الغزّيون يحلمون بالحياة بعد الحرب والعودة إلى ديارهم
إذاعة صوت الوطن/ تقرير غابرييل وينيجر وأمل حلس نشرت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية تقريراً تضمّن مقابلات مع غزّيين يتحدّثون عن آمالهم بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما سيفعلونه […]
«من ناحية تلك الايام كانت مثل الثقب الاسود. فهو لا يعرف أين هو موجود، والى أين سيتم أخذه، ومن هم المعتقلون معه، ومتى سينتهي كل ذلك»، هذا ما قاله شاب غزي أ. اعتقل في مخيم جباليا منذ نهاية تشرين الاول «أكتوبر» الماضي، ومن ثم تم نقله إلى سجن سديه تيمان، بعد ذلك إلى معسكر عناتوت في شمال القدس.
وأضاف «منذ وصولي إلى هنا، عيوني معصوبة ويدي مكبلة طوال الوقت حتى عند الذهاب إلى الحمام». هكذا شهد في الشهر الماضي. «أنا اجلس كل الوقت في الحظيرة مع 50 شخص آخر».
حسب قوله فانه منذ اعتقاله سمحوا له باستبدال ملابسه مرة واحدة، والذهاب إلى الحمام ثلاث مرات. معلومات عن مصيره لم يتم اعطاءها أبداً.
«نحن نمر بالتنكيل في عناتوت»، شهد م. وهو معتقل آخر في هذه المنشأة، «طوال اليوم نجلس وأيدينا مكبلة وعيوننا معصوبة. الجنود يقومون بشتمنا، ويسمحون لنا بالنوم في منتصف الليل، بعد ساعة يقومون بايقاظنا ويطلبون منا الوقوف لنصف ساعة، بعد ذلك يعيدوننا للنوم، بعد ساعة يقومون بايقاظنا، هكذا طوال الليل. نحن بصعوبة ننام ثلاث ساعات»، قال «في الصباح يتم اخذ فرشات المعتقلين التي ينامون عليها، وهم يبقون على الأرض مكبلين حتى الليلة القادمة».
عناتوت
«عناتوت» هو واحد من منشآت الاعتقال الأربعة التي يعتقل فيها 1500 غزي، من بين الـ 3400 الذين بعضهم معتقلون أيضاً في سجون مصلحة السجون (حسب بيانات قدمتها حكومة الاحتلال رداً على الالتماس الذي قدمته اللجنة ضد التعذيب في منتصف كانون الأول). مع ذلك، ربما الايام القريبة القادمة تكون الأيام الأخيرة لهذه المنشآت. الافتراض هو أنه في إطار صفقة التبادل، اذا خرجت الى حيز التنفيذ، سيتم إطلاق سراح أيضاً المعتقلين الغزيين فيها، الذين ضد معظمهم لم تتم اجراءات جنائية. من اجل معرفة الوتيرة العالية لاعتقال الغزيين في الأشهر الأخيرة فانه يكفي النظر إلى رد الدولة على لجنة مناهضة التعذيب، الذي بحسبه بين تشرين الأول – كانون الأول اعتقل 1300 غزي إضافي في إطار العملية العسكرية في شمال القطاع.
سديه تيمان
«سديه تيمان» الموجود في الجنوب يبدو أنه المعتقل المعروف بسيء الصيت بين منشآت الاعتقال العسكرية.
بعد سلسلة منشورات حول ظروف اعتقال غير إنسانية، وفي أعقاب التماس قدمته منظمات حقوق انسان للمحكمة العليا فإنه في الصيف أعلنت اسرائيل أن المعتقلين سيتم نقلهم من هناك، وبعد ذلك سيتم بناء في سديه تيمان منشآت اعتقال جديدة، وستقل الحاجة إلى التكبيل الطويل. هكذا اعترفت، حتى لو لم يكن بشكل صريح، أن الظروف في هذه المنشأة لم تكن تتوافق مع واجبات اسرائيل حسب القانون المحلي والدولي. ولكن يبدو أن ما حدث في سديه تيمان يحدث الآن في عناتوت.
