أصدرت ثماني جمعيات بحرينية بياناً بمناسبة اتفاق وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، رحبت بوقف العدوان على غزة، موضحة أنه «مع هذا الاتفاق تمكنت المقاومة الفلسطينية من وقف مسلسل القتل اليومي والإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من خمسة عشر شهراً متواصلة».
وأكدت الجمعيات البحرينية أن وقف العدوان ليس نهاية المطاف، بل يجب أن يكون بداية لتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال بشكل كامل.
وشددت الجمعيات في بيانها الذي وصل إذاعة «صوت الوطن» نسخة عنه، أن أولى الخطوات لتحقيق العدالة هي إنصاف ضحايا العدوان في إحالة مرتكبي جرائم الحرب من عناصر جيش الاحتلال إلى المحاكمة بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية. ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط على دولة الاحتلال لاحترام حقوق الشعب الفلسطيني ووقف انتهاكاتها المستمرة والعمل على ترجمة نصوص القانون الدولي ذات الصلة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في واقع ملموس، يحقق جزء من العدالة لضحايا العدوان الصهيوني.
وحيت الجمعيات البحرينية المقاومة الفلسطينية الباسلة التي أثبتت للعالم أجمع أنها قادرة على مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية وكسر شوكة الاحتلال، منوهة إلى أن المقاومة كانت درعاً واقياً للشعب الفلسطيني، وحققت انتصارات نوعية أعادت الأمل بإمكانية تحرير فلسطين، وأكدت أن المقاومة حق شرعي يكفله القانون الدولي للشعوب التي تعاني من الاحتلال، وأن هذا الاتفاق ما كان ليتم ويحول دون تصفية القضية الفلسطينية لولا صمود الشعب الفلسطيني، وبسالة المقاومة في مواجهة المحتل.
وأكدت الجمعيات السياسية أن ضمان عودة النازحين إلى مساكنهم ومدنهم وقراهم تشكل جزء لا يتجزأ من أية حلول تهدف إلى وقف العدوان، وكذلك تدفق المساعدات الإنسانية وتوفير الاحتياجات والأدوية والعلاج.
وقالت الجمعيات «لقد فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه العدوانية، والتي كانت تهدف إلى تحويل غزة إلى أرض محروقة وتهجير أهلها وقهر إرادة الشعب الفلسطيني، فشل الاحتلال في كسر المقاومة، وفشل في استعادة الأسرى، وفشل في إخضاع الشعب الفلسطيني»، مضيفة «هذا الفشل هو دليل على زوال أسطورة الجيش الذي لا يقهر، لم ينجح سوى في التدمير وقتل المدنيين من النساء والأطفال».
وحذرت الجمعيات البحرينية من استمرار التطبيع مع الكيان الصهيوني، خاصة في ظل استمرار جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، التطبيع مع الاحتلال طعنة في الظهر للقضية الفلسطينية وتشجيع لاستمرار انتهاكاته، داعية الدول العربية والإسلامية إلى التمسك بموقفها الرافض للتطبيع، وعدم منح الشرعية لكيان اغتصب الأرض وارتكب جرائم حرب، ودعت الأنظمة العربية والإسلامية المطبعة إلى إلغاء كافة أشكال التطبيع وإسقاط جميع الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني احتراماً لدماء الشهداء وإرادة الشعوب.
ودعت الجمعيات البحرينية المجتمع الدولي والأنظمة العربية والإسلامية والمؤسسات الإنسانية إلى تحمل مسؤولياتهم في إعادة إعمار غزة، وفتح المعابر بشكل دائم لتوفير المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية، وأن يكون وقف العدوان بداية لعملية إعمار شاملة تعيد لغزة كرامتها وحقوقها.
وقالت الجمعيات «نرفع أسمى آيات التقدير والاحترام لشهداء غزة الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً لأرضهم وشعبهم، ونعزي أسرهم ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ونؤكد أن دماء الشهداء لن تذهب سدى».
وشددت الجمعيات البحرينية على أن مجمل هذه التطورات تستدعي وحدة الموقف السياسي من مختلف فصائل الشعب الفلسطيني والعمل على كل المستويات وفي كل الساحات والميادين من أجل تذليل كافة التحديات وفي طليعتها معاناة الشعب الفلسطيني من آثار العدوان الهمجي.
وتوجهت بالتحية والتقدير للشعب البحريني الأصيل الذي وقف بكل إخلاص وتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق طيلة الأربعة عشر شهراً الماضية، وخلال العدوان الصهيوني الوحشي على غزة، لافتة إلى أن هذا الموقف ليس بغريب على الشعب البحريني، الذي طالما كان في طليعة الداعمين للقضية الفلسطينية عبر تاريخه النضالي.
وأوضحت الجمعيات البحرينية الموقعة على البيان أن «الشعب البحريني لم يتخلَّ عن القضية الفلسطينية منذ بدايتها، فقد كان ولا يزال صوتاً صادقاً يدعو إلى تحرير فلسطين وإنهاء الاحتلال. لقد شارك البحرينيون في كل المحطات النضالية للشعب الفلسطيني، سواء عبر التبرعات، أو المظاهرات، أو الدعم السياسي والإعلامي»، مشيرة إلى أن هذا الموقف هو امتداد لإرث نضالي طويل يعتز به كل بحريني. وفي ظل هذا الدعم الشعبي الكبير، نحذر من استمرار التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي لا يزال يرتكب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني. ونؤكد أنه خيانة للقضية الفلسطينية وتجاهل لتضحيات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
وختمت الجمعيات البحرينية بيانها مؤكدة أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب والمسلمين الأولى، وأننا لن ننسى ولن نسكت حتى تتحرر فلسطين من النهر إلى البحر. ودعا الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر إلى مواصلة دعم الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل الحرية والكرامة.
ومن الجدير ذكره أن الجمعيات الموقعة على البيان، هي، المنبر التقدمي، المنبر الوطني الإسلامي، تجمع الوحدة الوطنية، الصف الإسلامي، الوسط العربي الإسلامي، التجمع الوطني الدستوري، التجمع القومي، والتجمع الوحدوي.
المصدر: إذاعة صوت الوطن
الكلمات المفتاحية: التطبيع, فلسطين, قطاع غزة, جمعيات بحرينية, البحرين.