رأت صحيفة الغارديان البريطانية أنه لا يمكن الاستهانة بخطوة إعادة فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر كونه يشير إلى نجاح وقف إطلاق النار الذي أجبرت المقاومة الفلسطينية دولة الاحتلال الإسرائيلي على التوصل إليه وأن فؤاد المقاومة بدأت بالظهور تدريجيا.
وأشارت الصحيفة إلى إعادة فتح معبر رفح لأول مرة منذ إغلاقه في أيار/مايو 2024 ما سمح ببدء سفر الحالات الطبية الأكثر إلحاحًا خارج قطاع غزة لتلقي الرعاية الصحية، في وقت تعتبر عمليات الإجلاء خطوة أولى مهمة.
والتقطت كاميرات التلفزيون على الجانب المصري، أمس السبت، لحظة إعادة فتح المعبر، لعمليات الإجلاء الطبي، حيث ظهرت فتاة صغيرة، بترت قدمها، وهي تُحمل في سيارة إسعاف مصرية.
وقالت الصحيفة إنه وما لا يمكن التقليل من شأنه هو أن أي إعادة فتح لمعبر رفح، حتى ولو جزئيا، تشكل لحظة ذات أهمية كبيرة.
أهمية بالغة لمعبر رفح
في خضم سنوات طويلة من الحصار الإسرائيلي كان معبر رفح ــ المعبر الوحيد خارج غزة الذي لا يحد دولة الاحتلال ــ يُنظر إليه باعتباره صمام أمان ووسيلة محتملة للوصول إلى العالم الخارجي.
وإذا لم يكن الأمر متاحًا حقًا للعديد من الأشخاص، فإن الاحتمال كان موجودًا على الأقل.
ولفترة سابقة من الحرب، كانت رفح نقطة الخروج للفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر مزدوجة، والذين يعملون لدى منظمات أجنبية، أو لديهم الإمكانيات المالية والعلاقات اللازمة لدفع المال ليتم إدراجهم على القائمة المصرية للمغادرة.
ولكن منذ أن شنت القوات الإسرائيلية هجوما على مدينة رفح الجنوبية ومحيطها في مايو/أيار من العام الماضي، ظلت الحدود مغلقة حتى أمام حالات الإجلاء الطبي الأكثر إلحاحا، حيث أغلقت مصر جانبها من المعبر احتجاجا.
وقد لخص المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الوضع بشكل صارخ الشهر الماضي: “تم إجلاء 5383 مريضًا فقط [من غزة] بدعم من منظمة الصحة العالمية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، منهم 436 فقط منذ إغلاق معبر رفح.
وأضاف “ما زال أكثر من 12 ألف شخص في حاجة إلى الإجلاء الطبي. وبهذا المعدل، فإن الأمر سيستغرق من خمس إلى عشر سنوات لإجلاء كل هؤلاء المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة، بما في ذلك آلاف الأطفال. وفي غضون ذلك، تتفاقم حالتهم ويموت بعضهم”.
وقد سمحت السلطات الإسرائيلية بعدد من عمليات الإجلاء الطبي منذ شهر مايو/أيار، بما في ذلك 55 مريضاً في ديسمبر/كانون الأول، ولكن ذلك كان بمثابة قطرة في المحيط، وهو التقييم الذي أكدته تعليقات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي بأن 2500 طفل في حاجة إلى الإجلاء الفوري.
تثبيت وقف إطلاق النار
إذا كان فتح المعبر أمام خمسين طفلاً وعائلاتهم بمثابة خطوة أولى كجزء متفق عليه من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي ينص على المزيد من عمليات الإجلاء المنتظمة، فإن له أهمية أخرى أيضاً.
إذ بدأ الفلسطينيون العاديون في غزة خلال الأسبوع الماضي يرون فوائد اتفاق وقف إطلاق النار، بما يتجاوز وقف القتال والقتل.
فقد سُمح لأعداد كبيرة من سكان شمال القطاع بالعودة إلى ديارهم في المنطقة المدمرة بعد أن أجبرهم الاحتلال على النزوح القسري خلال الحرب.
وبالإضافة إلى فتح معبر رفح، تم إطلاق سراح أول دفعة من المعتقلين الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر 2023 في غزة وعددهم 111، إلى منازلهم يوم السبت.
وهناك أيضاً فتح معبر رفح نفسه، والذي تم تسهيله من خلال ترتيب تم بموجبه تكليف مراقبين من الاتحاد الأوروبي عند المعبر بمعالجة طلبات المغادرين من غزة.
وبحسب الغارديان فإن كل هذا يشير إلى أنه ربما تكون هناك إشارة إلى ديناميكية محتملة للنجاح في اتفاق وقف إطلاق النار الهش والمعقد المكون من ثلاث مراحل، والذي بدا للكثيرين وكأنه مهيأ للفشل الحتمي والعودة إلى الهجوم الإسرائيلي.
بعد اليوم، سوف يتم تحديد معلم مهم آخر من خلال البدء المخطط له للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق الأسبوع المقبل، وسط أدلة على أن إدارة ترامب في واشنطن، على الرغم من فهمها المتقلب والمتناقض لسياستها في الشرق الأوسط، لا تزال تصر على أن يلتزم كلا الجانبين بالاتفاق ويتابعانه حتى النهاية.
ومن الواضح اليوم أن مرحلة مهمة أخرى في الاتفاق قد تم إقرارها، فضلاً عن أول تدبير صغير لتخفيف معاناة المرضى والجرحى الفلسطينيين.
دعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الاحد، إلى ضرورة إنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، […]
الغارديان: فوائد اتفاق وقف إطلاق النار بدأت بالظهور في غزة
قطر وتركيا تدعوان لإنجاح “مفاوضات غزة” وترفضان التهجير
إصابات بقصف إسرائيلي في النصيرات وخانيونس
نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة للقاء ترامب
مستوطنون يشرعون بأعمال تجريف جنوب الخليل
