في حرب الإبادة المستمرة على غزة، يواجه الفلسطينيون في القطاع، الفقدَ بشكل يومي بل لحظي، فيفقد الشخص والديه أو نجله أو أقارب له، لكن فقدَ الطفلة سما طبيل كان مختلفا، فهي فقدت شعرها، جزعًا من أهوال حرب الإبادة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث.
صدمة نفسية تعرضت لها الطفلة سما طبيل (8 سنوات) إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة التي نزحوا فيها في رفح جنوب قطاع غزة، بشكل همجي ومفاجئ، وعلى وقع أصوات القصف العنيف والمستمر.
وتقول “كنا نايمين جوا الخيمة، ولما الجيش اقتحم رفح، ماما وبابا حملونا من الفراش وأخذونا على المستشفى الأندونيسي، وكثير خفت من أصوات القصف والإسعاف”.
وعلى مدار أيامٍ متتالية مما حصل مع العائلة، لاحظت سما تساقط شعرها بشكلٍ غريب وهي تُسرّحه كعادتها، لكنّ أمها اعتقد أنه أمر طبيعي، إلى أن صار رأسها خاليًا تقريبًا من الشعر.
وتغطي الطفلة سما رأسها بحجاب معظم الوقت، كي لا تبدو بمظهرٍ يُثير استغراب من حولها تحديدًا الأطفال من عمرها، لكنها لم تسلم أيضًا، فكثيرًا ما تتعرض لتساؤلات عن سبب تساقط شعرها، وبعض أقرانها ينادون عليها بـ “يا صلعة يا قرعة”، وهل أنتِ مريضة سرطان؟ ما يفاقم ظروفها النفسية ويجعلها في غالب الأحيان تنام بحسرتها والدموع تبلل وسادتها. كما تقول والدتها.
وتشير والدتها إلى أنّ “سما لا تستطيع اللعب مع صديقاتها وتشعر بالحرج الشديد لأنها تختلف عنهم بسبب ظرفها الخاص، وتريد السفر للعلاج في الخارج ولكن ظروف الحرب لا تسمح”.
وتضيف الأم بصوتٍ حزين: “كانت تُحبّ الوقوف أمام مرأتها وتُسّرح شعرها، فهي كغيرها من البنات تُحب أن ترى نفسها جميلة طوال الوقت وأنيقة”، واليوم أحيانًا تقول : “ياريت أموت ليُنبت الله لها شعرًا في الجنة أجمل من الذي حُرمت منه بسبب أهوال الحرب”.
وتلجأ سما مع عائلتها في خانيونس جنوب القطاع، ولها أمنيتان فقط، أن تنتهي الحرب وأن ينمو شعرها من جديد، فهل تتحقق؟
المصدر: إذاعة صوت الوطن+ وكالة سند
الأربعاء | +30° | +25° | |
الخميس | +31° | +25° | |
الجمعة | +30° | +25° | |
السبت | +29° | +24° | |
الأحد | +29° | +24° | |
الاثنين | +29° | +24° |