• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right شاهد..تقرير|| رحلة عودة النازحين جنوب القطاع مُرّة كالعلقم

أخبار

شاهد..تقرير|| رحلة عودة النازحين جنوب القطاع مُرّة كالعلقم

wesam 31 يناير، 2025


Background
share close

خاص إذاعة صوت الوطن/ شيماء الدرة 

تلاشت الفرحة لدى الكثير من الذين حزموا أمتعتهم وهُرعوا مشياً على الأقدام للعودة إلى منازلهم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار.

فقد تحولت مدينتهم إلى ركام وحطام بفعل عدوان الاحتلال الوحشي. لم يسلم حجر ولا بشر؛ إذ أبيدت أحياء بأكملها، ودُمِّرت البنية التحتية، وجُرفت الشوارع، ومسحت عن الخريطة. باتت صحراء قاحلة وتلالاً من الركام على امتداد البصر، ليعودوا أدراجهم، وقد خيمت عليهم خيبات الأمل.

بعد أكثر من 15 شهراً، أُسدِل الستار على واحدة من أعنف الحروب التي شهدها القطاع المنكوب. ومع نهاية الأعمال القتالية، بدأت غزة تواجه مشهداً مأساوياً يشير إلى كارثة إنسانية، حيث باتت العائلات الناجية مشردة بلا مأوى، تبحث عن الأمن والاستقرار وسط بحر من الدمار. ولكنها صُدمت بحرب جديدة من نوع آخر؛ حرب الصراع مع الواقع المرير وصدمة فقدان الأحباء تحت الركام. ومع ذلك، يؤكد أهلها أنهم لن يتركوا أرضهم، وبدأ بعضهم فعلاً في بناء خيام للسكن فيها.

الوصول إلى ركام المنازل

حاول جمال أبو الخير (59 عاماً)، وهو من سكان حي الجنينة، أن يبحث عن أي شيء يخصه من تحت أنقاض منزله، ولكن دون جدوى. لم يجد سوى الحجارة التي أصبحت الذكرى الأخيرة.

 

بدا على وجهه التعب الناتج عن النزوح والتشرد، وقال: «لا حياة في رفح.. كل شيء مدمر.. المنطقة التي أسكن فيها مُسحت عن بكرة أبيها، وكأن زلزالاً بقوة هائلة دمر كل شيء».

وأشار أبو الخير إلى أنه بات من السهل مشاهدة محور صلاح الدين من منتصف حي الجنينة، في إشارة إلى حجم الدمار، حيث لا يوجد مبنى واحد على مسافة مئات الأمتار يعوق مجال الرؤية.

وعلى مقربة منه، وقف الحاج إبراهيم غانم يراقب المباني المدمرة، علّه يستدل على معالم منزله بين أكوام الدمار. وقال: «عشت عقوداً طويلة في المدينة، لكن المشهد يبدو وكأنه نهاية العالم. المباني التي كانت تُعتبر معالم للمدينة لم تعد موجودة».

وأوضح غانم لإذاعة «صوت الوطن»: «الكلمات تعجز عن التعبير عن هذه الكارثة. لا يمكن لأحد أن يصدق أن هذا الدمار من صنع البشر». وأضاف: «كنت أتوقع أن أرى دماراً كبيراً في رفح، لكن ما شاهدته كان أعمق بكثير من توقعاتي، وأوسع مما حدث في مدينة خان يونس أو أي منطقة أخرى في القطاع».

الغرق في الدمار

وسط مشاهد الخراب، طرحت سميرة أبو نقيرة تساؤلات تعكس الواقع المؤلم: «أين سنذهب؟! أين سنعيش؟! وماذا سنفعل وسط هذا الدمار الكبير؟!».

وأضافت: «الحرب لم تكن ضد المقاومة الفلسطينية فقط، كما زعم الجيش الإسرائيلي، بل كانت ضدنا جميعاً كشعب مدني أعزل».

من جانبه، قال محمد أبو حسين، الذي يسند قدمه المبتورة بعكازه ويعمل بجهد في بناء خيمته: «دماء أبنائنا مختلطة بهذا الركام. فقدنا أحباباً كثيرين دفاعاً عن رفح». وأكد أن مئات الفلسطينيين الذين وصلوا إلى ركام منازلهم يصرون على البقاء، ويفضلون نقل خيامهم إلى مواقع منازلهم رغم الدمار.

المناطق العازلة

أوضح المواطن سعيد زقوت أنه حاول الوصول إلى مخيم يبنا جنوب رفح، ولكنه لم يتمكن بسبب وجود الرافعات والطائرات المُسيرة «كواد كابتر» التي تحلق في سماء جنوب المدينة. وأشار إلى أن الاحتلال خلق مناطق عازلة تمتد من شمال القطاع إلى جنوبه، وأصبحت مناطق شديدة الخطورة، حيث يُقتل كل من يحاول الوصول إليها.

وأضاف أن بقاء الاحتلال في محور صلاح الدين يمثل مشكلة كبيرة؛ إذ حرم نصف السكان من العودة إلى منازلهم أو حتى أنقاضها، وجعل النطاق السكاني محصوراً في بلدتي خربة العدس ومصبح، وأجزاء من مخيم الشابورة وحي تل السلطان.

مدينة منكوبة

أعلن رئيس بلدية رفح، أحمد الصوفي، أن رفح أصبحت رسمياً مدينة منكوبة بسبب الدمار الهائل الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وأشار إلى أن الأضرار تجاوزت إمكانيات البلدية، حيث تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والطرق، بالإضافة إلى آلاف المنازل والمرافق العامة. وقال: «رفح تواجه مأساة إنسانية تتطلب استجابة عاجلة».

جدير بالذكر أن هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها الفلسطينيون من دخول وسط مدينة رفح منذ بدء العملية العسكرية البرية الإسرائيلية في 6 أيار/ مايو 2024.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

محافظة جنين: العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين تسبب بترحيل 20 ألف مواطن وتضرر 400 ألف آخرين

wesam 31 يناير، 2025

أفادت محافظة جنين، أنه بفعل العدوان الإسرائيلي على المحافظة، جرى ترحيل معظم سكان مخيم جنين المقدر عددهم بنحو 20 ألف مواطن. وأوضحت المحافظة في بيان مقتضب تابعته إذاعة «صوت الوطن» […]

تفاصيل أكثر trending_flat