لحظات رعب عايشتها عائلة الشهيد أحمد العبيدي في جنين، وهي تتلقى رصاص الاحتلال من كل جانب، لينتهي المشهد بصورة مأساوية، استشهد فيها رب الأسرة، بين يدي أطفاله.
تلك اللحظات التي وثقها أحد أفراد العائلة بهاتفه، أمس الثلاثاء في جنين، أظهرت جزءًا من حجم إجراء المحتل، واستهانته بالدم الفلسطيني، في مشهد أعاد إلى الأذهان مأساة الطفلة هند رجب من منطقة تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، التي ارتقت بعد أن حاصرتها دبابة إسرائيلية داخل مركبة مع جثث من أفراد عائلتها الذين أُعدموا أمام عينيها.
في أقل من دقيقة، يظهر المقطع المصور ملامحم الإجرام الإسرائيلي، خوف وترقب يتبعه صراخ مع ارتفاع صوت إطلاق الرصاص، إلى أن تسيطر حالة الصدمة والذهول والحزن، مع لفظ أحمد أنفاسه الأخيرة.
وأثار المقطع المصور موجة عارمة من الغضب، وألهب منصات التواصل الاجتماعي، التي صبت سخطها على المحتل وإجرامه، وطالبت بمحاسبة الاحتلال على ما يرتكبه في كل يوم من عمليات قتل بدم بارد.
في 10 فبراير/شباط الماضي، عثر على جثمان الشهيدة الطفلة هند رجب (6 سنوات)، وخمسة من أقاربها، بعد 12 يوما من استهداف ومحاصرة المركبة التي كان تقلهم في منطقة تل الهوا بمدينة غزة، وكذلك جثماني المسعفين اللذين حاولا إنقاذها.
وأفادت مصادر محلية في حينه بأن ذوي الشهيدة هند عثروا على جثمانها وجثامين أقاربها الذين كانت برفقتهم في المركبة المستهدفة، وهم خالها بشار حمادة وزوجته وأطفاله الثلاثة.
ووقعت هذه المأساة عندما استهدفت دبابات الاحتلال المتوغلة في محيط “دوار المالية” بحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، سيارة تعود للمواطن بشار حمادة وبرفقته زوجته وأطفاله محمد (11 عاما) وليان (14 سنة) ورغد (13 عاما) وابنة شقيقته الطفلة هند.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار الاشتباكات مع المقاومة الفلسطينية، ونزوح مئات الفلسطينيين من مخيم جنين.
وأسفر العدوان على عموم جنين ومخيمها، حتى صباح اليوم الأربعاء عن 10 شهداء بينهم طفل، وأكثر من 40 إصابة بجراح متفاوتة بينها خطيرة، وفق مصادر طبية فلسطينية رسمية.
الكلمات المفتاحية: جنين, الاطفال, الاحتلال الإسرائيلي, انتهاكات, هندرجب.