولة بالجامعات تحتار أي تخصص سوف تختار.
تكمل: «كنت منشغلة في شراء ملابس الجامعة والقرطاسية، وأمضيت شهران أجهز للمرحلة الجديدة، اخترت تخصص الصيدلة، وبدأت الفصل الدراسي الأول، كنت في قمة السعادة لم يمضِ سوى أسبوعين حتى اشتعلت الحرب وها أنا منغمسة في الحزن على والدي وأعمال المنزل».
جرائم الاحتلال مستمرة: استهداف المدنيين وانتهاك القوانين الدولية
لحسن الحظ كما تصف ميران، استطاعت جامعتها تطبيق الدراسة عن طريق الانترنت، ومنذ بداية مايو، استيقظت مبكرًا لتنجز أعمال المنزل، وفي الليل بدأت الدراسة.
ويخالف ما تعرّضت له عائلة ميران بنود اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، والتي تحظر في مادتها الثالثة الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله، كما تخالف بنود قرار مجلس الأمن (1325) بشأن المرأة والسلام والذي يطالب باتخاذ تدابير خاصة لحماية النساء والفتيات وقت النزاع المسلح.
«ما في مكان آمن بغزة».. شهادة الطفلة سما عن يوم اليُتم القاسي
شقيقتها سما (13 عامًا) كانت تحاول إشغال وقتها بمراجعة بعض الكتب المدرسية التي هجرتها عنوة بسبب الحرب، تقول: «كنا قبل الحرب عايشين حياة عادية بنروح على المدرسة ونتفسح، حياتي كانت حلوة وبسيطة».
منذ اللحظة الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، سيطر الرعب على سما التي أجبرت على النزوح عدّة مرات من بيتها، لكن اليوم الأسوأ في حياتها كان حين استشهد والداها.
تقول: «يوم الاثنين 11 ديسمبر 2023، أسوأ يوم في حياتي لما استشهد بابا وماما قدام عينيا وصرت يتيمة، كنا بالسيارة كلنا 8 أشخاص أنا وأختي ميران وإخوتي محمد وأحمد ومعنا خالي وابنته، كنا بندوّر على مكان آمن، لكن غزة ما فيها ولا مكان آمن».
تتابع سما: «كان بابا قاعد في الكرسي اللي قدامي وأمي جنبي واخي محمد في حضنها، جاءت القذيفة وتناثرت شظاياها وأصابت ماما وبابا ومحمد وخالي».
محمد غزال: طفل فقد حضن أمه ولم يعد يجد الأمان
يقول الطفل الأصغر محمد غزال ( 10 أعوام) : جاء العدوان ودمر كل شيء في حياتنا، المدارس أصبح بها نازحين والمساجد والبيوت تم قصفها، أصبحنا لا نعرف وين نروح وشو نعمل، كانت حياتنا حلوة بس لما صار العدوان بطلنا عارفين نعيش، وكل الأماكن إلي بحبها انقصفت».
كان الطفل محمد يخاف كثيرًا من القصف ويصم أذنيه عند سماع أية ضربة، ولكن في كل مرة يشعر بالخوف كان يركض إلى حضن والدته، ليطمئن قلبه.
يواصل: «بعد ما استشهدت ماما صرت أخاف أكثر، بطل في حضن يواسيني ويخفف من خوفي، أمي وأبوي ماتوا بنفس اللحظة».
عند الحادثة كان يجلس محمد في حضن أمه التي استشهدت في اللحظات الأولى من الاستهداف، لكن شاء القدر أن يُصاب محمد في وجهه الجميل وأن تحميه والدته من الموت من خلال احتضانه.
المصدر: إذاعة صوت الوطن
قال قدورة فارس رئيس هيئة الاسرى والمحررين في مؤتمر صحفي عقد في مقر هيئة شؤون الاسرى بحضور شخصيات حقوقية و وطنية تعنى بشؤون الاسرى الفلسطينين ان كافة المؤسسات ترفض مرسوم […]
الأربعاء | +30° | +25° | |
الخميس | +31° | +25° | |
الجمعة | +30° | +25° | |
السبت | +29° | +24° | |
الأحد | +29° | +24° | |
الاثنين | +29° | +24° |