حسب الشهادات فإن «المعتقلين في عناتوت يحتجزون فيما يسمى «قفص» أو «حظيرة» – مساحة حولها سور وغير مغلقة بالكامل؛ نوع مثل الهنغر العسكري أو المظلات، التي هي بشكل عام تستخدم لتخزين السيارات. التصريحات المشفوعة بالقسم، التي حصلت عليها المحامية نادية دقة والمحامية نادين أبو عرفة من «موكيد» للدفاع عن الفرد، يتضح منها بأن المعتقلين هناك يتم تكبيلهم 24 ساعة في اليوم، وعيونهم معصوبة ولا يعرفون أين يوجدون. المعتقلون قدموا حتى شهادات حول ظروف النظافة الصعبة، والاكتظاظ والعنف في كل مراحل الاعتقال.
«في الليلة الاخيرة القيود كانت مشدودة جداً»، قال ج. في شهادته، «طلبت من الشاويش (وهو معتقل يقوم الجيش بتعيينه كمسؤول) تخفيف شدة القيود، ولكنهم لم يوافقوا على ذلك. عيوني معصوبة طوال الوقت هذا يعني أنني معتقل في عناتوت، ويعني أنني كنت لمدة اسبوعين في سديه تيمان». وحسب قوله فإنه «منذ اعتقاله تم السماح له بالاستحمام مرة واحدة».
في الجيش الاسرائيلي يفسرون الظروف القاسية في منشآت الاعتقال العسكرية، معتقل عناتوت بالذات، بأنه تم إعدادها للتصنيف والاعتقال المؤقت لمعتقلي الحرب، إلى حين اطلاق سراحهم أو نقلهم الى مصلحة السجون.
مصادر في جيش الاحتلال الاسرائيلي، من بينها ضباط كبار تحدثوا مؤخرا مع «هآرتس»، أوضحوا بأن الجيش غير معني باحتجاز معتقلين، وأنه يعتقد أن حراستهم ليست من مهمته. ولكنهم هنا يقولون بأنه يوجد هنا لغم: وزير الأمن الوطني ايتمار بن غفير. الوزير المسؤول عن مصلحة السجون يقوم بوضع العقبات أمام استيعاب معتقلين آخرين. وحتى أن القضية تم طرحها في الرسالة التي ارسلتها المستشارة القانونية للحكومة إلى رئيس الحكومة. وقد أشارت فيها إلى أن بن غفير يفشل اخلاء سديه تيمان.
ليس فقط ظروف المعتقلين هي التي تزعج الجيش، بل مصادر في الجيش الإسرائيلي أكدت على أن بعض السجانين هم من الجنود النظاميين، وفي الجيش هم غير معنيين بالتواصل مع معتقلين مشبوهين بالإرهاب. اضافة الى ذلك في الجيش يقولون بأن «مجرد وضع جنود قرب المعتقلين يمكن أن يؤدي إلى أعمال العنف أو الانتقام».
مثال بارز على ذلك هو التنكيل بمعتقل فلسطيني على يد أعضاء القوة 100 (القوة التي في كانون الثاني الماضي أعاد الجيش تشكيلها بسبب الحاجة إلى حراسة المعتقلين).
في حادثة أخرى، الوحيدة حتى الآن التي وصلت إلى مستوى تقديم لائحة اتهام، قام فيها الجندي الذي رافق المعتقلين قام بضربهم والتنكيل بهم.
حول تفجر قضية سديه تيمان، في محاولة لشرح الظروف هناك، قالوا في الجيش الاسرائيلي بأن «البنية التحتية لم تكن مؤمنة بما فيه الكفاية، لذلك كانت هناك حاجة الى اتباع وسائل أمن وقائية، أي التكبيل».
في اعقاب انتقاد المحكمة العليا في دولة الاحتلال تم بناء في بعض منشآت الاعتقال، مثل سديه تيمان وعوفر، غرف مؤمنة بدلاً من الحظائر.
