• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right «حسام ابو صفية».. طبيب واجه دولة بجيشها

أخبار

«حسام ابو صفية».. طبيب واجه دولة بجيشها

wesam 2 يناير، 2025


Background
share close

إذاعة صوت الوطن/ شيماء ناصر الدرة

«منتصب القامة أمشي، مرفوع الهامة أمشي »… الأب البار آخر من خرج من قلعته مستشفى كمال عدوان ، لم تهزه دولتهم، لم تخيفهم دباباتهم الفولاذية، ذهاباً لمصيره المجهول بقدماه بعد رفض التخلي عن المرضى لآخر رمق، لم يخلع زيه الأبيض ولم يرمي المشرط، يمشي على ركام مشفاه وحيداً مكلوماً، مُصاباً في قدمك، ومطعوناً في ظهرك، ومذبوحاً من الخاصرة، يذكرنا بمقولة دوريش «وحدي كنت وحدي عندما قاومتُ وحدي» ، بينما يهزأ جند الاحتلال من صموده ويتوعدونه بصنوف العذاب.

طبيب الأطفال الذي جعلت منه الحرب رمزاً انسانياً ووطنياً الدكتور حسام أبو صفية رفض أن يترك غرْة رغم أنه يحمل وعائلته جنسية أخرى، صمد صمودًا لا تصمده الجبال الراسية!

رفض أن يسلم المستشفى لجيش الاحتلال الإسرائيلي؛ فقتلوا ابنه إبراهيم برصاص، «قتلوا ابني عشان نحن نقدم رسالة إنسانية، دفنت ابني في سور المستشفى».. الدكتور حسام أبو صفية ينهار بالبكاء عندما يتذكر نجله الشهيد.

ولم يتمالك أبو صفية نفسه، وانهمرت دموعه – في مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر- عند تذكُّر ابنه الشهيد، معبّرًا عن الألم العميق الذي يشعر به نتيجة فقدانه وسط الأحداث المؤلمة التي يشهدها شمال قطاع غزة.

وأردف قائلا «كل شيء فقدناه في هذه المستشفى حتى أبنائنا، حرقوا قلوبنا على المستشفى وقتلوا أطفالنا أمام أعيننا لأننا نحمل رسالة إنسانية، ونقوم بدفنهم بأيدينا»،

وعاد ليواصل عمله في انقاذ الأرواح، ليكمل واجبه المهني والوطني، أرسلوا له مُسيرة لتقتله فأصابت ساقه، فواصل توجيه الطاقم الذي يعمل معه وهو ممدّد على فراشه، اختطفوه ثم عاد كصخر أمام كل ذلك التوحش،

عاد إلى أرض الميدان بطبيبين فقط، قائلا «أنا وزميل آخر نحاول تقديم الخدمات، لكننا نفتقر إلى الكادر الطبي اللازم خصوصاً في مجال الجراحة، مما يجعلنا غير قادرين على تقديم العناية المطلوبة».

وأضاف أن «عدد الجرحى في تزايد مستمر، إذ يفقد المصابون حياتهم لعدم توفر الإمكانات الطبية اللازمة». وطالب المجتمع الدولي بفتح ممرات إنسانية لإدخال الطواقم الطبية والمعدات اللازمة لإنقاذ الجرحى.

في سياق ذاته، ناشد مرات ومرات لإدخال سيارات الإسعاف لنقل المرضى بين المستشفيات، قائلاً «المنظومة الصحية منهارة تمامًا، ولا يمكننا وصف الظروف التي شهدناها بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى».

حسب شواهد العيان أن «أبو صفية رفض أن يغادر من شمال قطاع غزة بعد أن أذن له الجيش بالمغادرة من مدرسة الفاخورة، رفض أن يخرج قبل أن يتم الإفراج عن جميع الكادر الطبي وتم الإفراج عنا جميعاً بعد 6 ساعات عند الاستعداد للخروج من المكان تم المناداة على الدكتور وتم اعتقاله».

أشار المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش «فقدنا أثر 10 من أفراد طواقمنا الطبية في مستشفى كمال عدوان ولا نعرف شيئاً عن مصيرهم، بعد خداعهم بأنهم سينتقلون إلى مستشفى الأندونيسي»، متابعاً «تعرض أبو صفية لضرب مبرح بالهراوات والعصي، وأجبر على خلع ملابسه وارتداء زي المعتقلين، كما استخدم درعاً بشرية»، وأكد أن «النيران اشتعلت في عدد من المسعفين الذين كانوا داخل مستشفى كمال عدوان بعد أن بُحَّ صوته، وهو يناشد العالم الأصم حتى اللحظة الأخيرة، يمشي وحيداً نحو دبّابة وسط الدمار! بعد 450 يوماً من الحصار والصمود!».

قوات الاحتلال أطلقت الرصاصة الأخيرة على المستشفى وقتلت المنظومة الصحية بشكل كامل في شمالي قطاع غزة، كما أن كيان المحتل لا يكيل اهتماماً لا لرأي عام دولي ولا محلي ولا لمؤسسات دولية ولا حقوقية ولا إنسانية ولا صحية ولا لأي شيء، كل هذا يحدث أمام صمت عربي ودولي مريب، تواطؤ وشراكة أميركية وبعض العواصم الأوروبية باستمرار تصدير الأسلحة الفتاكة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويذكر أن الكثير من أطباء غزة رفضوا مغادرة مستشفياتهم حتى تحت تهديد الموت، أنهم ضحوا بحياتهم وأرواح أطفالهم إخلاصاً لمهنتهم الإنسانية، ظلوا صامدين يقدمون ما يستطيعون لخدمة المصابين .

‏سلامٌ عليك يوم ولدت ويوم صمدت ويوم سترجع سالماً بإذن الله،

سلام عليك بطلاً، رجلاً، مسؤولاً وقدوة أنت وكل العظماء في المستشفيات والدفاع المدني والبلديات.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

السلطة الفلسطينية تقرر وقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة في فلسطين، وشبكة الجزيرة تندد بالقرار

wesam 2 يناير، 2025

قررت اللجنة الوزارية المختصة المكونة من وزارات: الثقافة، والداخلية، والاتصالات، وقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة ومكتبها في فلسطين، وتجميد عمل كافة الصحفيين والعاملين معها والطواقم والقنوات التابعة لها […]

تفاصيل أكثر trending_flat