قالت صحيفة بوليتيكو إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة بمثابة تطهير عرقي وتحمل عواقب متفجرة بعد أن تجاهلت العلاقات الوجودية للفلسطينيين بأرضهم.
وأشارت الصحيفة إلى إعلان ترامب أن الولايات المتحدة “ستسيطر على قطاع غزة” ووعده بإعادة تأهيل الأراضي المدمرة بعد 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب لم يقدم أي تفاصيل حول الكيفية التي ستحصل بها الولايات المتحدة على الأرض، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشاد بالفكرة باعتبارها “شيئا يمكن أن يغير التاريخ”.
وتحدث ترامب وكبار مساعديه للأمن القومي عن اعتقادهم بأن غزة غير صالحة للسكن وعن اقتراح بنقل ما يقرب من مليوني فلسطيني إلى دول أخرى.
لكن تعليقاته خلال المؤتمر الصحفي مع نتنياهو ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير في التعبير عن الرغبة في أن تتولى الولايات المتحدة ملكية الوطن الفلسطيني الغارق في عقود من الدماء وإعادة تطويره باعتباره “ريفييرا الشرق الأوسط”.
تطهير عرقي
أثار الاقتراح غضبا فوريا بين المؤيدين الفلسطينيين. وقالت النائبة الأمريكية رشيدة طليب: “هذا الرئيس (ترامب) يدعو علانية إلى التطهير العرقي بينما يجلس بجوار مجرم حرب إبادة جماعية”.
فيما قالت ليلى العبد، مؤسسة مجموعة النشطاء السياسيين غير الملتزمين: “أشعر بالحزن والغضب والخوف على مجتمعاتنا” من تداعيات الخطة الخطيرة التي طرحها ترامب.
وبحسب بوليتيكو فقد طغى الاقتراح الاستفزازي من ترامب على مناقشات وقف إطلاق النار في غزة والذي افترض العديد من المراقبين أنه سيكون محور اجتماعات يوم الثلاثاء، وهي أول زيارة لترامب من زعيم أجنبي خلال هذه الفترة.
وذكرت أنه بعد أسابيع فقط من الضغط على نتنياهو لقبول شروط الهدنة التي دفعت بها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بدا أن ترامب يتخلى عن قضية السلام الدائم ويتبنى مسار العمل المفضل لدى نتنياهو: “إنهاء المهمة” المتمثلة في القضاء على المقاومة ومواصلة الحرب.
ووصف ترامب غزة بأنها “موقع هدم” و”حفرة جحيم” بجانب نتنياهو الذي قاد الهجوم هناك، وتحدث مثل مطور العقارات حيث أوضح للصحافيين أنه عندما قال إن الولايات المتحدة “ستمتلك” غزة، كان يعني ذلك حرفيا.
وكان التعليق يحمل أصداء طموحات مماثلة أعرب عنها ترامب بشأن حصول الولايات المتحدة على السيطرة على قناة بنما أو جرينلاند، ولكن الاستيلاء على السيطرة على أرض كانت مصدرًا لقرون من الاضطرابات يعد أكثر خطورة.
تخبط وارتباك
تجاهلت نبرة ترامب العفوية وتأطيره للمسألة باعتبارها قضية إنسانية وتطوير عقاري العواقب المتفجرة المترتبة على إعادة توطين ملايين الفلسطينيين قسراً، والذين تعتبر علاقاتهم بأرضهم، مهما دمرتها الحرب، وجودية.
وعندما سئل ترامب عمن يتصور أنهم سيسكنون قطاع غزة بعد إعادة تطويره، إن لم يكونوا فلسطينيين، بدا للحظة وكأنه في حيرة من أمره فيما يتصل بالكلمات.
وقال “أتصور أن هناك أناساً من جميع أنحاء العالم يعيشون هناك”، مضيفاً أن “الفلسطينيين أيضاً سيعيشون هناك. وسيعيش هناك كثير من الناس”.
وأبرزت بوليتيكو أن هذا التحول المفاجئ من مفاوضات وقف إطلاق النار إلى إعادة التفكير الجريئة في الشرق الأوسط بمثابة إشارة مشؤومة لأولئك الذين كانوا يأملون في أن يكون وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع بمثابة الأساس لسلام أكثر ديمومة.
كما كان بمثابة تحول ملحوظ بعيدًا عن الدبلوماسية بالنسبة لترامب، الذي أشاد به فريق بايدن بلعب دور بناء في ترسيخ الاتفاق قبل أسابيع فقط.
وبعد التهديد في ديسمبر/كانون الأول بأن “كل الثمن سيكون باهظا” إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بحلول موعد تنصيبه، كان خطاب ترامب أكثر تحفظا يوم الثلاثاء عندما سئل عن الكيفية التي ينوي بها مواصلة التقدم نحو السلام الدائم في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار الحالي.
وقال ترامب “ربما تتقدم هذه الخطوات، وربما لا تتقدم. نحن نتعامل مع مجموعة معقدة للغاية من الناس والمواقف والأشخاص”.
وقد رد نتنياهو بوصف ترامب بأنه “أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق”.
وأشاد نتنياهو، الذي يتعرض لضغوط من اليمين المتطرف الإسرائيلي لاستئناف قصف غزة، بترامب وأعرب عن التزامه بإعادة الأسرى الإسرائيليين، وليس اتفاق وقف إطلاق النار الهش.
قالت وزارة الصحة في غزة، إن عدد الضحايا تحت الركام وفي المقابر العشوائية ما يزال كبيراً لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم انتشالهم، خصوصاً في ظل عدم وجود […]
البرش يتحدث عن واقع الخدمات الصحية في شمال قطاع غزة
بوليتيكو: خطة ترامب بشأن غزة تطهير عرقي وتحمل عواقب متفجرة
“الصحة”: 12 شهيدًا و11 مصاباً خلال 24 ساعة الماضية
الأوقاف تعلن بدء ترتيبات تسجيل حجاج قطاع غزة
نواب الأردن يناقش مشروع قانون يمنع تهجير الفلسطينيين