لكن في معتقل عناتوت بقي الوضع المؤقت على حاله. وبسبب أن المعتقلين يوجدون في هذه المنشآت الارتجالية لأشهر فإن الظروف فيها هي حكم بعيد المدى. أحياناً يوجد له تاريخ انتهاء – النقل الى سجن تابع لمصلحة السجون اذا كان يوجد مكان، أو إطلاق السراح إلى غزة. السيناريو الثاني لا يعتبر أمر نادر جدا. فمنذ اندلاع الحرب تم اطلاق سراح الآلاف إلى القطاع، على الأغلب بعد أن لم يتم العصور ضدهم على دلائل لنشاطات جنائية. عند عودتهم إلى هناك هم ايضا تحدثوا لوسائل الاعلام عما مر عليهم في منشآت الاعتقال في اسرائيل.
في هذا الشهر توجهت جمعية حقوق المواطن إلى النيابة العامة العسكرية وطلبت نقل المعتقلين في عناتوت إلى منشأة سجن منظمة، بحيث توفر لهم الظروف التي يستحقونها حسب القانون.
«ازاء ما جاء في الشهادات فانه يجب اعطاء أمر باجراء فحص شامل لسلوك الجنود الذين يعملون كسجانين في معتقل عناتوت، وفي البداية فحص سلوك قادة المنشأة»، كتبت الجمعية.
ضرب وتكبيل
«معظم الغزيين الذين تم اعتقالهم أثناء الحرب يحتجزون في اسرائيل بقوة قانون «المقاتلين غير القانونيين»، الذي يمكن من السجن بدون محاكمة لكل من ادعي ضده بأنه شارك في النشاطات العدائية ضد الدولة. القانون يسمح بحرمان المعتقلين من حق الالتقاء مع محام لفترة طويلة، 45 يوم، وفي بعض الحالات 75 يوم، وينص على احضارهم للمثول امام قاض فقط بعد 45 يوم على الاعتقال»، هذا ما نقلته صحيفة هآرتس عن محامين.
وأضافت الصحيفة «500 من بين الـ 3400 غزي المعتقلون الآن في اسرائيل حتى الآن لم يلتقوا مع محام. معظم المعتقلين تم احتجازهم في البداية في غزة، وبعد ذلك تم نقلهم إلى سديه تيمان. بعد التحقيق معهم تم نقلهم الى معتقلات عسكرية اخرى مثل محنيه عوفر وعناتوت أو قاعدة نفتالي في الشمال».
وقالت جمعية حقوقية «مظاهر العنف تظهر حسب الشهادات في كل مراحل الطريق، في التحقيق، في منشآت الاعتقال وبالاساس على الطرق».
وأوضحت «هآرتس» أنها نشرت تقارير عن «حالة التي فيها الجنود الذين رافقوا معتقلين من خانيونس، مشتبه فيهم بقتلهما، بعد رؤية على رأسهما علامات ضرب وعلى اجسادهما ظهرت علامات التكبيل.
التصريحات المشفوعة بالقسم تكشف المزيد من النواحي التي لم يتم التحدث عنها حتى الآن في اسرائيل.
شهادات معتقلين
وأضافت الصحيفة «مثلا، قصة ح.، أحد سكان حي حمد في خانيونس، الذي بدأ العنف الشديد ضده في الاعتقال الأول له، عندما كان مع عائلته. ضربوني على رأسي ولدي جرح كبير على جبيني، قال تم نقلهما إلى شاحنة وبعد ذلك إلى حافلة، فيها تم ضربنا، عيوني معصوبة ومكبل اليدين والقدمين». حسب اقواله. «لقد تم احضار المعتقلين الى بيت، قضيا فيه الليل، في الوقت الذي اجبرهما فيه الجنود على الهتاف «شعب اسرائيل حي»».
وصف آخر لـ ي. احد سكان بيت حانون وأب لخمسة اولاد: «في 25 تشرين الأول كنت في العمل، أنا ممرض مؤهل في مستشفى كمال عدوان، قال. وحسب قوله فإن الجيش دخل إلى المستشفى وطلب من الجميع الخروج إلى الخارج، وخلع ملابسهم والبقاء في الملابس الداخلية. أخذوا الجزء الاكبر من الطاقم الطبي، بما في ذلك أنا. قاموا بتكبيل أيدينا وعصب عيوننا ووضعونا في حافلة، في الطريق كان الكثير من العنف، طلبوا منا حني الرأس، وقاموا بضربنا في كل جسمنا، بأيديهم وبالسلاح. انا كسرت ثلاثة ضلوع لي».
