أفاد د. حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، اليوم، باستشهاد خمسة أشخاص من الكوادر الطبية والفنية بغارات إسرائيلية على محيط المستشفى، وذكر أن الشهداء هم طبيب الأطفال أحمد سمور، وأخصائية المختبرات إسراء أبو زايدة، والمسعفان عبد المجيد أبو العيش وماهر العجرمي، وأخصائي الصيانة فارس الهودلي.
وقال أبو صفية: «للأسف الليلة الماضية كانت أسوأ من الليلة التي سبقتها، الروبوتات المتفجرة كانت قريبة جداً من المشفى، حيث كان واضحاً أن كمية المتفجرات المستخدمة أكبر بكثير هذه المرة».
وأضاف: «اخترقت الشظايا الناتجة عن الانفجارات المبنى، وضربت إحدى غرف المرضى، ما أسفر عن إصابة الممرض حسن الضابوس بشكل مباشر، حيث تعرض لإصابة خطيرة في الرأس».
وأوضح أبو صفية أن «المشفى يفتقر إلى الموارد اللازمة للتعامل بشكل كافٍ مع مثل هذه الحالات الخطيرة، نحن نبذل جهوداً لنقل المرضى إلى مستشفيات أخرى، وآمل أن يتم نقل حسن (الممرض المصاب) إلى المستشفى الأهلي المعمداني لإجراء عملية جراحية وتقديم الرعاية له».
وأشار أبو صفية إلى أن المستشفى لا يزال تحت تهديد الطائرات المسيّرة، حيث أصيبت إحدى أعضاء الطاقم الطبي بشظية متفجرة ألقتها طائرة مُسيرة، ما أدى إلى إصابة في الرقبة وحالتها متوسطة.
وشدد أن «الانفجار الأخير الذي وقع حوالي الساعة 4:30 صباحا، دمر معظم مرافق المستشفى بما في ذلك الأبواب والنوافذ والحواجز الداخلية، ما جعل قسم العناية المركزة شبه خارج عن الخدمة».
وأضاف: «يتم نقل الإمدادات من مناطق أخرى في المستشفى لعلاج المصابين بحذر بسبب القصف المستمر».
ونوه أبو صفية إلى أن هناك حوالي 75 مصاباً حاليًا، بالإضافة إلى مرافقيهم، و180 من الكوادر الطبية، ما يرفع العدد الإجمالي للأشخاص في المستشفى إلى حوالي 350 شخصاً، لافتاً إلى أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، ويواجه صعوبة في وصول الوفود الطبية.
وطالب د. أبو صفية، بالحصول على حماية دولية للنظام الصحي في ظل حرب الإبادة.
وفي ذات السياق، طالبت جمعية حقوقية إسرائيلية، بوقف الهجمات المستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة وتوفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية.
وقالت جمعية أطباء لحقوق الإنسان (غير حكومية) إنها «قدمت التماسا إلى المحكمة الإسرائيلية العليا تطالب فيه بالوقف الفوري للهجمات المستمرة على مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة».
وشددت الجمعية، على ضرورة توفير ممر إنساني آمن لنقل الوقود والأدوية والمعدات الطبية، بالإضافة إلى تأمين عمليات إجلاء آمنة للمرضى والطواقم الطبية من وإلى المستشفى.
وأضافت: «أشار الالتماس، الذي قدم بواسطة المحامي تمير بلانك، إلى شهادات مؤلمة حول الأضرار المميتة التي لحقت بالمستشفى وطواقمه خلال العام الماضي جراء القتال في قطاع غزة.
وقالت الجمعية: «منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، عندما اشتدت الهجمات الإسرائيلية على شمال القطاع، تعرض مستشفى كمال عدوان للقصف بشكل متكرر، ما تسبب بوفاة مرضى وأفراد الطاقم الطبي وألحق أضرارًا بالغة بالبنية التحتية والمعدات الطبية الحيوية».
ولفتت إلى أن مستشفى كمال عدوان منشأة حيوية لسكان شمال القطاع، حيث تشير التقديرات إلى أن ما بين 65 ألفا إلى 75 ألف شخص يقطنون المنطقة حالياً دون أي وصول للخدمات الطبية الأساسية.
وقالت الجمعية: «في الأسابيع الأخيرة، يعاني هذا الجزء من القطاع من نقص حاد في المعدات الطبية والوقود والغذاء، ما أدى إلى تدهور الرعاية الصحية، خاصة للأطفال والرضع الذين يعانون من سوء التغذية».
وأضافت: «إخلاء مستشفى كمال عدوان ترك آلاف السكان في شمال قطاع غزة دون أي رعاية طبية للمرضى والمصابين».
وأشارت إلى أن «المصابين الموجودين في المستشفى لا يستطيعون الإجلاء بأمان نتيجة استمرار إطلاق النار في المنطقة، بالإضافة إلى عرقلة وصول سيارات الإسعاف إلى المستشفى أو خروجها منه بأمان».
وأشارت أطباء لحقوق الإنسان إلى أن العواقب الوخيمة للهجمات المتواصلة على مستشفى كمال عدوان تتجلى في الأضرار البالغة التي لحقت بالبنية التحتية الطبية، وفي وفاة المرضى وأفراد الطواقم الطبية، بالإضافة إلى حرمان السكان من الوصول إلى الخدمات الحيوية.
وقالت: «تفرض الالتزامات الدولية على إسرائيل ضمان سلامة وأمن المرضى، الطواقم الطبية، والمنشآت الصحية، حتى أثناء فترات النزاع».
ولم تحدد المحكمة العليا الإسرائيلية على الفور موعد النظر في الالتماس.
الكلمات المفتاحية: المستشفى, الاحتلال الإسرائيلي, مستشفى كمال عدوان.