في غزة، كل يوم يمضي يتحوّل إلى صفحة دامية في تاريخ الإنسانية. أطفال ينامون على صوت القصف ويستيقظون على أنقاض منازلهم، وأمهات يدفنّ أبناءهن تحت التراب بلا وداع. هنا، في هذه البقعة الصغيرة من العالم، تتهاوى كل القيم الإنسانية والقوانين الدولية أمام عدوان إسرائيلي مستمر، لا يترك سوى الموت والخراب خلفه. غزة اليوم ليست مجرد أرض، بل شاهد حي على جرائم تُرتكب في وضح النهار، وضمير عالمي غائب.
واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الممنهج على قطاع غزة لليوم الـ463 على التوالي، في حربٍ حوّلت القطاع إلى ساحة إجرام مفتوحة. ووفقًا لتقرير المكتب الإعلامي الحكومي، أباد الاحتلال 1600 عائلة فلسطينية بالكامل، وأزالها من السجل المدني بعد قتل جميع أفرادها. تجاوز عدد الشهداء في هذه العائلات 9000 شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء الإجمالي منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023 إلى اليوم 46,006 شهيدًا، وأكثر من 109,378 جريحًا، بينهم إصابات خطيرة للغاية.
الدفاع المدني الفلسطيني كشف عن مشهدٍ أكثر قسوة، حيث إن 10% من القصف الإسرائيلي يؤدي إلى تبخر أجزاء من جثامين الشهداء، ما يعقّد عمليات الإنقاذ والتوثيق. أما وزارة الاتصالات الفلسطينية، فقد حذّرت من توقف وشيك لخدمات الاتصالات بسبب نفاد الوقود، مما سيزيد من عزلة القطاع المحاصر.
على الصعيد الميداني، استهدف الاحتلال عدة مناطق في غزة، بينها حي الزيتون والنصيرات والشجاعية. أسفرت الغارات عن استشهاد العديد من المواطنين، بينهم الصحفي سائد نبهان، الذي ارتقى برصاص قناص إسرائيلي أثناء تغطيته للعدوان.
وفي النهايه…
ما يجري في غزة اليوم ليس مجرد أرقام تُحصى ولا جرائم تُنسى، بل انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية، بدءًا من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر استهداف المدنيين، وصولًا إلى ميثاق روما الأساسي الذي يُجرّم الإبادة الجماعية. استمرار هذا العدوان دون محاسبة يجعل العالم شريكًا في صمته، ويفتح الباب لمزيد من الجرائم.
لكن غزة، رغم الألم والمآسي، ستظل عنوان الصمود والإصرار. دماء شهدائها ودموع أطفالها هي نداء للعدالة، ورسالة للعالم بأن الإنسانية لا تزال تُختبر هنا. لن تنكسر غزة، وستبقى صوت الحرية ينادي بحقها في الحياة رغم كل شيء. العالم اليوم أمام خيار: إما الوقوف مع الحق، أو السقوط في اختبار الضمير الإنساني.
أفاد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، بأنه بفضل فرقها العاملة، تم نقل آلاف الملفات الأرشيفية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين، من قطاع غزة والضفة الغربية إلى مكان آمن وتحويلها إلى ملفات […]
غزة: 4500 حالة بتر ونحو 30% من الحالات هي للنساء والأطفال
«الديمقراطية»: شغف نتنياهو وحلفه الأطلسي باللجوء إلى القوة من شأنه أن يلهب المنطقة ويشعل نارها
غزة تحت القصف.. الاحتلال الإسرائيلي يُمعن في الإبادة الجماعية بحق المدنيين لليوم الـ463
الأونروا: نقلنا ملفات آلاف «اللاجئين» من غزة والضفة إلى مكان آمن
اعتداءات المستوطنين تتواصل بحماية جيش الاحتلال في منطقة الأغوار شمالي الضفة