وأضاف «هدف الشاحنة التي وضعونا فيها هو سديه تيمان. هناك تم التحقيق معي، والمحقق قام بضربي».
وقال «بعد ذلك جاء مكانه شخص آخر، وهو أيضاً ضربني ضرب مبرح. ما حدث بعد ذلك هو أمر معياري بمفاهيم سديه تيمان: هذا الشخص تم اعتقاله وهو مكبل ومعصوب العينين مدة 28 يوم، بعد ذلك تم نقله إلى غرفة مع 20 معتقل، وتم فك القيود وعصبة العيون وأصبح يمكنه رؤية حالته».
العملية التي يتحدث عنها ي. «التكبيل المستمر وبعد ذلك نقل إلى غرفة فيها الكثير من المعتقلين، تظهر في شهادات معتقلين آخرين تم احتجازهم في سديه تيمان. الغرفة التي يدور الحديث عنها والتي تم جلبهم اليها بدون تكبيل مبنية من الباطون. هناك العيون تكون مفتوحة، لكن يحظر التحدث أو تغيير الملابس»، قال. «ايضا الاستحمام ليس بالأمر السهل، فهو مسموح به مرة كل اسبوعين. النوم على سرير هو موضوع محل تساؤل. في الغرفة كانت ثمانية أسرة».
هذا الوصف لما يحدث في سديه تيمان يرسم صورة مركبة فيما يتعلق بتعهد الحكومة بتحسين الظروف في هذه المنشأة. الرد الذي قدمته للمحكمة العليا، اعلنت الحكومة بأنه عندما سيتم فتح اقسام جديدة في السجن يمكن تقليل مدة تكبيل المعتقلين في الـ 96 ساعة الاولى. حقًا تم افتتاح غرف إسمنتية جديدة، لكنها أيضاً لم تكن بدون مشاكل. من الشهادات يظهر أيضا أنه مر وقت إلى أن تم نقل المعتقلين إلى الغرف الجديدة، وحتى ذلك الحين كان الكثيرون منهم ما زالوا مكبلين لايام.
في اعقاب نفس الالتماس ومنشورات اخرى حول ما يحدث في سديه تيمان، قام رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي بتعيين لجنة لفحص ظروف المعتقلين بشكل عام في كل المنشآت العسكرية، باستثناء عناتوت الذي لم يكن في حينه يعمل.
في محادثة اجرتها صحيفة هآرتس مع احد اعضاء اللجنة، قال إنه في سديه تيمان وفي معسكر عوفر تم اجراء تحسينات وفقا لتوصية اللجنة. في عوفر الاغلبية المطلقة من المعتقلين لا يتم تكبيلها، ومن يتم تكبيلهم يكون ذلك بسبب خطورتهم. يتضح ايضا من الشهادات وحسب قوله فانه يوجد نقل لمعتقلين إلى الغرف الاسمنتية، في نصفها توجد خدمات صحية.
وقد جاء من المتحدث بلسان جيش الاحتلال الاسرائيلي الرد: «هذه الادعاءات غير دقيقة، وظروف الاعتقال في عوفر مناسبة للاعتقال الطويل في غرف منظمة. المعتقلون لا يتم تكبيلهم، باستثناء بعض الحالات التي يتم فيها استخدام التكبيل على خلفية خطورة كبيرة للمعتقل».
المصدر: ترجمة وتحرير إذاعة صوت الوطن
الكلمات المفتاحية: الأسرى الفلسطينيين, معتقلات, سديه تيمان, عناتوت, غزة.
إذاعة صوت الوطن/ تقرير غابرييل وينيجر وأمل حلس نشرت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية تقريراً تضمّن مقابلات مع غزّيين يتحدّثون عن آمالهم بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما سيفعلونه […]
الأربعاء | +30° | +25° | |
الخميس | +31° | +25° | |
الجمعة | +30° | +25° | |
السبت | +29° | +24° | |
الأحد | +29° | +24° | |
الاثنين | +29° | +24° |